أكد الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر، أهمية عقد الملتقيات الفكرية في معالجة قضايا الفكر والتأصيل العلمي، مشيرًا إلى أن القرآن الكريم مصدر متجدد للفكر والتدبر.
جاء ذلك خلال عقد الملتقى الفكري بساحة مسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) وفق بيان اليوم ، تحت عنوان "الإشارات البلاغية في آيات الصيام"، وسط أجواءٍ روحانية مفعمة بالإيمان ، و ذلك في إطار جهود وزارة الأوقاف لنشر الفكر الوسطي وتعزيز الوعي الديني خلال الشهر الفضيل.
وشدد على أن آيات الصيام جاءت بأسلوب بلاغي فريد، يحمل في طياته دلالات تشريعية وإعجازا لغويا، مما يبرز مكانة فريضة الصيام في الإسلام وأهميتها في تهذيب النفوس.
وشهد الملتقى عددا من المحاضرات تناولت بلاغة القرآن الكريم في تشريعات الصيام، فضلا عن تلاوة قرآنية للقارئ الشيخ أحمد عوض أبو فيوض، وابتهالات قدمها الشيخ محمد عبد السلام الحسيني، وقدم فعاليات الملتقى الإعلامي الأستاذ عمر حرب.
من جانبه قال الدكتور غانم السعيد عميد كلية اللغة العربية الأسبق إن الله تعالى ابتدأ آيات الصيام بنداء الإيمان في قوله: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، وهو تشريف للمؤمنين قبل أن يكون تكليفًا، وأوضح أن التعبير بلفظ "كُتِبَ" بدلًا من "فُرِضَ" يشير إلى سبق تقدير الصيام في اللوح المحفوظ، وبيّن أن هذه الفريضة لم تختص بها أمة الإسلام وحدها، بل امتدت إلى الأمم السابقة، تأكيدًا على عظمتها وفضلها عند الله.
ويمثَّل ملتقى الفكر الإسلامي، الذي تنظمه وزارة الأوقاف خلال شهر رمضان، منبرًا فكريًا يسعى إلى تصحيح المفاهيم المغلوطة، والتصدي للفكر المتطرف، وتعزيز قيم التسامح والتعايش المشترك، وأسهم هذا اللقاء في تقديم رؤى علمية مستنيرة حول قضايا المجتمع، مما يساعد في رفع الوعي وترسيخ الهوية الدينية والوطنية لدى الحاضرين.
واختُتم الملتقى بابتهال روحانيّ قدّمه الشيخ محمد عبد السلام الحسيني، وسط تفاعل كبير من الحضور، الذين أشادوا بأهمية هذه اللقاءات في تعميق الفهم الديني، وإثراء معارفهم، وتعزيز صلتهم بالقيم الإسلامية الراقية.