تُحيط صورة غامضة بمصير اتفاق وقف إطلاق النار، في ظل تمسك إسرائيل بدعم الأمريكي بتنفيذ مقترح ويتكوف، الذي يسعى إلى تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق إلى ما بعد عيد الفصح اليهودي، بالرغم من أن ذلك يتعارض مع ما تم الاتفاق عليه سابقًا.
مفاوضات غزة
وجهت إسرائيل وفدها المفاوض حول اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بالتحضير لاستئناف المحادثات، بحسب رد الوسطاء على اقتراح المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف.
وبذلك، تكون إسرائيل قد رفضت عرض حركة حماس، الذي يقضي بالإفراج عن الأسير الإسرائيلي الأمريكي عيدان ألكسندر، إلى جانب إعادة جثث أربعة أسرى من مزدوجي الجنسية، وفقًا لما ذكرته وكالة "رويترز" للأنباء.
ووفقًا لمقترح "ويتكوف"، الذي تريده إسرائيل، فإن حركة حماس ستفرج عن خمسة أسرى أحياء لديها مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، وفقًا لصيغ سابقة.
فضلًا عن أنه سيتم تمديد المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في يناير الماضي، إلى ما بعد شهر رمضان وعيد الفصح اليهودي، لتمكين استئناف تقديم المساعدات الإنسانية بشكل كبير.
بينما ستعمل الولايات المتحدة الأمريكية، من جانبها، خلال فترة تمديد وقف إطلاق النار على التوصل إلى حل دائم لهذا الصراع المستعصي، كما ينص المقترح.
وللإشارة، فإن المقترح الأمريكي يتعارض مع بنود اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ويتماشى مع الرغبة في تمديد المرحلة الأولى للاتفاق رغم انتهائها، عوضًا عن الانتقال إلى المرحلة الثانية، وفق ما هو متفق عليه في الأصل.
وفي هذا الإطار، قال المبعوث الأمريكي، ستيف ويتكوف، اليوم الأحد، إن مقترح حركة حماس بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لا يصلح أن يكون منطلقًا للتفاوض، قبل أن يؤكد، أن جوابها على تمديد المرحلة الأولى غير مقبول على الإطلاق، على حد زعمه.
وأضاف "ويتكوف" لشبكة "CNN" الأمريكية، أنه يشجع حركة حماس على أن تكون أكثر "عقلانية" مما كانت عليه، وذلك لأنه وإن كان له فرص، فهي تتلاشى بسرعة. وكشف أن المقترح الأمريكي بشأن وقف إطلاق النار في غزة يتضمن إطلاق سراح خمسة أسرى أحياء، من ضمنهم مواطن أمريكي.
وجاء في بيان رسمي صادر عن مكتب المبعوث الأمريكي، نشره البيت الأبيض، الجمعة الماضية، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، أكد أن على حركة حماس أن تفرج على المحتجزين فورًا أو ستدفع ثمنًا باهظًا.
وردت حركة حماس على ذلك عبر القول، بأنها قدمت بادرة إيجابية بالإعلان عن نيتها الإفراج عن الجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، الذي يحمل الجنسية الأمريكية.
وأكدت حركة حماس -في تصريحات صحفية- أنه لا يدور الحديث عن اتفاقات جديدة أو جانبية، بل المضي قُدمًا في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بمراحله المختلفة.
وشددت حركة حماس، التي اتهمت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأنه يعمل على عرقلة أي صيغة قد تؤدي إلى إتمام اتفاق الهدنة، خوفًا من تفكك حكومته، على أن "التهديدات ومحاولات الضغط على المفاوض الفلسطيني لن تثمر عن نتائج إيجابية".
وفي إطار متصل، أكدت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين، على أنها لن تسمح لرئيس الوزراء بتفجير الاتفاق مع حركة حماس، وتحويل أنفاق غزة إلى مقبرة لذويهم.
خرق الاتفاق
وتأتي تلك التطورات، في وقت الذي تواصل في إسرائيل علنًا خرق بنود اتفاق وقف إطلاق النار عبر استهداف الفلسطينيين في قطاع غزة، ومنع دخول المساعدات الإنسانية منذ نحو أسبوعين.
وفي هذا الصعيد، كشف برنامج الأغذية العالمي، اليوم، أنه لم يدخل أي طعام إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس الجاري، مؤكدًا أن جميع المعابر الحدودية لا تزال مغلقة.
ووفقًا للبرنامج العالمي، فإن أسعار بعض المواد الغذائية الأساسية في غزة ارتفعت إلى أكثر من 200 بالمائة، داعيًا كل الأطراف إلى إعطاء الأولوية للاحتياجات الإنسانية والسماح بدخول المساعدات إلى غزة.
كما أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أنه لم يدخل أي إمدادات إلى غزة منذ الثاني من مارس الجاري، عندما أعلنت السلطات الإسرائيلية وقف المساعدات الإنسانية.
وفي الـ19 من يناير 2025، دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل حيز التنفيذ، موقفًا حرب الإبادة الإسرائيلية التي أوقعت أكثر من 160 ألف بين شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم.
وانتهت المرحلة الأولى من الاتفاق، التي كان من المفترض أن يتم خلالها التفاوض على المرحلة الثانية، غير أن إسرائيل تنصلت من ذلك، ليل يوم السبت الموافق الأول من مارس الحالي، بخروقات من الجانب الإسرائيلي قدرت بأكثر من 900 مرة.