بعد أن وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية خلال لقاء المرأة المصرية، بالاهتمام ودعم مرضى الزهايمر وتقديم الرعاية اللازمة لهم، باعتباره أحد أمراض الشيخوخة، تستعرض بوابة "دار الهلال" في السطور التالية مع استشاري نفسي، ما هو الزهايمر؟ وكيف يتطور؟ وما هي أفضل طرق التعامل مع المرضى لتحسين حالتهم النفسية والذهنية؟.
ومن جهته، أكد الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي، في تصريح خاص لبوابة " دار الهلال"، أن الزهايمر مرض عضوي يُصيب خلايا المخ نتيجة أحد سببين رئيسيين:
-ضمور الخلايا الدماغية، وهو يؤدي إلى تدهور تدريجي في الوظائف العقلية.
-ضعف الدورة الدموية في الدماغ، نتيجة تصلب الأوعية الدموية، مما يمنع تدفق الدم بشكل كافٍ لبعض مراكز المخ.
وأضاف استشاري الطب النفسي، أن مرض الزهايمر يبدأ عادة بمرحلة أولى تعرف بـ"مرحلة النسيان"، والتي قد تستمر من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، ويعاني المريض خلالها من فقدان بسيط للذاكرة ويحاول تعويضه عبر نسج قصص غير حقيقية تُعرف بـ"الذكريات الكاذبة" (Confabulations)، بهدف ملء الفجوات في ذاكرته، ثم يتطور المرض ومراحله ويدخل المصاب بعد ذلك في المرحلة الثانية، حيث تظهر اضطرابات أكثر تعقيدًا، منها، الضلالات والهلاوس، حيث يتوهم المريض أمورًا غير واقعية، مثل الاعتقاد بأن هناك من يسرق منه أو يحاول إيذاءه، والاتهامات الوهمية، فقد يتهم المريض المحيطين به بأفعال لم تحدث، مثل العبث بأمواله أو ممتلكاته، حتى يصل للمرحلة الثالثة، والتي تتفاقم فيها الأعراض ليصل المريض إلى فقدان السيطرة على الانفعالات والسلوكيات، بما في ذلك الصراخ، استخدام ألفاظ غير لائقة، أو فقدان التحكم في التبول والتبرز.
وأشار فرويز، أن مرض الزهايمر يبدأ عادة بعد سن الـ 65، حيث تبلغ نسبة الإصابة حوالي3 الي 5% بين كبار السن، وتزداد فرص الإصابة تدريجيًا مع التقدم في العمر، ففي سن ال 70 تصل النسبة من 5 الي 7 %، وفي عمر ال 75 تصل الي 15 %، ثم تصل إلى ما يقرب من 30% في سن الـ 80، وتُعتبر السيدات أكثر عرضة للإصابة بسبب عوامل متعددة، منها الاكتئاب وتصلب شرايين المخ.، كما تتفاقم أعراض المرض لدى الجنسيين في حال وجود كولسترول أو دهون أو مرض السكر والضغط لدى الشخص.
وأكمل، أن هناك خلط بين الزهايمر والخرف، لكن الفرق الرئيسي يكمن في طبيعة الأعراض وتطورها، فالأول تسير الأعراض بشكل ثابت وتتدهور تدريجيًا، بينما قد يظهر مريض الخرف في بعض الأوقات بحالة طبيعية ثم يعود ليُظهر أعراض الاضطراب العقلي بشكل متقطع، ومن هنا، يكون علاج الخرف أكثر فاعلية وأسرع مقارنة بعلاج الزهايمر.
وقدم استشاري الطب النفسي، مجموعة من النصائح التي تساعد في رعاية مريض الزهايمر وتجنب المخاطر، وأجملها في الآتي:
-ارتداء بطاقة تعريفية للمريض، تحتوي على اسمه، أرقام هواتف أقاربه، وعنوانه، لتجنب حالات التيه في الشوارع.
- الالتزام بالأدوية، حيث أنه بالرغم من عدم وجود علاج شافٍ للزهايمر حتى الآن، إلا أن الأدوية المتاحة تساهم في إبطاء تدهور الحالة وتحسين جودة الحياة.
-الدعم النفسي، ويُعد من أهم ركائز التعامل مع المريض. يجب التحدث معه بشكل يومي عن ذكرياته القديمة ونجاحاته السابقة، مما يعزز حالته النفسية ويقلل من شعوره بالعزلة.