تعتبر الأضرحة منشآت معمارية تُبنى فوق قبور الأشخاص تخليدًا لذكراهم، وهي تختلف عن المقامات التي لا يشترط أن تكون مكانًا للدفن أو القبر، فقد يكون المقام هو مكان إقامة الشخص في يوم من الأيام أو مكانًا كان يمارس فيه طقوسه الدينية أو حتى مكانًا مر به في مرحلة ما من حياته، وأصبح لاحقًا مقصدًا للناس ليبنوا عليه مكانًا للعبادة أو للزيارة، ومن أشهر الأضرحة والمقامات:
ضريح عمرو بن العاص: معلم تاريخي في قلب القاهرة
يقع ضريح عمرو بن العاص في سفح جبل المقطم بالقاهرة، تحديدًا في مدخل مسجد سيدي عقبة بن عامر الجهني. يتميز الضريح بطابع معماري أيوبي بسيط، حيث تعلوه قبة مخززة، ويوجد أسفله ضريح الصحابي الجليل عمرو بن العاص، الذي كان فاتح مصر وأحد أبرز القادة العسكريين في التاريخ الإسلامي.
داخل المسجد نفسه، يوجد أيضًا ضريح الصحابي عقبة بن عامر الجهني، ويقع ضريح عمرو بن العاص بجواره مباشرة، على يمين الداخل من الباب الرئيسي للمسجد. يُعرف الضريح بشاهد قبره المقلوب، الذي يظهر عليه بروز ملون باللون الأخضر، مما يضيف إلى بساطته وجماله.
يُعزى الطابع البسيط لهذا الضريح إلى تأثيرات العصر الفاطمي، الذي سعى إلى تغييب الناس عن الضريح مع مرور الزمن. ويضاف إلى ذلك وصية عمرو بن العاص نفسه التي نصّت على أن يكون قبره صغيرًا ومتواضعًا.
عمرو بن العاص هو صحابي جليل وقائد عسكري مسلم، وقد كان أحد القادة الأربعة الذين شاركوا في الفتح الإسلامي للشام، كما قاد الفتح الإسلامي لمصر ليصبح أول والي مسلم عليها بعد فتحها.