ذكر موقع (دويتشه فيله) أن المستشار الألماني المنتخب فريدريش ميرتس يستعد لمواجهة تحديات السياسة الخارجية ويطالب بالحصول على تمويل إضافي للتعامل مع التحديات الأمنية التي ستواجهها الحكومة.
ونقل الموقع، في تقرير اليوم السبت، عن ميرتس قوله في السياق "العالم بأسره يراقب ألمانيا هذه الأيام. لدينا مهمة، في الاتحاد الأوروبي وفي العالم، تتجاوز حدود بلدنا ورفاه شعبنا".
وأوضح أنه من أبرز التحديات التي تواجه ألمانيا هي الصراع في الشرق الأوسط والحرب في أوكرانيا والتعاون الدفاعي والاتحاد الأوروبي والسياسة التجارية. وأنه فيما يتعلق بالحرب في الشرق الأوسط، تتعرض الحكومة الألمانية لموقف صعب للغاية، إذ يعد أمن إسرائيل مصدر قلق خاص لكل حكومة ألمانية، ورغم ذلك انتقد السياسيون الألمان مرارًا وتكرارًا الهجمات الإسرائيلية على حماس في قطاع غزة ووصفوها بأنها غير متناسبة.
وبحسب (دويتشه فيله)، تواجه الحكومة الألمانية أيضًا مأزقًا بسبب مذكرة الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، للاشتباه بارتكابه جرائم حرب في قطاع غزة. وتؤيد ألمانيا المحكمة الجنائية الدولية، ومع ذلك أكد فريدريش ميرز أنه لن يجري في عهده كمستشار لألمانيا اعتقال نتنياهو إذا زار المانيا.
وأكد الموقع أنه فيما يخص الحرب في أوكرانيا، يدفع المستشار الألماني المرتقب بالفعل للحصول على حزمة مساعدات إضافية لأوكرانيا تبلغ 3 ملايين يورو على الأقل. ونظرًا لأن البرلمان الألماني قد وافق بالفعل على تخفيف قواعد "كبح الديون" في البلاد، فلن تشكل حزمة المساعدات هذه مشكلة بالنسبة لألمانيا. وحال غياب المساعدات الأمريكية أو احتياج أوروبا إلى تعويض عن الخسارة، فقد تضطر ألمانيا إلى تحمل مبالغ كبيرة لتقديم مساعدات لأوكرانيا.
وأوضح أنه بخصوص إرسال صواريخ جوالة من طراز تاوروس إلى أوكرانيا، يؤيد ميرتس هذه الفكرة، رغم معارضة الحزب الديمقراطي الاجتماعي في عهد المستشار الألماني السابق أولاف شولتس لهذا الأمر، وسيكون من المثير للاهتمام رؤية استجابة الحزب للقضية المثيرة للجدل. أما عن التعاون الدفاعي، فلا يعرف ميرتس ما إذا كانت أمريكا في عهد الرئيس دونالد ترامب ستحترم التزامات حلف الشمال الأطلسي (ناتو) بتقديم المساعدة، ولذا قال ميرتس عشية الانتخابات البرلمانية الألمانية إن استقلال أوروبا عن أمريكا يعد أولوية مطلقة بالنسبة له.
وقال إنه في الواقع، يسعى ميرتس إلى تحقيق تعاون وثيق في السياسة الدفاعية بين الدول الأوروبية، كما يعتزم التحدث مع فرنسا وبريطانيا بشأن تقديم حماية نووية لألمانيا وأوروبا.
وأضاف أنه بخصوص التعريفات الجمركية التي يهدد ترامب بفرضها على واردات السلع الأوروبية، فلا يمكن أن تتنبأ أوروبا بما سيحدث، ولكن المؤكد هو أن التجارة عبر المحيط الأطلسي أصبحت أكثر صعوبة. وتتضرر ألمانيا، كدولة مصدرة، بشكل خاص، خاصة مه تعرض الاقتصاد الألماني لحالة من الركود على مدار العامين الماضيين. ونظرًا لكون الاتحاد الأوروبي مسؤولًا عن التجارة عبر المحيط الأطلسي، لا يمكن لألمانيا أن تتصرف بمفردها، ومع ذلك، يجب أن تضغط على بروكسل لضمان عدم تصاعد النزاع التجاري إلى حرب تجارية يخسر فيها الجميع.