الإثنين 10 مارس 2025

مقالات

ولاد الشمس

  • 9-3-2025 | 12:46
طباعة

تظل الحلقة الأولى مفتاح نجاح أو فشل أي عمل درامي ونتيجة أولية للحصاد ، فهي التي تحدد درجة جذبه للمشاهد واستمراره في المتابعة، ومع بداية الموسم الرمضاني لفت انتباهي العديد من الأعمال التي تعتمد  في الأساس على نجوم الصف الأول كنوعا من التسويق و لكنها  كالعادة جاءت تعاني من فقر واضح في السيناريو والحوار الذي أصبح مكرراً  أو مقتنصًا.

عتب على أصدقائي بكتابة تلك المقالة والحكم على بعض الأعمال مع بداية أول أيام شهر رمضان، إلا أنني مازالت عند رأيي حتى بعد مرور أكثر من أسبوع.

مسلسل "الكابتن" للفنان أكرم حسني تاه ما  بين الاسكتشات  والإفيهات ، فالبطولة المطلقة ربما تكون سببا في عزوف المشاهد ، فنان موهوب خفيف الظل ، الاعتراف بالحق فضيلة، أكرم حسني نجم كوميدي محبوب وأخ قبول ، كنت من أوائل المعجبين به في البدايات، لكن بعد أن استحوذ على البطولة المطلقة، تراجع مستواه كثيرا، نجاحه في الكوميديا كان قائما على الاسكتشات وردود الفعل العفوية، لكنه في الكابتن زاد من جرعة الإفيهات الساخرة التي قد لا تروق للكثيرين ، برع فريق العمل على تقديم العون له ، و تفوقوا عليه.

المسلسل نفسه يبدو وكأنه مستوحى من فيلم "عفريتة إسماعيل ياسين" حيث يظهر شبح يطلب مساعدة البطل في تحقيق أمنية له قبل أن ينتقل إلى العالم الآخر ، وهنا فكرت ربما تكون أماني تلك الأبطال ستكون سندا له وأملا لعودة بعض المشاهدين في المتابعة ولكن للأسف جاءت بعض تلك الأماني بشكل ساذج.

فكرة الأشباح في الكوميديا ليست جديدة، فقد رأيناها في أعمال إسماعيل ياسين، وعبد المنعم إبراهيم، وحتى فريد الأطرش و لكن للأسف بعض صناع الدراما يستغلون عدم مشاهدة الأجيال الجديدة من الجمهور للأعمال القديمة، فيعيدون تدوير الأفكار بحرية تامة، كنت أتمنى أن يكتب في التتر أنه مستوحى من فكرة معينة.

أما هنيدي فوقع بين الكوميديا والمبالغة فقدم شخصية محامي ظالم يتعرض لحادث كنصر للعدالة السريعة ويدخله في غيبوبة لمدة 20 عاما ليستيقظ بعدها ليجد المجتمع قد تغير تماما. 

ورغم أن الفكرة قد تبدو مثيرة، إلا أن الحلقتين الأولى والثانية قد اختزلت للمشاهد القصة كاملة تاركة باقي الحلقات مجرد مواقف يومية لا تضيف جديدا، وكأننا نشاهد "رسالة إلى الوالي" بنفس درامي مختلف.

على صعيد آخر، لا يمكن تجاهل المبالغات في تفاصيل القصة، فمثلاً تكلفة الإقامة في العناية المركزة لمدة 20 عاما قد تصل إلى أرقام تخجل الآلات الحاسبة من حسابها!.

ربما لفت انتباهي تلك النقطة بالذات لأنني من قاطني الرعايا منذ أكثر من عامين.

أما "فهد البطل" فهو ضوضاء بلا مضمون

فلم أستطع حتى الآن التفرقة بين صوت الرصاص وأحداث السيناريو، فكل ما يملأ المشاهد هو الصخب دون محتوى حقيقي يجذب الانتباه.

ولا أعلم كيف يمكن للريموت أن يتجاهل مصطفى شعبان حتى ولو بالصدفة ربما لأنني أراه في جلباب جعفر العمدة بنفس تفاصيله هو ومن حوله من إضاءة  وديكور وكأنه نسخه مدبلجة منه.

