الإثنين 7 ابريل 2025

تحقيقات

إلى أين تتجه غزة؟.. هل سيستمر الهدوء أم ستندلع الحرب مجددًا؟

  • 7-3-2025 | 14:52

قطاع غزة

طباعة
  • محمود غانم

تنصلت إسرائيل من استحقاقات وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيز التنفيذ مع حركة حماس في الـ19 من يناير الماضي، حيث رفضت الانتقال إلى المرحلة الثانية منه، وعوضًا عن ذلك، عرضت مقترحًا أمريكيًا، يترك أمامها الباب مفتوحًا لاستئناف حرب الإبادة ضد القطاع الفلسطيني مرة أخرى.

وبموجب المرحلة الثانية التي ترفض إسرائيل الانتقال إليها، تنتهي حالة الحرب ضد قطاع غزة، وفضلًا عن ذلك، تنسحب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى الخارج.  

وفي المقابل، فإن المقترح الأمريكي، الذي تقدم به المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، يقضي بوقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة، خلال شهر رمضان المبارك وعيد الفصح اليهودي.  

وبهذا يتبين لماذا ترفض إسرائيل، ممثلةً في رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو، الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، حيث تريد أن تتيح المجال أمامها لمعاودة شن الحرب هناك مرة أخرى.  

ومن جانبها، لم تقبل حركة حماس بهذا الطرح الأمريكي، واصفةً ذلك بـ"محاولة إسرائيلية مفضوحة" للتنصل من الاتفاق.  

وبسبب هذا الرد، قررت إسرائيل -في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء- تعطيل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني، بدايةً من صباح الأحد الماضي، في خطوة تستهدف من خلالها الضغط على حركة حماس.

وبشكل عام، هناك عدة أسباب تدفع رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى مواصلة حربه ضد قطاع غزة أو إطالتها إلى أبعد حد، خاصةً على الصعيد السياسي، وبلا أدنى شك، فإن الحرب التي استمرت لأكثر من 15 شهرًا، وأسفرت عن أكثر من 160 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، لم تكن لتستمر طوال هذه الفترة لولا التعنت الإسرائيلي في مسار المفاوضات. 

ومن هذه الأسباب، تهديد وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بالانسحاب من الحكومة حال إنهاء الحرب ضد حركة حماس، أحد الأسباب التي تدفع "نتنياهو" إلى الرغبة بعدم إنهاء الحرب، خصوصًا أن ذلك يعني إسقاط الحكومة. 

وإلى جانب ذلك، تأتي رغبة "نتنياهو" في تنفيذ مقترح تهجير الفلسطينيين من غزة، الذي عرضه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وتماهت معه الأوساط العبرية.

هل ستعود الحرب في غزة؟ 

أثناء تولى إيال زامير مهامه كرئيس أركان لجيش الاحتلال الإسرائيلي، الأربعاء، جدد رئيس الوزراء الإسرائيلي تأكيده على بتحقيق أهداف الحرب بالكامل، المتمثلة في القضاء على قدرات حركة حماس العسكرية والحكومية في غزة، وعودة الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها، وإحباط أي تهديد مستقبلي من غزة إلى إسرائيل، وعودة المستوطنين إلى المستوطنات التي أخلوها خلال الحرب.

تلك الأهداف التي يتحدث عنها نتنياهو، هي التي فشلت بلاده في تحقيقها على مدى أكثر من 15 شهرًا من الحرب على غزة، رغم أنها دمرت فعليًا 88 بالمائة من البنية التحتية فيها، ناهيك عن الخسائر البشرية والمادية.

وفي ذات الوقت، لوح يسرائيل كاتس، وزير الدفاع الإسرائيلي، باستئناف الحرب في غزة، إذا لم تفرج حركة حماس عن سراح الأسرى الإسرائيليين لديها.

بينما توعد إيال زامير -في أول تصريح له كرئيس أركان- باستئناف الحرب ضد غزة، واصفًا إياها بـ"حرب الوجود"، التي ستستمر حتى النصر الكامل.

هذه التصريحات العبرية قبل أن تستهدف تهديد حركة حماس، فهي بدرجة أولى تريد دفعها نحو المقترح الأمريكي، الذي لم تقبل به.

وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة "هآرتس" العبرية، بأن المستوى السياسي الإسرائيلي طلب من "زامير"، إعداد خطة عسكرية جديدة لاستئناف الحرب على غزة.

وكشفت مصادر أمنية لـ"هآرتس"، الخميس، أن هذه الخطة تشمل نشر عدة فرق عسكرية في أنحاء القطاع، وهو ما يستلزم استدعاء عشرات الآلاف من جنود الاحتياط لفترات طويلة.

بيدا أن الصحيفة العبرية أكدت أن الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات في تجنيد الاحتياط وسد النقص في صفوف وحداته القتالية.

وكانت القيادة السياسية الإسرائيليين قررت أنه إذا لم تستمر حركة حماس في إطلاق سراح المحتجزين لديها، فإن الجيش سيعود إلى القتال بحلول نهاية الأسبوع المقبل على أبعد تقدير، حسبما أوردته القناة الـ12 الإسرائيلية عن مصادر، الاثنين الماضي.

وعزت القناة هذا التوقيت إلى تولي رئيس الأركان الإسرائيلي الجديد، إيال زامير، منصبه رسميًا، والذي تم بالفعل يوم الأربعاء، بالإضافة إلى وصول ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط، المتوقع وصوله إلى المنطقة خلال الأسبوع المقبل. 

من جانبه، طالب ستيف ويتكوف، إسرائيل، بالحفاظ على وقف إطلاق النار حتى يصل زيارته المرتقبة إلى المنطقة، بحسب صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.

وفي المقابل، أكدت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكرى لحركة حماس، الخميس، أن "المقاومة في أعلى درجات الجهوزية والاستعداد لكافة الاحتمالات"، مؤكدة أنها تمتلك ما يؤلم الاحتلال بأي مواجهة مقبلة، وأن التهديدات بالحرب لن تحقق سوى الفشل والخيبة له، على حد وصفه.

وشددت كتائب عز الدين القسام، على أن التهديدات الإسرائيلية باستئناف الحرب الإبادة لن تؤثر على موقف المقاومة، بل ستدفعها إلى كسر ما تبقى من هيبة الاحتلال، وفق قولها.

وأكدت على أن أفضل الطرق للخروج من الأزمة الراهنة، هو إلزام الاحتلال بتنفيذ ما تم التوقيع عليه في اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.

على الصعيد السياسي، أكدت حركة حماس، أن الوسطاء يواصلون اتصالاتهم من أجل ضمان تنفيذ باقي مراحل اتفاق وقف إطلاق النار، وإلزام الاحتلال بالبدء بمفاوضات المرحلة الثانية من الاتفاق.

وجددت تأكيدها على التزامها بكافة مراحل الاتفاق، معربة عن أملها في أن تثمر اتصالات الوسطاء عن إكمال تطبيق مراحل الاتفاق من جانب الاحتلال الإسرائيلي.

وفي الـ19 من يناير 2025، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، موقفًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 160 ألف بين شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.

وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق، التي كان من المفترض أن يتم خلالها التفاوض على المرحلة الثانية، غير أن إسرائيل تنصلت من ذلك، ليل يوم السبت الموافق الأول من مارس الحالي، بخروقات من الجانب الإسرائيلي قدرت بأكثر من 900 مرة.

 

أخبار الساعة

الاكثر قراءة