دعا السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى اعتماد الخطة الشاملة المتكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة؛ دون تهجير للفلسطينيين، والتي عملت مصر، بالتعاون مع دولة فلسطين الشقيقة والمؤسسات الدولية، على بلورتها؛ حيث تبدأ بعمليات الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر؛ وصولا لعملية إعادة بناء القطاع.
كما دعا السيد رئيس الجمهورية إلى اعتماد هذه الخطة في القمة غير العادية لجامعة الدول العربية المنعقدة اليوم الثلاثاء بالعاصمة الإدارية - وحشد الدعم الإقليمي والدولي للخطة؛ فهي خطة، تحفظ للشعب الفلسطيني، حقه في إعادة بناء وطنه، وتضمن بقاءه على أرضه.
وأكد أن هذه الخطة، يجب أن تشهد على التوازي، مسار خطة للسلام من الناحيتين السياسية والأمنية، تشارك فيها دول المنطقة، وبدعم من المجتمع الدولى، وتهدف إلى تسوية عادلة وشاملة ومستدامة للقضية الفلسطينية.
كما دعا، الدول الحرة والصديقة؛ للإسهام في هذا المسار، والمشاركة بفاعلية، في مؤتمر إعادة الإعمار، الذي سوف تستضيفه مصر الشهر القادم.
وقال: إن مشاركتكم اليوم، في هذه القمة غير العادية، في خضم أزمة إقليمية بالغة التعقيد؛ واستجابة لنداء فلسطين الشقيقة، تؤكد التزامكم الذى لا يتزعزع، تجاه قضايا أمتنا المشروعة.. يجمعنا اليوم، واقع مؤلم، في ظل ما تواجهه منطقتنا من تحديات جسام، تكاد تعصف بالأمن والاستقرار الإقليميين، وتبدد ما تبقى من مرتكزات الأمن القومي العربي، وتهدد دولا عربية مستقرة، وتنتزع أراضى عربية من أصحابها.. دون سند من قانون أو شرع".
وأضاف السيد رئيس الجمهورية أن ذاكرة الإنسانية ستتوقف طويلا، أمام ما حدث في غزة؛ لتسجل كيف خسرت الإنسانية قاطبة، وكيف خلف العدوان على غزة، وصمة عار فى تاريخ البشرية، عنوانها: "نشر الكراهية وانعدام الإنسانية، وغياب العدالة".
وأشار إلى أن أطفال ونساء غزة، الذين فقدوا ذويهم، وقتل ويتم منهم عشرات الآلاف، "ينظرون إليكم اليوم بعيون راجية، لاستعادة الأمل فى السلام العادل والدائم، إن الحرب الضروس على قطاع غزة، استهدفت تدمير أوجه وسبل الحياة، وسعت بقوة السلاح، إلى تفريغ القطاع من سكانه، وكأنها تخير أهل غزة، بين الفناء المحقق أو التهجير المفروض؛ وهو الوضع الذي تتصدى له مصر؛ انطلاقا من موقفها التاريخي؛ الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى على أرضه، وبقائه عليها عزيزا كريما.. حتى نرفع الظلم عنه، ولا نشارك فيه".
وتابع: لقد أوهنت الممارسات اللاإنسانية، التي تعرض لها أهلنا في فلسطين عزائم البعض؛ إلا أنني كنت دائما، على يقين بثبات وبسالة الشعب الفلسطينى الأبي، الذي ضرب مثالا في الصمود والتمسك بالأرض؛ ستقف عنده الشعوب الحرة، بالتقدير والإعجاب؛ إن عزيمة الشعب الفلسطيني، وتمسكه بأرضه؛ هو مثل في الصمود، من أجل استعادة الحقوق".
وشدد السيد رئيس الجمهورية على أن مصر - في هذا الظرف الدقيق - التي دشنت السلام، منذ ما يناهز خمسة عقود في المنطقة، وحرصت عليه، وصانت عهودها حياله؛ لا تعرف سوى السلام القائم على الحق والعدل، الذي يحمي المقدرات، ويصـون الأرض ويحفظ السـيادة.. "ولعل هذا ما ورد - بشكل لا يقبل التأويل - في معاهدة السلام التي أبرمتها مصر عام 1979، وألزمت كل طرف، باحترام سيادة الآخر وسلامة أراضيه، وبما يفرض التزاما قانونيا، بعدم خلق واقع طارد للسكان خارج أراضيهم، كونه يمثل انتهاكا.. للالتزام باحترام قدسية الحدود الآمنة".
وأكد الرئيس السيسي أن مصر سعت - من منطلق حرصها على الأمن والاستقرار الإقليميين - منذ اليوم الأول للحرب على غزة، إلى التوصل لوقف لإطلاق النار، بالتعاون مع الأشقاء فى قطر، والأصدقاء فى الولايات المتحدة؛ "وما كان ذلك ليتحقق، من دون الجهود المقدرة للرئيس دونالد ترامب وإدارته، التي نأمل أن تستمر وتتواصل، بهدف تحقيق استدامة وقف إطلاق النار في غزة، واستمرار التهدئة بين الجانبين، وبعث الأمل للشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة؛ من أجل سلام دائم فى المنطقة بين جميع الشعوب".
