يواصل شيخ الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد الطيب الغوص في معاني أسماء الله الحسنى، واليوم في حلقته الحادية عشر من برنامج "الأمام الطيب" والذي يبث على قناة الحياة يوميا الساعة الخامسة والنصف قبل موعد آذان المغرب.. ويتوقف الدكتور أحمد الطيب مع أسم الحسيب وهو اسم من أسماء الله الحسنى، والتي يستدل عليها بثلاثة أدلة هي: " ذكرها في القرآن الكريم، ورد في أحاديث أبي هريرة، والذي يتقدم على كل الأحاديث، والدليل الثالث هو إجماع الأئمة والعلماء حتى وإن اختلفوا في الرأي والمذهب فالجميع في النهاية قرآنيين (أي يحتكمون للقرآن)".
وقال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، إن اسم الله "الحسيب" ذكر في القرآن الكريم مرة واحدة في سورة النساء، وللحسيب أكثر من معنى فهو الكافي الذي يعطيك حد الكفاء ويجعل عبده في حالة استغناء عن الأخرين.. كما أن الله سبحانه وتعالى كفى الخلق في إبرازهم من العدم للوجود وبقائهم.. فالله هو من لدية القدرة على الإخراج من العدم للوجود، وهو من لديه القدرة في بقائه.
وفي دلالة من شيخ الأزهر على أن كلمة الحسيب تعني الكفاية واستغناء المخلوق عن الأخرين في رزقه وحمايته من الله وحده، أشار إلى آيات قرآنية تؤكد ذلك بقوله تعالى " حسبك الله ومن أتبعك من المؤمنين".
وتطرق شيخ الأزهر أحمد الطيب إلى أن اسم الله " الحسيب" يعني أيضا الحساب والمحاسبة، وهو ماورد بالقرآن بأنه شاهدا ومحاسبا لأعمال العباد، وأن الحساب والمحاسبة في الدنيا والأخرة بقوله تعالى لرسوله "لا تعجل عليهم نحن نعد لهم عدا"، وهو ما فسره العلماء بأن الله تعالى كان يحسب أيامهم ولياليهم وأنفاسهم..
ولفت شيخ الأزهر إلى أن الله تعالى لا يشغله حساب عن حساب، وأن السماء والأرض في قبضة الله تعالى وهو يحسب كل شيء، كل مخلوق يولد ويموت، وكل جسد يتحلل في باطن الأرض، إن كل شيء محسوب حساب لدى الله..
وفي سياق محاسبة الله، قال شيخ الأزهر إن حساب الله لعباده لن يستغرق وقتاً كما يظن البعض، فالله يحاسب عباده في "زمن فواق الناقة" وهو الوقت الذي تستغرقه الناقة في فقدان وعيها بعد حلبها.
وتأكيداً على أن "الحسيب" تعني الحساب والمحاسبة لفت شيخ الأزهر لبعض الآيات القرآنية ومنها “الله سريع الحساب" و"كفى بالله حسيباً".
وختاما قال شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب إن اسم الله "الحسيب" يعني الكافي والمحاسب في الدنيا والأخرة