الإثنين 31 مارس 2025

ثقافة

نساء في الإسلام (27 ــ 30)| هند بنت عمرو بن حرام «أم خلاد» .. أنصارية سطّرت التاريخ بمداد التضحية

  • 27-3-2025 | 21:53

هند بنت عمرو بن حرام الأنصارية

طباعة
  • همت مصطفى

في أروقة التاريخ وإشراقة الحضارة، تتلألأ صور «نساء الإسلام» كنجومٍ سطعت في سماء الإيمان والعطاء، خلدهن إيمانهن ومواقفهن القوية دفاعًا عن ديننا الحنيف ينشدون ثواب الآخرة والهدى للبشرية كلها فتركن أثرًا كبيرًا محفوظًا في ذاكرتنا ووجداننا وهدى وبوصلة لنا في الطريق.
ومع بوابة «دار الهلال» في أيام شهر رمضان الكريم لعام 1446 هجريًا  نقدم كل يوم حلقة من سلسلة «نساء في الإسلام» لتأخذنا إلى عمق النفوس، حيث تتجسد شجاعة المرأة وعزمها في مواجهة تقلبات الزمان،


في كل حلقةٍ، نكتشف حكاياتٍ نسجت بخيوط العزيمة والإيمان، رسمت بمسحاتٍ من النور ملامح الحضارة الإسلامية هنا، يتلاقى الجمال الروحي مع القوة الإنسانية، وتنبثق من رحم التحديات أروع معاني التضحية والكرامة، لتكون المرأة ركيزة لا غنى عنها في بناء حضارتنا وإرثها العريق.


ولقائنا في اليوم السابع والعشرين من رمضان 1446 هجريًا الموافق 27 مارس 2025 ميلاديًا مع الصحابية الجليلة مع  السيدة  هند بنت عمرو بن حرام «أم خلاد» رضي الله عنها.

هند بنت عمرو بن حرام الأنصارية  رضي الله عنها،  و تعرف باسم «أم خلاد» هي صحابية جليلة امتلأ قلبها بالإيمان وعرف عنها الصبر والشجاعة وقوة الإيمان .
تزوجت هند بنت عمرو  من الصحابي الجليل عمرو بن الجموح  وهي  وعمة جابر بن عبد الله ، وعمة أم معاذ بنت عبد الله، وأخت 
«عبد الله» و أخت لميس وأخت الشموس بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة وأخت أم عمرو بنت عمرو بن حرام بن ثعلبة وأمها هند بنت قيس بن القريم بن أمية بن سنان بن كعب بن غنم بن كعب بن سلمة .


وأسلمت الصحابية هند بنت عمرو  - رضي الله عنها - وبايعت رسول الله مع أخواتها الشموس ولميس وأم عمرو بنات عمرو بن حرام وأمهن هند بنت قيس.


وقد شهدت الصحابية هند بنت عمرو  «أم خلاد»  رضي الله عنها غزوة أحد  مع زوجها وولدها  وأخيها ولما استشهد الثلاثة  حملتهم الصحابية على بعيرها  ومضت بهم عائدة إلى المدينة ،ولقيتها في  الطريق السيدة أم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر فقالت أم عائشة لأم خلاد : عندك الخبر فما وراءك  قالت أم خلاد : أما رسول الله  فصالح ، وكل مصيبة بعده جلل  وتعني «هينة»، واتخذ الله من المؤمنين شهداء ، وقالت عائشة : من هؤلاء ؟«تسأل عن الشهداء» فقالت «أم خلاد»: أخي، وابني خلاد وزوجي عمرو بن الجموح  قالت عائشة فأين تذهبين بهم قالت: إلى المدينة أقبرهم فيها، أدفنهم ثم  زجرت «أم خلاد»  بعيرها ليتابع سيره  فما استطاع فلما وجهته  إلى ميدان القتال أسرع  ومكث رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ـ  حتى قبرهم  ثم قال « ترافقوا في الجنة عمرو بن الجموح، وابنك خلاد ، وأخوك عبد الله  ثم قالت  «أم خلاد»«يارسول الله ادع الله أن يجعلني معهم فدعا لها».


وروي عن عائشة رضي الله عنها في ذلك  قالت : خرجنا صبيحة يوم أحد من السحر، فإذا امرأة أقبلت بين عدلين؛ فقلنا: ما الخبر؟ قالت : خيرًا، دفع الله عن رسوله وعن المؤمنين، واتخذ الله من المؤمنين شهداء، ورد الله الذين كفروا بغيظهم، لم ينالوا خيرًا، ثم قالت لبعيرها: «حل»، فقلنا : ما هذا ؟ قالت : أخي وزوجي،  ودفن أخوها وزوجها في قبر واحد .

مثالا  للمسؤولية  والتحمل
كانت  السيدة هند بنت عمرو «أم خلاد» مثالا  للمسؤولية  والتحمل فهي المرأة المجاهدة والزوجة والأم والأخت المحتسبة التي تحملت بإيمانها الكبير هذا الموقف الصعيب بفقدانها  في غزوة «أحد» لابنها وأخيها وزوجها في معارك القتال من أجل نشر الإسلام والدفاع عنها وكانت  رمزا من رموز القوة  والجلد  وكانت بذلك صورة  للتضحية، وتنشد  الحفاظ على الإسلام وسلامة رسول الله وهي تتحمل  مصابها الكبير تسأل  أم المؤمنين «عائشة» عن  رسول الله وتطمئن أنه صالح وبخير، وحين تلتقي برسول الله و يبشرها الرسول صلى الله عليه وسلم بأن أهلها الشهداء في الجنة تثور أشواقها إلى صحبتهم في الجنة كما صحبتهم في ساحات الجهاد، رضي الله عنها السيدة المجاهدة الصابرة «أم خلاد»  وعن جميع نساء المسلمين والمسلمين جميعًا.

الاكثر قراءة