الخميس 20 مارس 2025

سيدتي

في يومها العالمي| هل السعادة قرار يمكن اتخاذه؟.. طبيب يُجيب (خاص)

  • 20-3-2025 | 03:40

د.جمال فرويز استشاري الطب النفسي

طباعة
  • منة الله القاضي

نحتفل في 20 مارس من كل عام باليوم العالمي السعادة ، والذي يهدف إلى تشجيع الحكومات والمؤسسات والأفراد على تبني نهج أكثر شمولية وعدالة لتحقيق النمو الاقتصادي، بحيث يضمن سعادة جميع الشعوب ورفاهيتهم ، وبهذه المناسبة نستعرض مع طبيب نفسي إذا كانت السعادة قرار شخصي أم لا ؟ ، ومن الأكثر قدرة على اتخاذ هذا القرار المرأة أم الرجل؟ ، وهل هناك أمراض نفسية تعوق الشعور بالسعادة ، وما هي الخطوات العملية التي تساعد كل فرد على تحقيق السعادة في حياته ، إذا لم يتمكن من اتخاذ قرار سعادته.

ومن جهته، أكد الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، في تصريح خاص لبوابة " دار الهلال"، أن السعادة قرار شخصي يختلف من فرد لآخر، فقد يجد البعض سعادتهم في الاستماع إلى أغنية مفضلة، أو مشاهدة فيلم ممتع، أو ببرنامج إذاعي شيق، أو حتى في مكالمة هاتفية مع شخص عزيز، وقد تكمن السعادة في لقاء شخص لم نره منذ زمن طويل ، كل هذه مصادر متنوعة للسعادة تختلف باختلاف شخصية الإنسان وخبراته السابقة، حيث إنها رحلة بحث ذاتية، نسعى إليها بخطوات واعية.

وأضاف استشاري الطب النفسي، أنه لا شك أن السعادة قرار شخصي، ولكن تختلف طبيعة هذا القرار بين الرجل والمرأة ، فالمرأة قد تواجه تحديات إضافية تؤثر على حالتها المزاجية وبالتالي تعوق سعادتها، على سبيل المثال التغيرات الهرمونية الشهرية، والحمل والولادة، وضغوط الحياة المتزايدة كل هذه الأشياء تجعلها أقل قدرة على اتخاذ قرار السعادة، في المقابل يميل الرجل إلى اتخاذ قرار السعادة بشكل أكثر مباشرة، حيث يسعى إلى فعل ما يسعده دون الالتفات إلى العوائق أو التحديات.

وأشار فرويز، إلى أن هناك بعض الاضطرابات النفسية العميقة التي تعوق قدرة الشخص على اتخاذ قرار السعادة ، فالذين يعانون من الاكتئاب يجدون صعوبة بالغة في الشعور بالسعادة، حيث يسيطر عليهم الحزن واليأس، ويصبح من الصعب عليهم الاستمتاع بأي شيء، أما مرضى الفصام فهم يعيشون في عالم منفصل عن الواقع، مما يجعلهم غير قادرين على التواصل مع مشاعرهم الإيجابية، وفي المقابل يعاني مرضى الوسواس القهري من أفكار وسواسية متكررة تدور حول فقدان السعادة، مما يجعلهم يشعرون بالقلق والتوتر الدائمين ، فكل هذه الشخصيات تجد صعوبة في اتخاذ قرار السعادة، لأن العوامل النفسية الداخلية تعيقها.

واختتم حديثه قائلاً: بإن اتخاذ قرار السعادة يتطلب من الفرد أن يبدأ رحلة استكشاف ذاتي، وأن يبحث عن الأشياء التي تسعده، وأن يتخذ خطوات عملية لتحقيقها ، موضحاً أنه إذا كان الفرد ينتظر أن تأتي السعادة إليه فقد ينتظر طويلًا ، فالسعادة ليست حالة دائمة، بل فهي لحظات متقطعة يمكن للفرد أن يخلقها بنفسه.

الاكثر قراءة