شهد شهر رمضان المبارك العديد من الأحداث التاريخية والإسلامية المهمة التي كان لها تأثير عميق على مسار التاريخ البشري. فقد ارتبط هذا الشهر الكريم بالعديد من الغزوات والفتوحات والمعارك التي لم تكتفِ فقط بتغيير موازين القوى، بل أسهمت أيضًا في نشر تعاليم الإسلام وترسيخ قيمه.
ومن خلال هذه الأحداث، تعلّم المسلمون معاني الصبر، والإيمان، والقوة، مستلهمين بسالتهم في الدفاع عن الدين ونشره في مختلف بقاع الأرض.
وفي إطار الاحتفاء بروح هذا الشهر الفضيل، تستعرض بوابة دار الهلال خلال رمضان 1446 هـ أبرز المحطات التاريخية التي شهدها المسلمون.
واليوم، نسلط الضوء على حدث مهم في التاريخ الإسلامي، وهو " وفاة الإمام البخاري ".
توفي الإمام أبو عبدالله محمد بن اسماعيل البخاري، المعروف بـ " الإمام البخاري"، ليلة عيد الفطر، في إحدى قرى سمرقند، سنة 256هـ، وكان عمره 62سنة، هو من أهم وأشهر علماء الحديث والفقه، وعلوم الرجال، والجرح، والتعديل ،والعلل، كان يتيما منذ الصغر، كان يهتم بالبحث والتعلم عن الدين الإسلامي.
فقضي الإمام البخاري رحلة طويلة للقاء العلماء، وسماع الأحاديث من حوالي ألف شيخ، فجمع قرابة 600 ألف حديث، حتي حظي علي شهرة كبيرة، وله مصنفات كثيرة ومنها: كتاب الجامع الصحيح، المشهور باسم صحيح البخاري، فيعد أوثق الكتب حيث أجمع العلماء أنه أصح كتاب بعد القرآن الكريم، فإنه قضي فتره طويلة في جمعة قرابة 16عاما، وتتلمذ علي يده الكثير من كبار أئمة الحديث: كمسلم بن الحجاج، وابن خزيمة، والترمذي، وغيرهم، وحين توفي ودفن فاحت من قبرة رائحة غالية من أطيب وأحلي روائح المسك، واستمر ذلك لاياما.