"٨٠ باكو" مسلسل لاقى قبول المشاهد والمتابعة، فهناك العديد من المشاهد التي تعاطف معها الجمهور، عمل خفيف الظل واقعي وأبطاله اجتهدوا للظهور بشكل راقي كما أنه نقطة تحول لبعض النجوم مثل رحمة أحمد التي راحت لتغير في أدوارها، كما أن نظرية الحلم وقضايا كثيرة تشابكت حتى لو بشكل  خاطف.

"العتاولة".. كنا نشتاق لرؤية بعض مشاهد طارق لطفي والسقا وباسم سمراء، ولكن جاءت الرؤية بلا هدف ولا قصة.

"إش إش" ما جذب انتباهي مجموعة من المشاهد اليومية  الراقصة، والتعمق في حياة عالم الراقصات.

"أشغال شقة" الجزء الثاني استكمال لمسلسل بلا طريق ولاهدف معتمد على مصطفى غريب في الكوميديا ، مجتهد ولكنه يبحث عن سيناريو جماعي ، أحد خريجي مدارس  أحمد مكي.

وللأسف المسلسل الذي كنت انتظره لإيمي سمير غانم  وحسن الرداد لا يزال يبحث عن قصة تمسك بخيوط الأحداث، وكأنني أرى فنانين هواه لابد من إعادة النظر في الوقوف أمام الكاميرا بدون تدريب، كما أني أرى تراجع كبير ومستمر في أداء محمد ثروت الذي رغم نجاحه في السنوات السابقة إلا أن المخرجين حصروه في أدوار شبيهه بإعلانات اللانشون.

بينما يمثل مسلسل "إخواتي"  دفء العائلة بروح كوميدية يقدم أجواء أسرية تحمل خلفها الكثير من الأحداث الشيقة الغامضة ، الكوميديا الخفيفة التي أضافها النجم حاتم صلاح ولكني أعتب على أحد المشاهد التي تخترق حرمة الميت ولم يكن له أي تأثير عندما أخرج الجثة من الثلاجة وصفعها بالقلم، إلى جانب تلقائية روبي التي تصحكنا وتبكينا في نفس الوقت، وكندا علوش التلقائية وباقي فريق العمل، جعلت منه تجربة لطيفة تستحق المتابعة وخاصة ان كل يوم أحداث جديدة.

وخاتمها مسك مع  مدرسة الفن و "مسلسل ولاد الشمس" دراما تخطف الأنظار تتوهج وسط زحام الأعمال ودائما البطولة الجماعية تكسب "ولاد الشمس" بمثابة المفاجأة من المشاهد الأولى، يأخذك المسلسل إلى أجواء المطاردات والتشويق، وهو بطولة مجموعة من الشباب الموهوبين بقيادة الأستاذ محمود حميدة ذات الظهور المتميز الذي أحزنني جدا بوضعه السم لأحد شباب الملجأ والذي بمثابة ابنه، إلى جانب عدد من النجوم  الشباب المتميز مثل طه دسوقي الذي أبدع في الشخصية وكالعادة المتألق  أحمد مالك شباب برعوا في خطف الجمهور مع تطور الأحداث.

قصة الملجأ وما يدور داخله تحمل بُعداً دراميا عميقا، مما يجعل المسلسل يستحق المشاهدة عن جدارة، وبالطبع هناك العديد من الأعمال التي تستحق المشاهدة، لكنني تحدثت فقط عن ما حالفني الحظ بمتابعته، وسمعت عن أعمال أخرى نصحني بها أصدقائي، وسأضعها في قائمة المشاهدات القادمة، على أمل أن أجد فيها ما يكسر حالة التكرار التي تعاني منها الدراما هذا العام.

الخلاصة  برؤية خاصة جدا، أن المشاهد وأنا في المقدمة لم يهتم باسم نجم ولكنه سعى ليشاهد عمل جيد له حبكة وقصة ليست مجرد اسكتشات ضاحكة.

الاكثر قراءة