الأحد 23 مارس 2025

تحقيقات

حلم نُودي إليه من قلب القاهرة.. 80 عامًا على تأسيس جامعة الدول العربية

  • 22-3-2025 | 13:37

جامعة الدول العربية

طباعة

بحلول اليوم السبت، أكملت جامعة الدول العربية عقدها الـ80، والتي مثلت خطوة مهمة تجاه حلم الوحدة العربية، الذي نودي إليه من قلب القاهرة في منتصف أربعينيات القرن الماضي، وذلك لما عملت عليه من تعزيز التعاون بين 22 دولة عربية مجتمعة تحت مظلتها.

تأسيس جامعة الدول العربية

كانت أولى الخطوات العملية لتأسيس جامعة الدول العربية في عام 1942، وذلك عبر دعوة رئيس الوزراء المصري مصطفى النحاس كلا من رئيس الوزراء السوري جميل مردم بك ورئيس الكتلة الوطنية اللبنانية بشارة الخوري للتباحث معهما في القاهرة حول فكرة "إقامة جامعة عربية لتوثيق التعاون بين البلدان العربية المنضمة لها".

وللإشارة، فإن أصل فكرة تأسيس جامعة الدول العربية يرجع إلى خطاب ألقاه وزير الخارجية البريطاني أنطوني إيدن في عام 1941، حيث أكد فيه دعم بلاده لأي مساعٍ تستهدف تحقيق درجة من درجات الوحدة بين الدول العربية، وهذا يعني أن جامعة الدول العربية تمخضت عن مقترح "أجنبي" الأصل.

وفي هذه الأثناء، بدأت مصر في استطلاع آراء الحكومات العربية، حيث عقدت مشاورات ثنائية مع ممثلي كل من العراق وسوريا ولبنان والمملكة العربية السعودية والأردن واليمن، مما أسفر عن تبلور اتجاهين رئيسيين في أمر الوحدة العربية.

أول هذه الاتجاهات، يدعو إلى وحدة إقليمية فرعية، في حين أن الاتجاه الثاني يدعو إلى نوع أعم وأشمل من الوحدة عبر جمع هذه الدول في اتحاد "فيدرالي" أو ""فيدرالي" أو في شكل آخر يحقق التعاون والتنسيق في سائر المجالات وتحافظ في الوقت نفسه على استقلال الدول وسيادتها.

وقد انتهي الأمر إلى تأسيس ما يُعرف اليوم بـ"جامة الدول العربية" في الـ22 من مارس 1945، وذلك عقب توقيع مندوبي الدول العربية على الميثاق الخاص بها، لتكون أول منظمة دولية تقوم بعد الحرب العالمية الثانية، حيث سبقت نشأتها الأمم المتحدة، ومجلس أوروبا، والسوق الأوروبية المشتركة.

وفي بادئ الأمر، تأسست جامعة الدول هذه التي وقع مقرها بـ"القاهرة" من سبع دول عربية، كانت تحوز الاستقلال السياسي حينئذ، هي: مصر، سوريا، المملكة العربية السعودية، شرق الأردن، لبنان، العراق، اليمن، ثم تتوالى بعد ذلك انضمام الدول العربية إليها، حتى أصبحت تضم 22 دولة منذ عام 2003.

ميثاق جامعة الدول العربية

ويتألف ميثاق الجامعة من ديباجة وعشرين مادة، وثلاثة ملاحق خاصة، وقد أشارت الديباجة إلى أن الدول ذات الصلة وافقت على الميثاق بهدف تدعيم العلاقات والوشائج العربية في إطار من احترام الاستقلال والسيادة بما يحقق صالح عموم البلاد العربية.

ويعبر ميثاق الجامعة العربية عن الأطر والأهداف العامة التي على أساسها تم إنشاؤها، حيث ينص في مادته الأولى على أن الجامعة تتألف من الدول العربية المستقلة الموقعة عليه، ومنح الحق لكل دولة عربية مستقلة فى أن تنضم للجامعة، فيما توضح المادة الثانية الهدف منها، وهو توثيق الصلات بين الدول المشتركة فيها، وتنسيق خططها السياسية، تحقيقًا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها، والنظر بصفة عامة فى شئون البلاد العربية ومصالحها.

