في مسلسل "ولاد الشمس"، يثير شخصية ولعة (أحمد مالك) العديد من التساؤلات حول طبيعة علاقته العاطفية مع امرأة تكبره بسنوات عديدة، وكيف يتجاوز حكم المجتمع ونظراته الموجهة له بسبب هذه العلاقة. ولكن السؤال الأكبر الذي يطرحه المسلسل هو: هل ما يعيشه ولعة هو حب حقيقي، أم أن هناك دوافع نفسية أو عاطفية أخرى خلف اختياره هذه المرأة بالتحديد؟
ولعة، الذي نشأ يتيمًا، لم يعرف في حياته معنى وجود الأم. لذا قد يكون انجذابه للمرأة التي تكبره سنًا، والتي تلعب دورًا شبه أموميًا في حياته، مرتبطًا برغبة عميقة في الحصول على نوع من "الاحتواء" الذي لم يشعر به في طفولته. يمكننا أن نرى في علاقته بـ "سعاد" (فرح يوسف) نوعًا من البحث اللاواعي عن الأمان العاطفي، محاولة لتعويض الفراغ الذي تركه غياب الأم، حيث يبدو أنه يجد الراحة في شخص يقدم له رعاية وحماية لا توفرها العلاقة التقليدية.
في الوقت نفسه، يمكن أن يكون هذا الحب أيضًا تعبيرًا عن النضج المبكر لـ "ولعة" بعد تجربة مريرة مع الحياة. الشاب الذي مر بتجربة اليتيمية وتعلم العيش في ظروف صعبة قد يكون قد اكتسب منظورًا مختلفًا عن مفهوم الحب، بحيث لا يتأثر بالاختلافات التقليدية في الأعمار أو الآراء المجتمعية. يمكن أن يكون قد وجد في سعاد شخصًا يفهمه ويدعمه بطريقة غير تقليدية، وهو ما يجعله ينظر إليها كرفيقة حياة وليس فقط كشريك عاطفي.
إذن، ولعة ليس فقط شابًا ناضجًا وقع في حب امرأة تكبره سنًا، بل هو شخص يسعى لإيجاد أشياء مفقودة في حياته—الأمان، والرعاية، وربما التقدير الذي لم يحصل عليه من شخص آخر. هذا الانجذاب لا يرتبط فقط بمشاعر حب أو إعجاب، بل أيضًا بمحاولة ملء فراغات نفسية كبيرة نشأت منذ طفولته.
في النهاية، يبقى السؤال الأهم: هل هذه العلاقة تستند إلى حب حقيقي، أم أن "ولعة" يبحث عن شيء أكبر من الحب؟.