7-3-2025 | 13:04
هبة رجاء
روح المحبة والإنسانية فى رمضان تتجاوز كل الحدود
«ذكريات والدى فى هذا الشهر تجعله الغائب الحاضر
قمر الدين وورق العنب من الأساسيات على مائدة الإفطار
تختلف تفاصيل الشهر الكريم ومعالمه فى مصر عن أى مكان آخر؛ ففى بلدنا، يأتى رمضان محملاً ببهجة لا مثيل لها وفرحة تُشعر كل فرد بألفة الأسرة ودفء اللمة حول السفرة، إنها تلك اللحظات التى تجمعنا معاً، حيث تتعالى الضحكات، التى ما زلنا نتذكرها بحنين منذ صغرنا.
وعندما يحين عيد الفطر، يتجسد الشعور بالمكافأة فى كل قطعة من الحلوى، والبسكويت، والغريبة، مصحوبةً بكوب من الشاى الذى يضفى على المناسبة رونقاً خاصاً بعد صلاة العيد، فى هذا السياق، تحكى لنا الإعلامية أمل نعمان كيفية استقبالها لرمضان وعيد الفطر وذكرياتها العذبة المرتبطة بهذين اليومين المباركين، مؤكدة أن تلك التجارب تحمل فى طياتها روح التراث المصرى الأصيل الذى يظل خالداً فى قلوب الجميع.
ماذا يعنى رمضان لكِ.. وكيف ترينه؟
رمضان بالنسبة لى يعنى طعم البيوت وأجواء الأسرة، حيث يجتمع الأهل والأصدقاء والأحباب، ولكن منذ رحيل والدى رحمة الله عليه، أصبح هناك شيء ناقص فى حياتى، حيث كان يحظى بمكانة كبيرة فى تلك اللحظات الجميلة. ومع وجود مدفع رمضان وأذان المغرب والاستعداد لوجبة الإفطار، أسترجع الذكريات الرائعة معه ومع عائلتنا، حيث كنا نتجمع حوله ونتشارك الأوقات الجميلة، ولكن يبقى الحزن على فراقه لا يفارقنى، رغم ذلك فإننى أشعر بطمأنينة وأمل بوجود والدتى العزيزة، التى هى السند الحقيقى لى ولأختى ولبناتى ندى ونادين ونانسى، ولذلك فأنا أحرص دائماً على غرس قيمة الأسرة والترابط العائلى فى بناتى، فالحلاوة الحقيقية لرمضان تكمن فى «اللمة»، تلك اللحظة التى تجتمع فيها العائلة معاً، وهذا ما يجعل رمضان مع والدتى وأفراد أسرتى أجمل لحظات حياتى.
حدثينا عن كيفية استقبالك شهر رمضان؟
رمضان فى مصر له طعم وملامح خاصة تختلف عن أى مكان آخر، فأنا أستعد له بالتحضير لكل ما يعكس الطعم المصرى الأصيل الذى يجعل الشهر أكثر جمالاً وروعة، كأى مصرى آخر، أستقبل الشهر الكريم بفرح كبير وبهجة لا توصف، تتجسد فى الزينة الرمضانية والفوانيس المعلقة فى البلكونات، وزينة الشوارع التى تضفى حالة من السعادة على كل مكان، مما يجعل الناس يشعرون بحالة من الفرح، فالشهر الفضيل بالنسبة لنا هو المتنفس الذى يحيى فينا الطاقة الروحانية ويجدد علاقاتنا بمن حولنا.
هل تذكرين موقفاً حدث لكِ خلال شهر رمضان لا يزال محفوراً فى ذاكرتكِ؟
أتذكر بوضوح ذلك اليوم الذى كنا فيه نقوم بتوزيع الإفطار على المارة؛ إذ رأيت رجلاً يرفض أخذ الوجبة، مبرراً ذلك بانتمائه المسيحى، قائلاً: «هناك من هو أحق منى بأن يفطر عليه»، أثارت أمانته وتواضعه إعجابى، فوجهت له الشكر على صدقه، وبعدها قررنا جميعاً أن نتشارك وجبة الإفطار معاً لقد كان ذلك بمثابة تأكيد حى لمعانى الأخوة والتضامن التى تجمعنا، بغض النظر عن اختلافاتنا الدينية، حيث أدركنا أن روح المحبة والإنسانية تتجاوز كل الحدود.
بخصوص مسلسلات رمضان.. هل تتابعين أياً منها.. ومن الفنان الذى تحرصين على مشاهدة أعماله الدرامية؟
تبتسم، وتقول.. عملى جزء لا يتجزأ من كيانى، وتكمن متعتى فى متابعة الأخبار التى تشكل نبض حياتى اليومية. وبفضل طبيعة عملى فى ميدان الأخبار، لا يسعنى إلا أن أتابع آخر التطورات حتى فى شهر رمضان، أما فيما يتعلق بمشاهدة المسلسلات، فأحرص على انتقاء الأفضل منها، وأتمنى من صناع الدراما الاستمرار فى الحفاظ على القيم والثوابت الأسرية.
