الأحد 4 مايو 2025

ثقافة

مساجد حول العالم(8-30)| الأزهر الشريف.. «جامع وجامعة.. منارة وقيادة»

  • 8-3-2025 | 17:38

الأزهر الشريف

طباعة
  • همت مصطفى

في كل زاوية من زوايا الأرض، قامت صروح شاهقة تنطق بالجلال، وتعكس نور الإيمان، وتُردد أصداء التكبير والتهليل. إنها المساجد والجوامع، بيوت الله التي جمعت القلوب، ووحدت الصفوف، واحتضنت أرواحًا وجدت فيها السكينة والطمأنينة.
وفي هذا الشهر المبارك، شهر رمضان، حيث تصفو الأرواح وتسمو النفوس، نأخذكم في رحلة روحانية عبر الزمان والمكان، لنطوف بكم حول أجمل وأعظم الجوامع والمساجد في العالم، من قلب الحرمين الشريفين، إلى مآذن الأندلس الشامخة، ومن سحر مساجد إسطنبول العتيقة إلى عبق التاريخ في مساجد المغرب العربي، سنعيش معًا حكاياتٍ من الجمال المعماري، والتاريخ العريق، والمواقف الإيمانية الخالدة.

 وعبر بوابة «دار الهلال» خلال أيام شهر رمضان الكريم، لعام 1664 هجريًا / مارس 2025 ميلادي، نستعرض معكم أحد أشهر المساجد، والجوامع التاريخية في دول العالم الإسلامي، والدول العربية، حيث يجتمع الفن والهندسة والإيمان في لوحات تأسر القلوب، وتروي قصصًا من العظمة والروحانية، في ليالي رمضان المباركة.

ونرتحل في ثامن أيام رمضان المبارك 1446هـ/ 8 مارس 2025 في جولة ورحلة مع  جامع الأزهر الشريف.. جامع وجامعة

أنشأ الجامع الأزهر جوهر الصقلي بعد فتح القاهرة، بأمر من المعز لدين الله، أول الخلفاء الفاطميين بمصر، فبعدما أسس المدينة شرع في إنشاء الجامع، ووضع الخليفة المعز لدين الله حجر الأساس في 14 رمضان سنة 359 هـ/ 970م، واكتمل البناء في رمضان سنة 361 هـ/ 972 م، وفي قول آخر أنه أرسى حجر أساس الأزهر الشريف في الرابع والعشرين من جمادى الأولى 359هـ/970م.

واختلف المؤرخون في أصل تسمية الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنًا بفاطمة الزهراء، ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتخليدًا بذكراها، ولم يطلق على الجامع مسمى الأزهر في بداية إنشائه، وإنما عرف بجامع القاهرة نسبة لعاصمة الفاطميين الجديدة، وسُمى بالأزهر في وقت متأخر.

 مقرًا لنشر الدين والعلم
ويسجل التاريخ أن الأزهر، أنشئ في أول عهد الدولة الفاطمية بمصر جامعًا وصلى فيه الخليفة المعز لدين الله الفاطمي ثاني خلفاء الدولة الفاطمية صلاة الجمعة الأولى من شهر رمضان سنة 361هـ/972م، إيذانًا باعتماده الجامع الرسمي للدولة الجديدة، ومقرا لنشر الدين والعلم في حلقات الدروس التي انتظمت فيه، وبدأها القاضي أبو حنيفة بن محمد القيرواني قاضي الخليفة المعز لدين الله، وتولى التدريس أبناء هذا القاضي من بعده وغيرهم، إلى جانب دراسة علوم أخرى في الدين واللغة والقراءات والمنطق والفلك. 

جامعة الأزهر الشريف 
جامعة الأزهر الشريف تُعتبر ثالث أقدم جامعة في العالم بعد جامعتي الزيتونة والقرويين، تتبع للأزهر الشريف، ومقرها الرئيسي القاهرة، أنشأت سنة 970م.

وتبعا للتصنيف العالمي من موقع ويبو ماتريكس لجامعات العالم فإن جامعة الأزهر حلت في المركز 36 في أفريقيا و2315 عالميًا بين الجامعات والدراسة فيها قاصرة على المسلمين فقط.
بناء ومعمار الأزهر الشريف
وتألف الجامع الأزهر، وقت إنشائه، من صحن تحيط به ثلاثة أروقة، أكبرها رواق القبلة، وعلى الجانبين الرواقان الآخران، مساحته وقت إنشائه تقترب من نصف مسطحه الحالي، وأضيفت مجموعة من الأبنية شملت أروقة جديدة، ومدارس ومحاريب ومآذن، غيرت من معالمه الأولى، وأصبح معرضًا لفن العمارة الإسلامية منذ بداية العصر الفاطمي.

قباب الأزهر الشريف

للأزهر ثلاث قباب، أجملها وأكبرها فوق المدرسة الجوهرية الملحقة به، لأنها تقوم على رقبة ذات شماسات ثم عقود مدببة مزينة من الخارج بنقوش عربية غاية في الجمال، على يمين الأزهر أروقة مختلفة عبارة عن الشؤون الإدارية لطلاب الأزهر، ويزين الجامع 380 عموداً، ويتميز شكل صحنه باحتفاظه بالشكل المربع الذي أقيم عليه.
وتألف الإيوان الشرقي، إيوان القبلة، من خمسة أروقة أو «بائكات»، ويتكون الإيوانان القبلي والبحري من ستة أروقة، والإيوان الغربي من رواق واحد يدور حول الصحن، أنشأه الحافظ لدين الله وكان باب المسجد يتوسط هذا الرواق. 

مكتبة الأزهر
أنشأت مكتبة عامة تابعة للأزهر الشريف عام 1314هـ/ 1897 بتوجيه من الشيخ محمد عبده، وكان شيخ الأزهر حينها حسونة النواوي.

تألفت نواتها الأولى من مجموعات الكتب المحفوظة بأروقة الجامع، ومكتبات بعض المساجد الأخرى، وكان عدد الكتب التي بدأت بها المكتبة يقدر بنحو 7703 كتاب، منها 6617 كتابا بطريق الإهداء و1086 كتابا بطريق الشراء.

شيخ الأزهر الشريف

شيخ الأزهر وهو يُسمى أيضًا «الإمام الأكبر» هو أعلى منصب في الأزهر وقد كان النظام المتبع أن ينتخب من بين كبار العلماء، وقد أنشئ منصب شيخ الجامع الأزهر في عهد الحكم العثماني ليتولى رئاسة علمائه، ويشرف على شؤونه الإدارية، ويحافظ على النظام بالأزهر، و شيخ الأزهر الحالي هو  فضيلة الإمام  الأستاذ الدكتور أحمد الطبيب.