يواصل فرع ثقافة الفيوم فعاليات ليالي رمضان الثقافية والفنية التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان، ضمن برنامج وزارة الثقافة احتفالا بالشهر الكريم، وتستمر حتى ٢٤ رمضان.
وتحت إشراف الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف، نائب رئيس الهيئة، شهدت مكتبة الفيوم العامة احتفالية ثقافية فنية، نظمها قسم الجمعيات الثقافية، حول دور المرأة في كل العصور، بحضور ياسمين ضياء، المشرف على فرع ثقافة الفيوم، استهلها القاص عويس معوض بالحديث عن دور المرأة ومستعرضا بعض نماذج لشخصيات نسائية عبر التاريخ مؤكدا أن المرأة المصرية كانت ومازالت دائما رفيقة الدرب.
وفي كلمته، تحدث الروائي محمد جمال أن المرأة في كل زمان ومكان، منذ أن خلقها الله، ورافقت آدم في رحلته، هي ذلك النموذج الإنساني العظيم، ثم قدم عدة نماذج للمرأة منها؛ الملكة "إياح حتب" التي كانت الدعم والسند للملك أحمس في طرد الهكسوس من مصر، أشار أيضا إلى السيدة خديجة التي مارست دور الأم والزوجة للرسول، وكانت نموذج دافع وداعم قوي للرجل.
أعقب ذلك أمسية شعرية قدم فيها الشاعر مصطفى عبد الباقي قصيدة بعنوان "مريم" والتي تتناول الوحدة الوطنية، وأخرى بعنوان "وأنا إيه يخليني انكسف لما اعترف"، ثم قصيدة "فينوس" للشاعر د.محمد ربيع هاشم، وأخرى للشاعر مجدي أحمد بعنوان "يا يوسف دبر حالك"، وقدم الشاعر عبد الكريم عبدالحميد قصيدة بعنوان "رحلة عمر".
واختتمت الفعاليات بعرض فني لفرقة كورال الطفل بقيادة المايسترو أبو المجد الكاشف، قدمت خلاله عددا من الأغنيات منها؛ "وحوي يا وحوي، يا حبيبتي يا مصر، في الكتب قرينا، يا بركة رمضان".
ورش حول الوطن في خيال الطفل
وقد عقد قسم الثقافة العامة بالفرع ورشة حكي بعنوان "الوطن في خيال الطفل"، بمكتبة الكعابي، قدمها الكاتب أحمد قرني، استهلها بعصف ذهني مع الأطفال حول معنى كلمة الوطن، ثم بدأ سرد حكاية "الحصان والثور" وطلب منهم التفكير في وضع نهايات أخرى للقصة، ثم ناقش الأطفال حول الدروس المستفادة ومنها؛ أهمية الجيش للحفاظ على الوطن، وأهمية تسليح هذا الجيش، والاعتماد على أنفسنا في الحفاظ على أرضنا، وأشار إلى انتصار حرب السادس من أكتوبر العاشر من رمضان، وكيف اغتصب العدو قطعة من أرض مصر وأن من استردها هو الجيش المصري؛ بالتفكير والتخطيط والشجاعة.
وعقدت الثقافة العامة ورشة حكي أخرى بعنوان "حكايات يكتبها ويحكيها الأطفال"، بمكتبة جرفس، قدمها الأديب د.عمر صوفي.
استهل "صوفي" حديثه مع الأطفال بمناقشتهم حول الاحتفالات التي يحتفل بها المصريون في شهر مارس، وأسباب اختيار يوم الشهيد في هذا التاريخ، أيضا سبب اختيار يوم ١٥ مارس عيدا قوميا للفيوم، واستعرض صوفي" طريقة كتابة القصة بشكل مبسط للأطفال، موضحا العناصر الهامة التي يجب مراعاتها عند الكتابة، وبعصف ذهني يثير خيال الأطفال، بدأ "صوفي" في تأليف قصة عن انقراض الديناصورات، واختار بداية جذابة، وبدأ الأطفال في إطلاق العنان لخيالهم وطرح أفكارهم لإختيار حدث يكون بداية للقصة.
البطل الشعبي في أدب الطفل
وضمن برنامج الليالي الرمضانية المقدمة بإشراف إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد الثقافي برئاسة لاميس الشرنوبي، شهدت مكتبة الطفل والشباب بسنورس ندوة بعنوان "البطل الشعبي في أدب الطفل" قدمها الأدباء؛ أحمد طوسون، ود. عمر صوفي.
استهل "صوفي" الحديث عن البطل في أدب الطفل بوصفه ليس مجرد شخصية عادية عابرة بل محور القصة، ومن المهم أن يتم اختياره بعناية شديدة بحيث تتسق تفاصيله الشكلية والأخلاقية مع الحبكة الرئيسية للقصة، وأن يكون له القدرة على التأثير في عقل ونفس الطفل لإتخاذه قدوة ونموذجا.
وأضاف أن الأدب الشعبي غني بالأشعار والقصص التي تستند على أبطال شعبيين ملهمين للأطفال مثل؛ أغاني الأعراس والسير الشعبية والألغاز والنوادر الشعبية وحكايات الأمهات والجدات؛ بما تحويه جميعا من سير جذابة لأبطال شعبيين، كقصص وأبطال ألف ليلة وليلة والسيرة الهلالية، وسيرة على الزيبق والظاهر بيبرس وعنترة بن شداد، وسيف بن ذي يزن وروبن هود وغيرهم.
وقال "طوسون" إن أدب الطفل يمكن اعتباره أقرب للأدب الشعبي، وغالبا ما تتماهى صورة البطل في قصة الطفل مع صورة البطل في الحكاية الشعبية، حيث يضفي عليهما السارد أو الراوي، المبالغات والخرافات، فسندباد وعلاء الدين بطل شعبي مغوار ونموذج لصورة البطل الشعبي الذي يخوض المعارك الكبرى مع الطبيعة والأعداء والطيور والحيوانات الخرافية، ولذلك الأبطال الشعبيين؛ كالزير سالم وعنترة وأبوزيد الهلالي وأدهم الشرقاوي وغيرهم، ويستعين كتاب أدب الطفل بالشعر في سرد القصص والحكايات لأن إيقاعه الموسيقي يكون أسهل للتلقي عند الطفل.
وفي الختام تم تنفيذ ورشة إعادة تدوير خامات البيئة، وتصميم برواز من الكرتون كهدية عيد الأم، إلى جانب معرض للمشغولات نتاج الورش المنفذة داخل المكتبة.