مع غروب شمس اليوم، يترقب عشاق الفلك والفضاء اقتران القمر مع عنقود نجوم الثريا، الذي يبعد عنا حوالي 430 سنة ضوئية، مما يجعلها فرصة جيدة لهم لدراسة ماضي الشمس.
اقتران القمر
يرى في سماء مصر، عقب غروب شمس اليوم الأربعاء، القمر مقترنًا مع عنقود نجوم الثريا، حيث سيكون أسفل يسار القمر بالنسبة للراصد.
وينصح أن يستخدم الراصد وسيلة مساعدة بصرية كـ"منظار" حتى يتسنى رؤية عنقود الثريا، وذلك نظراً لأن أضواء المدن تؤثر على رؤيته، بالإضافة إلى ذلك يرصد كذلك نجم "الدبران" الأحمر أسفل يمين القمر وسيكون مشاهد بسهوله بالعين المجردة.
ويشير مصطلح الاقتران إلى اقتراب جرم سماوي من جرم سماوي آخر في حدود عدد من الدرجات القوسية عندما يتم مشاهدتهما من الأرض، وهو اقتراب زاوي ظاهري غير حقيقي ليس له علاقة بالمسافات، أما المسافة الحقيقة بينهما فهي كبيرة تقدر بمئات الملايين أو المليارات من الكيلومترات.
وتجدر الإشارة إلى أن نجوم الثريا مرتبطة ببعضها بواسطة تبادل الجاذبية فيما بينها، وتبعد عن الأرض مسافة 430 سنة ضوئية، مما يجعلها فرصة جيدة للفلكيين لدراسة ماضي الشمس، فلقد تكونت الشمس من تجمعات مشابهة، بقيت مرتبطة معًا عبر قوى الجاذبية فيما بينها لعدة مئات من الملايين من السنين، ثم انفصلت عن بعضها البعض.
والثريا، يتكون من عدة مئات من النجوم، ولكن ألمع نجومه هم 7 فقط التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة السليمة، ولذلك يطلق عليها الأخوات السبع، وهي:(ألسيوني، أطلس، إلكترا، مايا، تايجيتا، مروب، سالينو) وتتخذ هذه النجوم شكلًا مصغرًا للمغرفة من كوكبة الدب الأكبر، وتقع جميعها في قطر سبع سنوات ضوئية فقط.
وفي حال التقط صورة لهذا العنقود سوف يظهر أثر السديم الذي تكونت منه هذه النجوم، وذلك عبر المنظار الثنائي، حيث سيظهر العديد من النجوم أكثر من الشقيقات السبع من خلال تلسكوب كبير يمكن رؤية بعض المواد السديمية حول النجوم.
مشاهدة الظاهرة
وتعد الحقول الزراعية والسواحل والصحاري والجبال، أفضل الأماكن لمشاهدة الظواهر الفلكية، وفي حال استخدام منظار أو تلسكوب صغير سوف تبرز المزيد من التفاصيل.
هذا مع العلم، أن عنقود "الثريا" لن يكون واضحًا من داخل المدن، وذلك نظرًا لأن أضوائها تؤثر على رؤيته.
يجدر بالذكر، أن رصد الأحداث والظواهر الفلكية ليس لها أي أضرار على صحة الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض باستثناء كسوف الشمس، حيث إن النظر إليه بالعين المجردة يضر العين جدًا، أما باقي الظواهر والأحداث الفلكية فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.