وبحسب الميثاق، فإن جامعة الدول العربية تتكون من ثلاث هيئات أو أجهزة رئيسية، أولها "مجلس الجامعة"، والذي يختص بمراعاة تنفيذ ما تبرمه الدول الأعضاء من اتفاقيات في مختلف المجالات، واتخاذ التدابير اللازمة لدفع العدوان الفعلي أو المحتمل الذي قد يقع على إحدى الدول الأعضاء، وفض المنازعات بين الدول الأعضاء بالطرق السلمية مثل الوساطة والتحكيم وتحديد وسائل التعاون مع الهيئات الدولية، وبما يحفظ السلم والأمن الدوليين، وتعيين الأمين العام للجامعة، وتحديد أنصبة الدول الأعضاء في ميزانية الجامعة وإقرارها، ووضع النظام الداخلي الخاص به، وباللجان الدائمة، وبالأمانة العامة.

وأما الهيئة الثانية، فهي "اللجان الدائمة"، حيث نص الميثاق في مادته الرابعة على تشكيل عدد من اللجان الدائمة المعنية بمختلف مجالات التعاون فيما بين الدول الأعضاء، تختص بعدة مهام منها: إنجاز مشروعات الاتفاقيات التي وقعتها الدول الأعضاء ومن بينها اتفاقية الدفاع المشترك والتعاون الاقتصادي، واتفاقية الاتحاد العربي، وغيرها.

أما الهيئة الثالثة فهي "الأمانة العامة"، التي تتولى العديد من المهام، ومنها متابعة تنفيذ قرارات مجلس الجامعة ولجانها، وتحديد تاريخ دورات انعقاد مجلس الجامعة، وتوجيه الدعوة لعقد اجتماعات مجلس الجامعة واللجان الدائمة، وتنظيم أعمال السكرتارية ذات الصلة، وإعداد ميزانية الجامعة، إلى المهام السياسية المناط بها الأمين العام وبينها حضور اجتماعات مجلس الجامعة، وتقديم تقارير أو بيانات شفوية ومكتوبة عن أية مسألة يبحثها المجلس، وحق توجيه نظر المجلس أو الدول الأعضاء في الجامعة إلى مسألة يقدر الأمين العام أهميتها، وحق تمثيل الجامعة لدى المنظمات الدولية، وحق التحدث باسم الجامعة والتوجه للرأي العام بالبيانات اللازمة.

إنجازات جامعة الدول العربية

ويعد التوقيع على معاهدة الدفاع المشترك، والتعاون الاقتصادي، في عام 1950، واحدة أبرز الإنجازات السريعة التي حققها هذا الكيان العربي، حيث إنه بناء على ذلك، تم تكوين مجلس للدفاع المشترك يستطيع اتخاذ قرارات ملزمة لجميع الأعضاء بأغلبية الثلثين مما عد في حينه نقلة نوعية تعالج النقطة الخاصة باشتراط الإجماع في قرارات الجامعة.

وفي الجانب الاقتصادي، دعت المعاهدة إلى توثيق العلاقات الاقتصادية العربية وإلى تقنينها، وتبنت من تلك الزاوية فكرة تأسيس مجلس اقتصادي يكون له دور استشاري من خلال تقديم مقترحاته لحكومات الدول العربية حول ما يراه كفيلاً بتعزيز التعاون الاقتصادي العربي.

وإلى جانب ذلك، تمتلك الجامعة العربية عددًا كبيرًا من المجالس الوزارية المتخصصة، منها مجلس وزراء الإعلام العرب؛ مجلس وزراء الصحة العرب؛ مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب؛ مجلس وزراء الداخلية العرب، مجلس وزراء البيئة والشباب والرياضة؛ والكهرباء والطاقة.

كذلك أنشأت الجامعة عددًا من الاتحادات والمؤسسات المتخصصة، ومنها: اتحاد إذاعات الدول العربية، المنظمة العربية للتنمية الإدارية، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم؛ منظمة العمل العربية، منظمة المرأة العربية؛ البرلمان العربي؛ وغيرها العشرات من الأجهزة التي تناقش وتضع الاسترايجيات التي تهدف إلى تعزيز التعاون العربي - العربي.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة