الجمعة 11 ابريل 2025

سيدتي

بعد تركيز مسلسل "أثينا" على "الدارك ويب".. نصائح للأباء لحماية أبنائهم من مخاطره| خاص

  • 10-3-2025 | 13:35

مسلسل أثينا

طباعة
  • فاطمة الحسيني

بعد أن سلط مسلسل "أثينا" الضوء على قضية غرف الدردشات الإلكترونية والدارك ويب وتورط الأبناء فيها، نستعرض في السطور التالية الأسباب التي تدفع الشباب للجوء لتلك المنصات، والعلامات التي تكشف عن تورطهم في مشكلات بسببها، وكيف يمكن للآباء حماية أبنائهم بأسلوب ذكي ومتوازن.

من جهتها، قالت الدكتورة رانيا كمال مدرب معتمد وأخصائية تخاطب وصحة نفسية وتعديل سلوك، وأخصائي شامل إرشاد أسري، في تصريح خاص لبوابة "دار الهلال"، في عصر التكنولوجيا والانفتاح الرقمي، أصبح العالم الافتراضي ملاذًا يلجأ إليه الكثير من الشباب والمراهقين، بل وحتى بعض البالغين، هربًا من الواقع أو بحثًا عن التفاعل الاجتماعي، ومع تزايد استخدام غرف الدردشة الإلكترونية والمواقع المشبوهة مثل "الدارك ويب"، باتت هناك مخاطر حقيقية تهدد أبناءنا، خاصة في ظل غياب الرقابة الأسرية أو سوء التوجيه، حيث تبدأ المشكلة غالبًا في سن مبكرة، بداية من عمر 9 سنوات، حتى سن 17 أو  سنة  18، وهناك أسباب وراء لجوء الأبناء إلى غرف الدردشة الإلكترونية، والتي من أهمها ما يلي:

-الفراغ هو أحد الأسباب الأساسية التي تدفع الأبناء إلى قضاء وقت طويل في غرف الدردشة، فعدم غرس قيم وعادات سليمة حول كيفية استثمار وقت الفراغ يجعلهم يبحثون عن بدائل، والتي غالبًا ما تكون غير صحية، وإذا لم يكن لديهم جدول يومي متوازن يشمل الدراسة، الأنشطة الرياضية، أو الهوايات المفيدة، فإنه يميل إلى قضاء وقته في العالم الافتراضي.

-معاناة بعض الأبناء من مشكلات في التواصل داخل الأسرة أو في المدرسة،  ما يجعلهم يلجأون إلى الإنترنت كوسيلة للبحث عن الدعم والاهتمام، للبحث عن من يستمع إليهم أو يشعر بهم، ما يجعلهم ينجذبون إلى الغرباء الذين يظهرون تعاطفًا مصطنعًا في الدردشات الإلكترونية.

-بعض منصات التواصل الاجتماعي تعزز ثقافة "التواصل غير الفعّال"، حيث يتحدث الأشخاص من خلف شاشات، مما يُضعف المهارات الاجتماعية الحقيقية، وينجذب الأبناء إلى غرف الدردشة كوسيلة للتفاعل، حتى لو كانت هذه التفاعلات سطحية أو غير آمنة.

-هناك نوعان من الأخطاء التربوية التي قد تؤدي إلى مشكلة الإدمان على غرف الدردشة، التشدد الزائد حيث يفرض الأهل رقابة صارمة دون فتح باب الحوار، مما يدفع الأبناء إلى البحث عن مساحات سرية بعيدًا عن أعينهم، والتسيب والإهمال حيث لا يوجد أي رقابة أو توجيه، مما يجعل الأبناء يتصرفون بحرية دون إدراك عواقب أفعالهم.

وأضافت أخصائية الصحة النفسية وتعديل السلوك، أن هناك علامات تدل على أن ابنك قد يكون متورطًا في مشكلة بسبب غرف الدردشة أو مواقع "الدارك ويب" وغيرها

-إذا لاحظتِ أن ابنك أو ابنتك يقضيان وقتًا طويلاً بمفردهما داخل الغرفة، ولا يشاركان في الأنشطة العائلية أو يفضلان البقاء على الهاتف أو الكمبيوتر لساعات طويلة، فقد يكون ذلك مؤشر خطر.

-إذا بدأ ابنكِ في إغلاق هاتفه فجأة عند اقترابك، أو حذف سجلات البحث والمحادثات بانتظام، فقد يكون يخفي شيئًا ما.

-قد تلاحظين تغيرات مزاجية حادة مثل العصبية الزائدة، الاكتئاب، أو التوتر المستمر، وهذا قد يكون ناتجًا عن تعرضه لمواقف غير مريحة عبر الإنترنت أو وقوعه ضحية للابتزاز الإلكتروني.

-إذا بدأ مستوى ابنك الدراسي في التراجع أو فقد اهتمامه بالأنشطة التي كان يستمتع بها سابقًا، فقد يكون قد انشغل بغرف الدردشة والمواقع غير الآمنة.

وقدمت كمال، العديد من النصائح للوالدين، لأجل حماية الأبناء من مخاطر غرف الدردشة الإلكترونية، وتضمنت الآتي:

-إذا اكتشفت أن ابنك أو ابنتك متورطان في الدردشة مع أشخاص مجهولين، لا تلجئي إلى العنف أو الصراخ، لأن ذلك قد يدفعهما إلى العناد أو إخفاء الأمور بشكل أكبر، وبدلاً من ذلك، استخدمي الذكاء الاجتماعي وافتحي باب الحوار لفهم السبب وراء لجوئهما إلى هذه الدردشات.

-كثير من الأبناء يلجأون إلى الغرباء لأنهم يشعرون بأن أهلهم لن يفهموهم، أو أنهم سيتعرضون للهجوم إذا حاولوا التحدث بصراحة، و لهذا، عندما تشعرين بأن ابنكِ يعاني من مشكلة، اجلسي معه بهدوء واسأليه عن مشاعره دون اتهامات مسبقة.

-أحد الحلول الفعالة هو توجيه الأبناء نحو أنشطة حقيقية تُشغل وقتهم بطريقة إيجابية، مثل ممارسة الرياضة وتعلم مهارات جديدة كالبرمجة، التصميم، الموسيقى، أو المشاركة في الأنشطة الاجتماعية داخل المدرسة أو النادي.

-المراقبة الذكية دون التسلط، وذلك لا يعني هذا التجسس على الأبناء، بل متابعتهم بطريقة غير مباشرة والتأكد من أن المحتوى الذي يتعرضون له آمن، حيث يمكن استخدام تطبيقات الرقابة الأبوية، ولكن الأهم هو بناء ثقة تجعل الطفل نفسه يُبلغكِ بأي شيء مريب يواجهه.

-يجب أن يكون هناك دور فعّال للمساجد، الكنائس، المدارس، والجامعات في توعية الأبناء بمخاطر العالم الافتراضي، وتعليمهم كيفية التفاعل بأمان عبر الإنترنت، كما يجب على الإعلام تقديم محتوى يحذر من المخاطر بطريقة قريبة من لغة الشباب والمراهقين.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة