أكدت دار الإفتاء المصرية أن الشريعة الإسلامية جاءت لحماية الإنسان من كل ما قد يصيبه بالضرر، وحَرَّمت الإيذاء بكل أشكاله، بما في ذلك التنمر، الذي يُعَدّ أحد صور الاعتداء النفسي والجسدي، لما يترتب عليه من أضرار تلحق بالمتنمر عليه.
وأوضحت الدار، في فتوى رسمية، أن جميع أشكال السخرية والاستهزاء مذمومة شرعًا ومجرّمة قانونًا، لما تسببه من إيذاء وضرر محرمين، إلى جانب تهديدها للأمن المجتمعي. واستشهدت بقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ» (رواه ابن ماجه)، مشددة على أن الشريعة الإسلامية ترفض أي تصرف يلحق الأذى بالآخرين، سواء كان ذلك بالإهانة اللفظية، أو الاعتداء الجسدي.
وأضافت الفتوى أن التنمر يتضمن أفعالًا كالاحتقار واللمز، وهي ممارسات نهى عنها الإسلام في قوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ﴾ (الحجرات: 11).
كما شددت الدار على أن السب وبذاءة اللسان، التي قد ترافق سلوكيات التنمر، محرمة شرعًا، مستشهدة بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «سِبَابُ المُسْلِمِ فُسُوقٌ، وَقِتَالُهُ كُفْرٌ» (متفق عليه).
واختتمت دار الإفتاء فتواها بالتأكيد على أن إيذاء الآخرين، سواء بالقول أو الفعل، قد يكون سببًا في إفلاس الإنسان يوم القيامة، وفقًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن "المفلس" الذي يأتي يوم القيامة بحسنات، لكنه يخسرها بسبب تعديه على حقوق الآخرين.
ودعت الدار إلى ضرورة نشر ثقافة الاحترام ونبذ العنف اللفظي والجسدي، مؤكدة أن التنمر ليس مجرد سلوك مرفوض اجتماعيًا، بل هو ذنب عظيم يعاقب عليه الشرع والقانون.