تعقد نقابة الصحفيين، الأحد المقبل، مؤتمرًا صحفيًا، بالقاعة المستديرة "قاعة أمين الرافعي"؛ للإعلان عن تفاصيل مشروع "ذاكرة الصحافة المصرية"، داعية كل المهتمين من الباحثين الراغبين في التطوع لدعم المشروع لحضور المؤتمر الصحفي.
وقال نقيب الصحفيين خالد البلشي- في بيان، اليوم الإثنين- إنه تم اكتشاف مخطوط نادر يعود للقرن التاسع عشر، وذلك خلال أعمال الجرد والتطوير، التي تجريها النقابة لمكتبتها بإشراف خبير التوثيق ومشروعات الرقمنة الدكتور خالد عزب، بوصفه مستشارًا لنقابة الصحفيين للتوثيق وتطوير المكتبة وبناء أرشيف رقمي للصحافة المصرية.
وأوضح البلشي، أن هذا الكشف يأتي ضمن مشروع رقمنة أرشيف الصحافة المصرية، وإحياء ورقمنة كنوزها التاريخية، التي يرجع بعضها لأكثر من قرن مضى، والذي بدأ منذ عدة شهور بقرار من مجلس النقابة.
وأشار إلى أن المشروع تم تطويره تحت مسمى مشروع "ذاكرة الصحافة المصرية"، الذي يستهدف تطوير مكتبة النقابة وتعزيز مقتنياتها، مؤكدًا التزام النقابة بمواصلة جهودها في حفظ التراث الصحفي والثقافي، وتطوير مكتبتها لتظل منارة للصحفيين، والباحثين المهتمين بتاريخ الصحافة المصرية.
من جانبه.. أشار د. خالد عزب إلى أن المخطوط المُكتشف يُمثل نموذجًا فريدًا لما كان يقوم به طلاب البعثات التعليمية، التي أُرسلت إلى أوروبا في عهد أسرة محمد علي.
فقد كان محمد علي باشا يُلزم كل طالب عائد من بعثته بترجمة كتاب في تخصصه، أو في أحد فروع المعرفة، وكان هؤلاء الطلاب يُحتجزون في منطقة الأزاريطة بالإسكندرية حتى ينتهوا من ترجمة أعمالهم، وإلى وقت قريب، لم يُعثر على أصل لهذه الكتب، مما يجعل هذا المخطوط ذا قيمة تاريخية وعلمية كبيرة.
وقال عزب، إن المخطوط مترجم من الفرنسية إلى العربية، وهو في مجال الطبيعيات "الفيزياء"، ويقع في 92 صفحة، وقد كُتب بالحبر الأسود، بينما جاءت عناوينه بالحبر الأحمر بخط جيد.
ومن المقرر عرض المخطوط قريبًا لزوار النقابة، إلى جانب مجموعة نادرة من أوائل الكتب المطبوعة، التي تم العثور عليها في مكتبة النقابة، ويُعد بعضها نسخًا وحيدة.
ومن أبرز هذه الكتب: "علم الدين"، وهو رواية طويلة من تأليف علي باشا مبارك- "الدرستان في التاريخ العام"، تأليف أبوالسعود أفندي، طُبع في مطبعة وادي النيل عام 1870م- "اتحاف أبناء العصر بذكر قدماء مصر"، تأليف سيد عزمي، وهو من أوائل الكتب، التي كُتبت بالعربية عن تاريخ الفراعنة في مصر.
بدوره.. أكد سكرتير عام النقابة جمال عبدالرحيم، أنه تم توفير الدعم اللوجيستي لعرض هذه المقتنيات النادرة في "فاترينات" عرض خاصة داخل المكتبة للصحفيين، والمهتمين من الباحثين والطلاب في إطار المشروع الضخم، الذي تعمل عليه النقابة لحفظ مقتنياتها للأجيال القادمة.
فيما أوضح محمود كامل وكيل النقابة ورئيس اللجنة الثقافية، أن هذه المطبوعات سيتم عرضها، لكنها لن تُتاح للجمهور حرصًا على الحفاظ عليها، وقد جرى رقمنة عددٍ منها، وجارٍ العمل على رقمنة الباقي، ليتم قريبًا إتاحتها بصيغة رقمية لرواد مكتبة النقابة.
وقال إن النقابة تعمل على تعزيز مقتنياتها من الكتب، حيث تم مؤخرًا إهداء عددٍ كبيرٍ من الكتب والمكتبات الخاصة لعددٍ من كبار الصحفيين، وسيتم تصنيفها، وتحديد موضوعاتها لتكون متاحة للاطلاع في الفترة المقبلة.
وكانت نقابة الصحفيين قد أعلنت تدشين مشروع الأرشيف الرقمي للصحافة المصرية، يوم 15 أغسطس، ويهدف المشروع لجمع أرشيف الصحافة المصرية على مر تاريخها وإحياء "الكنوز التاريخية" للصحافة المصرية ووثائقها، مع تطوير مكتبة النقابة ورقمنتها وإتاحة كتبها النادرة للباحثين والصحفيين والمواطنين المصريين.