للنساء.. أخطاء قد تؤدي إلى تفاقم اكتئاب زوجكِ دون قصد

يعتبر الاكتئاب أشبه بوحشٍ خفيٍ يحمل أوجهًا متعددة، يتسلل في صمت إلى النفس ويفتك بها تدريجيًا، وغالبًا ما يترك المصاب به أسيرًا لمشاعر الحزن والإنهاك، وعندما يمر زوجكِ بفترة من الاكتئاب، قد تدفعكِ غريزتكِ إلى محاولة تقديم النصائح أو إيجاد حلولٍ سريعة، ظنًا منكِ أن ذلك قد يخرجه من دائرة الحزن، ولكن في بعض الأحيان، قد تتسبب الكلمات الحسنة النية في إيصال رسائل عكسية تزيد من مشاعر الإحباط واليأس، ولذلك نقدم في السطور التالية أهم الأخطاء الشائعة التي ينبغي الحذر منها، لأنها قد تُعمّق اكتئاب شريككِ بدلًا من مساعدته، وفقاً لما نشر على موقع " psychology today".

-"فكر بإيجابية، ستشعر بتحسن قريبًا":

قد يبدو تشجيع زوجكِ على التفكير الإيجابي حلًا منطقيًا من وجهة نظركِ، لكن بالنسبة لشخص يعاني من اكتئاب شديد، قد يكون هذا الكلام عبئًا نفسيًا إضافيًا، تخيّلي شريكك وهو يكافح حتى للقيام بأبسط المهام اليومية، ثم يسمع منكِ: "فقط غير طريقة تفكيرك وستتحسن الأمور!" هذه العبارة قد تشعره بأنكِ لا تدركين حجم ألمه، وتضيف إلى معاناته شعورًا بالذنب والعجز عن التحسن، حيث أن الاكتئاب ليس مجرد "عقلية سلبية" يمكن التخلص منها عبر تغيير التفكير؛ إنه اضطراب نفسي معقّد يضعف القدرة على رؤية الأمور بشكل إيجابي، ولذلك بدلًا من التركيز على "التفكير الإيجابي"، حاولي أن تستمعي له بتعاطف وتُظهري تفهمًا لما يشعر به، دون إصدار أحكام.

- "تناول دواءك وستكون بخير":

إذا كان زوجكِ يخضع لعلاج دوائي للاكتئاب، فقد تعتقدين أن ذلك كافٍ ليعيده إلى حالته الطبيعية، لكن الحقيقة أن الأدوية ليست دائمًا حلاً سحريًا، حيث أن مضادات الاكتئاب قد تساعد في تخفيف الأعراض، لكنها لا تعالج المشاعر العميقة المرتبطة به، مثل الشعور باليأس أو انعدام الهدف، وعندما تقولين له: "ما دمت تتناول دواءك، لماذا لا تشعر بتحسن؟"، قد يشعر بأنكِ تقللين من معاناته الحقيقية، ومن المهم أن تدركي أن العلاج الدوائي غالبًا ما يكون جزءًا من خطة علاج شاملة تتضمن العلاج النفسي والدعم العاطفي، فبدلًا من التركيز على الأدوية فقط، كوني داعمة له في رحلته نحو التعافي الكامل.

- "تخلص من هذا الشعور وكن أقوى":

من أكثر الأخطاء شيوعًا هو افتراض أن الاكتئاب مجرد "ضعف إرادة" أو "مزاج سيئ"، يمكن التخلص منه عبر بذل جهد أكبر، إذا أخبرتِ زوجكِ بأن عليه "التوقف عن المبالغة" أو "تجاوز الأمر ببساطة"، فقد يشعر بأنكِ تُلقي باللوم عليه، وكأن مشاعره دليل على ضعف شخصي، لأن الاكتئاب ليس خيارًا، ولا يمكن الخروج منه بالإرادة فقط، وما يحتاجه شريكك حقًا هو أن يشعر بأنكِ تفهمين عمق معاناته، وتقبلين حالته دون محاولة فرض الحلول السريعة، وعندما يعاني فإن أهم ما يمكنكِ تقديمه هو الإنصات والتواجد إلى جانبه دون محاولة "إصلاح" الأمر على الفور.