وفيما يخص الفنانين الذين أحب متابعة أعمالهم سواء فى رمضان أو فى غيره، فإننى أجد نفسى معجبة بأداء كلٍ من يحيى الفخرانى، وأحمد عبد العزيز، الذين استطاعوا تقديم فنونهم بأعلى درجات الجودة والإتقان.
ما أهم الأطباق التى تفضلينها على مائدة الإفطار فى رمضان؟
بينما تتزين سفرة رمضان بمجموعة واسعة من الأطباق التقليدية المميزة، يظلُّ قمر الدين وطبق محشى ورق العنب من بين المفضلات التى لا يُمْكننى الاستغناء عنها. ففى كل رمضان، يأسرنى مذاق قمر الدين بروعته، كما يعتبر طبق محشى ورق العنب من الأساسيات على المائدة، فهذين الصنفين بالنسبة لى ليسا مجرد مأكولات، بل رمزٌ للتقاليد والقيم التى أحتفى بها كل رمضان.
وماذا عن عزومات رمضان وانطباعك حولها؟
فى بداية شهر رمضان، أحرص على أن أقضى اليوم الأول مع أسرتى، إذ إن الأسرة تشكل أولوية قصوى فى هذا الشهر المبارك، وبعد ذلك، نحرص خلال الأيام التالية على تبادل العزائم مع الأصدقاء المقربين، سواء كانوا من زملاء العمل فى قناة «النيل للأخبار» أو من خارج نطاق العمل، فشهر رمضان ليس مجرد فترة زمنية، بل هو فرصة ربانية لتعزيز التواصل والتراحم بين الناس، وإعادة إحياء روابط المحبة والتآلف التى تضفى على حياتنا روحاً خاصة لا تضاهى.
ما الطقوس والتقاليد التى تميز احتفالكِ بعيد الفطر.. وما الذكريات التى لا تزال تحيى قلبك فى هذا اليوم ؟
فى ليلة العيد، تغمرنى ذكريات الزمن الجميل، حيث كنت أتذكر اللحظات التى كنا نقضيها معاً فى تجهيز ملابس العيد بكل حرص، ونتأكد من أنها ستظل نظيفة وأنيقة لكى نحتفل بالعيد بأبهى صورة، كنا نستيقظ فى يوم العيد باكراً، استعداداً لاستقبال الفرحة التى يبعثها العيد فى النفوس، كانت تزداد سعادتى خصوصاً مع أختى أمانى، فنحن كنا دائماً نحرص على قضاء اليوم معاً، سواء فى السينما أو فى الحدائق والمتنزهات، حيث كانت لحظاتنا لا تُقدر بثمن، أما الآن، وبعد مرور الزمن، تغيرت أولوياتى وأصبح اهتمامى ينصب بشكل أكبر على بناتى، فأنا أشاركهن فى اختيار ملابس العيد التى تليق بهن، ونقضى جميعاً أول يوم من العيد معاً، ثم بعد استمتاعنا بذلك اليوم الخاص، تكون لهن الحرية للاستمتاع بيوم العيد مع صديقاتهن، عدا الصغيرة التى ما زالت فى الصف السادس الابتدائى، بالنسبة لها، فإن خروجها يكون تحت رعايتنا.
وماذا عن تلك اللحظات التى تجمعكم حول كعك العيد.. وتعيد لكم ذكريات الفرح والترابط الأسرى؟
فى أيام طفولتنا، كانت والدتنا تحرص على تحضير الكعك والبسكويت فى المنزل، مما كان يجعل من تجمعنا العائلى عنواناً للفرحة والسعادة، كانت لمتنا معاً تضفى على جو العيد دفئاً خاصاً يملأ القلوب، أما اليوم، ومع تسارع وتيرة الحياة، فأصبحنا نفضل شراء هذه الحلويات جاهزة، حفاظاً على الوقت رغم أن ذلك يفقدنا جزءاً من تلك اللحظات الثمينة التى كانت تجمعنا.
كلمة أخيرة عن رمضان فى هذه الأيام التى نعيشها.. ماذا تقولين؟
رمضان والعيد بالنسبة لى أكثر من مجرد مناسبتين دينيتين؛ فهما رمز للُمة التى تجمع الأهل والأصدقاء وتمنحنا متنفساً حقيقياً للحياة، حيث نجدد فيها طاقتنا وحماسنا، علينا أن نتذكر دوماً أن شهر رمضان هو نافذة لتجديد أعمال الخير، وفرصة يجب ألا تقتصر على هذا الشهر فقط.