لليوم الثالث منذ استئناف الحرب على قطاع غزة، واصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على أنحاء القطاع، مع إعلانه بدء تنفيذ حرب برية وغلق شارع صلاح الدين الواصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه.
بدء عملية برية
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن شن "عملية برية محددة" في غزة وسط القطاع وجنوبه، وذلك بهدف توسيع المنطقة الأمنية وإنشاء حاجز جزئي بين شمال القطاع وجنوبه.
وأكد جيش الاحتلال أنه "وفي إطار العملية سيطرت القوات وأعادت بسط سيطرتها على محور نتساريم".
فيما أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، "تحذيرا أخيرا" لسكان غزة لإعادة الأسرى، موضحا في تصريحاته التي نقلتها "تايمز أوف إسرائيل"، أنه إذا لم تطلق حماس سراح الرهائن وتخرج من غزة، فإن "إسرائيل ستعمل بقوة لم تروها بعد"، على حد وصفه.
وأعلن جيش الاحتلال عن إغلاق شارع صلاح الدين الواصل بين شمال القطاع وجنوبه، ومنع المواطنين من التنقل عبره، وسمح لهم فقط بالسير على الأقدام عبر شارع الرشيد، والذي كان قد أعيد فتحه والسماح للنازحين بالعودة عبره من جنوب القطاع إلى الشمال، وفقا لما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار.
استمرار العدوان
وكانت قوات الاحتلال، قد استأنفت عدوانها على قطاع غزة، فجر الثلاثاء الماضي، بعد توقف لأكثر من شهرين، ما أسفر عن استشهاد ما يزيد على 400 مواطن أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة المئات بجروح مختلفة، وذلك في ظل مخاوف من تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع، في ظل استمرار الحصار وقطع الإمدادات الطبية والإنسانية.
وأعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد 95 مواطنا أغلبيتهم أطفال ونساء، منذ فجر اليوم الخميس، في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية.
انقلاب على الاتفاق
وأكد الناطق باسم حركة حماس، عبد اللطيف القانوع، أن إغلاق جيش الاحتلال لطريق صلاح الدين الواصل بين شمال وجنوب القطاع انقلاباً تاماً على اتفاق وقف إطلاق النار وإمعاناً في حصار غزة وتشديد الخناق على أهلها.
وأضاف القانوع أن "غزة تتعرض لإبادة جماعية وحصار وتجويع دون حرمة لشهر رمضان أو مراعاة للقوانين الدولية والمواثيق الإنسانية"، مشيراً إلى أن "أي مقترح يستند للدخول لمفاوضات المرحلة الثانية ووقف دائم للحرب مرحب به ومحل نقاش".
وأكد حرص الحركة على وقف ما وصفه بنزيف الدم ومنفتحة على أي جهود تؤدي لوقف دائم للحرب والانسحاب من غزة".
فيما أكدت حماس، في بيان رسمي، أن التوغل البري وسط قطاع غزة يعد خرقاً جديداً وخطيراً لاتفاق وقف إطلاق النار، مؤكدةً تمسكها باتفاق وقف إطلاق النار الموقع.
ودعت حماس الوسطاء إلى تحمل مسؤولياتهم في لجم الخروق، وإلزام نتنياهو بالتراجع عن الانتهاكات وتحميله مسؤولية أي تداعيات قد تنجم عنها.
دعوات لاستكمال وقف إطلاق النار
ومن جانبه، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أن استئناف إسرائيل لهجماتها على غزة يعد خطوة بالغة الخطورة تضيف مزيدا من الدمار إلى الوضع الإنساني الحالي المتردي.
جاء ذلك، في تصريحات صحفية مشتركة مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، بقصر الإليزيه في باريس، اليوم، حيث دعا ملك الأردن المجتمع الدولي للتحرك الفوري من أجل استعادة وقف إطلاق النار في غزة، وتنفيذ جميع مراحله، مشددا على أن استمرار الهجمات الإسرائيلية ومنع دخول المساعدات والمياه والكهرباء إلى غزة خطوات تصعيدية تهدد حياة أهالي القطاع الذين يعيشون واقعا صعبا، مع ضرورة الاستئناف الفوري لدخول المساعدات.
فيما قال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إنه: "نعمل جاهدين من أجل وقف إطلاق النار في غزة"، مؤكدا أن استئناف القصف الإسرائيلي رغم جهود الوسطاء، انتكاسة دراماتيكية للفلسطينيين في غزة، وهم الآن تحت القصف مرة أخرى.
وأشار إلى أن الفرنسيين والأوروبيين جاهزون للمساهمة في خطة إعادة إعمار غزة التي تقدم بها القادة العرب، موضحا أن الخطة سيتم مناقشتها اليوم في المجلس الأوروبي.