وأوضح الرئيس السيسي أن مصر عملت - كذلك - بالتعاون مع الأشقاء في فلسطين، على تشكيل لجنة إدارية من الفلسطينيين المهنيين والتكنوقراط المستقلين، توكل إليها إدارة قطاع غزة؛ انطلاقا من خبرات أعضائها؛ بحيث تكون تلك اللجنة، مسئولة عن الإشراف على عملية الإغاثة، وإدارة شئون القطاع لفترة مؤقتة، وذلك تمهيدا لعودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع.
وأشار إلى أن مصر تعكف - كذلك - على تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية، التى يتعين أن تتولى مهام حفظ الأمن داخل القطاع، خلال المرحلة المقبلة، لافتا إلى أن عملت مصر، بالتعاون مع دولة فلسطين الشقيقة والمؤسسات الدولية، على بلورة خطة شاملة متكاملة، لإعادة إعمار قطاع غزة، دون تهجير للفلسطينيين .. تبدأ بعمليات الإغاثة العاجلة والتعافى المبكر، وصولا لعملية إعادة بناء القطاع.. وقال: إن مصر تدعو إلى اعتماد هذه الخطة في قمتنا اليوم، وحشد الدعم الإقليمي والدولي لها؛ فهي خطة؛ تحفظ للشعب الفلسطينى، حقه فى إعادة بناء وطنه، وتضمن بقاءه على أرضه".
وأكد أن الخطة، يجب أن تشهد على التوازى، مسار خطة للسلام من الناحيتين السياسية والأمنية، تشارك فيها دول المنطقة، وبدعم من المجتمع الدولى، وتهدف إلى تسوية عادلة وشاملة ومستدامة للقضية الفلسطينية.. "ومن هذا المنبر، أدعو كافة الدول الحرة والصديقة، للإسهام فى هذا المسار، والمشاركة بفاعلية، فى مؤتمر إعادة الإعمار، الذى سوف تستضيفه مصر الشهر القادم.. فلنجعل جميعا من توجيه الدعم، إلى الصندوق المزمع إنشاؤه لهذا الغرض، غاية سامية، وواجبا إنسانيا، وحقا لكل طفل فلسطيني، ولكل عائلة فلسطينية، فى العيش فى بيئة آمنة حضارية، مثل باقي شعوب العالم".
وشدد السيد الرئيس، على أنه في خضم الأحداث المتلاحقة، "يتعين علينا جميعا، إعلاء رفضنا القاطع، وإدانتنا للاعتداءات والانتهاكات، التي يتعرض لها شعبنا الفلسطيني، في الضفة الغربية المحتلة؛ بما في ذلك الاقتحامات العسكرية، لمدن ومخيمات الضفة المحتلة، والأنشطة الاستيطانية ومصادرة الأراضي، وفي هذا السياق، نرفض مجددا وبشدة ونحذر من مغبة استمرار الاعتداءات على المسجد الأقصى، والانتهاك المتعمد لحرمته، والمساس بالوضع القائم به.. ونقولها بكل وضوح: إن القدس ليست مجرد مدينة.. بل هى رمز لهويتنا وقضيتنا".
ولفت إلى أن "الحديث عن التوصل إلى السلام فى الشرق الأوسط، دون تسوية الصراع الإسرائيلى الفلسطينى.. هو لغو غير قابل للتحقق، فلن يكون هناك سلام حقيقي، دون إقامة الدولة الفلسطينية.. ودعونى أؤكد: أن السلام لن يتأتى بالقوة.. ولا يمكن فرضه عنوة".
وشدد على ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، مع توفير جميع الضمانات اللازمة فى الوقت ذاته، لحفظ أمن اسرائيل.. وما نشهده من تكرار لحلقات العنف المفرغة، واستمرار لمعاناة الشعب الفلسطينى على مدار أكثر من سبعة عقود؛ يوجب علينا النظر بعين موضوعية، نحو الواقع والتعاطى مع الحقائق؛ ويحتم علينا أن نتحد جميعا، للتوصل إلى السلام الدائم المنشود، وبالتالى الاستقرار والرخاء الاقتصادى، والتعايش الطبيعى، فيما بين شعوب المنطقة".
وتابع: لننظر إلى معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، التي تم التوصل إليها بوساطة أمريكية عام 1979، كنموذج يحتذى به، لتحويل حالة العداء والحرب والرغبة فى الانتقام؛ إلى سلام دائم، وعلاقات دبلوماسية متبادلة، لقد آن الأوان لتبنى إطلاق مسار سياسى جاد وفعال؛ يفضي إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية، وفقا لقرارات الشرعية الدولية.
وأكد الرئيس السيسي يقينه بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ قادر على القيام بذلك، في ظل رغبتنا الصادقة، في وضع نهاية للتوترات والعداءات فى منطقتنا.
وكان السيد الرئيس قد استهل كلمته بالإعراب عن خالص التحية وجزيل الشكر، "لأخي جلالة الملك "حمد بن عيسى آل خليفة"، عاهل مملكة البحرين الشقيقة، على جهوده المقدرة، طوال فترة رئاسته لمجلس جامعة الدول العربية، على مستوى القمة، ويطيب لي، أن أهنئكم جميعا، وشعوبنا العربية والإسلامية، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، كما يسعدنى أن أرحب بكم، فى بلدكم الثانى "مصر"، أرض الكنانة، التى تقف دوما مع الحق والعدل.. مهما اشتدت الخطوب، وعظمت الكروب".