واجه كل رسولٍ أرسله الله إلى الأرض العديد من المصاعب والتحديات أثناء تبليغ رسالته، لكن منَّ الله عليهم بمن يساندهم ويخفف عنهم أعباء الدعوة.
وكان لرسول الله محمد ﷺ نصيبٌ من هذه النعمة، إذ أحاط به عدد كبير من الصحابة الكرام الذين آمنوا به، ووقفوا بجانبه، وساهموا في نشر رسالة الإسلام والدفاع عنها.
والصحابة هم كل من آمن بالرسول ﷺ، ورآه، ومات على الإسلام، وقد لازمه بعضهم في أغلب مراحل حياته بعد البعثة، فكانوا عونًا له في تبليغ دعوته.
وخلال شهر رمضان المبارك، تأخذكم بوابة دار الهلال يوميًا في رحلة مع واحد من صحابة رسول الله ﷺ الذين بذلوا جهدهم لنصرة الإسلام وتقوية دعائمه، ونبدأ اليوم 1446هـ ، ونستعرض في جولة مع ملامح من رحلة الصحابي «عبد الرحمن الدوسري».
ولد الصحابي الجليل « أَبُوْ هُرَيْرَة عَبْدِ ٱلْرَّحْمَـٰنِ بْنُ صَخْرَ ٱلدَّوْسِيّ» في السنه ال21 قبل الهجرة، وهو واحد من أهم حفظة ورواة الحديث النبوي الشريف. أسلم أبو هريرة في السنه السابعة للهجرة، وهاجر في نفس السنة إلى المدينة المنورة في وقت غزوة خيبر، ومن وقت وصوله إلى المدينة، ولزم المسجد النبوي مع أهل الصفة الذين لم يكن لهم مأوى ولا أهل، وقيل أنه أمضى أربع سنوات في معيّة النبي محمد، وقيل ثلاث، انقطع فيها عن الدنيا ليلازم رسول الله محمد، فكان يزورمعه بيوت نسائه ويخدمه، كما أنه شهد معه غزواته وأيضا حج معه، وأصبح أعلم الناس بحديثه، فكان السابقون من الصحابة كعمروعثمان وعلي وطلحة والزبير يسألونه عن الحديث، لمعرفتهم بملازمته له.
وتمكّن أبو هريرة من خلال ملازمته للرسول باستيعاب قدر كبير من أحاديثه النبوية الشريفة وأفعاله، وما ساعده هو قُدرته الكبيرة على الحفظ، وامتاز في تلك الفترة بالجراءة على سؤال الرسول محمد عن أشياء لا يسأله عنها غيره، وقد أوكل الرسول له بعض الأعمال كحفظ أموال زكاة رمضان، كما بعثه أيضا مؤذّنًا مع العلاء بن الحضرمي حين بعث سيدنا محمد العلاء واليًا على البحرين.
كُني بـ«أبو هُريرة» التي اشتهر بها، فقيل أنه وجد هرة برية، فأخذها في كمه، فكُنّي بذلك، وقيل أنه كان يرعى غنمًا لأهله، فكانت له هريرة يلعب بها، فكناه أهله بها.