29-3-2025 | 18:12
نيفين الزهيري
رغم أن بداية سانام سعيد الفنية كانت فى عام 2010، إلا أن انطلاقتها الحقيقية جاءت فى عام 2013 عبر الدراما الرومانسية «Zindagi Gulzar Hai»، حيث اكتسبت شهرة أوسع من خلال هذا العمل المقتبس من رواية عميرة أحمد والتى تحمل الاسم نفسه، وشاركت فى البطولة مع فؤاد خان، حيث جسدت شخصية «كاشاف مرتضى»، وقد كان ذلك بمثابة رحيلها عن الشخصيات الساحرة التى اشتهرت بتصويرها، وأدى اقترانها بخان إلى ضجة حول المسلسل وأثبت نجاحاً تجارياً كبيراً.
وفى نفس العام، لعبت دور بيبى، وهى أم عزباء محبطة فى مسلسل «Talkhiyaan»، استناداً إلى رواية أرونداتى روى لعام 1997، وتلقى المسلسل، الذى أخرجه خالد أحمد، وتدور أحداثه فى مورى، إشادات إيجابية من النقاد، كما أشاد النقاد بتقديمها للشخصية التى اعتبرتها سانام «دوراً حلماً» لها، لتصبح واحدة من أكبر الأسماء فى الصناعة واسماً محبوباً فى الهند.
خلال موسم رمضان هذا العام، خاضت سانام تجربة استثنائية بمشاركتها فى عملين يعكسان نقلة نوعية فى مسيرتها الفنية، خاصة أن كلا العملين يجمعانها مجدداً مع فؤاد خان، الذى تعتبره تميمة حظها، بعد سلسلة من النجاحات المشتركة فى الدراما والسينما، كان آخرها مسلسل “Barzakh”.
وعن مشاركتها فى أحد هذين العملين والذى يعد الأول فى عرضه على منصة عالمية، قالت: فى عام 2022 وحده، عبر كبار الفنانين الباكستانيين الحدود لخلق موجات عالمية، وحقق الممثلان فؤاد خان وماهيرا خان تاريخاً فى شباك التذاكر فى فيلم الحركة الثقيل «The Legend of Maula Jatt» بينما وجد الفيلم الدرامى المؤثر «Joyland» مكاناً فى القائمة المختصرة لأفضل فيلم دولى لجائزة الأوسكار، فى عالم الموسيقى، وأصبحت الفنانة الباكستانية أروج أفتاب أول فنانة باكستانية تفوز بجائزة «جرامي»، كما قدم الموسيقى المفضل على الإنترنت على سيثى أغنية «باسوري» الجذابة.
وفى خضم كل هذا الاهتمام تشعر النجمة الباكستانية سانام سعيد بالفخر بما تمكنت البلاد من تحقيقه، وتقول سانام إن الصناعة الباكستانية «مزدهرة» حالياً.
وعن عودتها للتعاون مع فؤاد خان مرة أخرى، حيث صنع الثنائى مكاناً لأنفسهما فى قلب كل معجب بأدائهما الرائع فى العديد من الأعمال منها «Zindagi Gulzar Hai»، «Barzakh»، وكانت أعمالهما محبوبة على نطاق واسع فى باكستان والهند، وبالتالى، سيسعد العديد من الجمهور أيضاً برؤية ممثلين موهوبين يتعاونان مرة أخرى فى مشروع واعد آخر، قالت سانام سعيد معبرة عن سعادتها بالتعاون مجدداً مع فؤاد خان: «من الواضح أنه بعد أكثر من 12 عاماً من العمل معاً، فإن العمر وتجارب الحياة والمشاريع المختلفة وحتى جائحة كوفيد، كلها عوامل تغير الأشخاص، لقد تطورنا بلا شك، فقد بدأنا التعاون فى العشرينيات من عمرنا، ثم انتقلنا إلى الثلاثينيات، ومر أكثر من عقد ونحن نمضى قدماً، ومع ذلك لم تتغير الراحة والانسجام بيننا، وهذا ما يسعدنى حقاً، قد لا نتواصل كثيراً خارج مواقع التصوير، لكننا دائماً ما نشعر بالألفة والود أثناء العمل، وهذا أكثر ما أقدره».
أكدت سانام سعيد أنها لا تملك الكثير من الأصدقاء داخل الوسط الفنى، إذ إن معظم أصدقائها من أيام المدرسة أو الطفولة، لذلك، كان شعور الراحة الذى وجدته أثناء العمل مع زملائها الممثلين أمراً مميزاً. وبالحديث عن لمّ شملها على الشاشة مع فؤاد خان، شريكها فى بطولة «Zindagi Gulzar Hai»، قالت سانام: «لقد عملت كثيراً مع زملائى الممثلين، لكن فؤاد هو شخص لم أشارك معه فى عمل منذ فترة طويلة، لذا كان من الرائع أن نعود ونتابع من حيث توقفنا، سواء من حيث الألفة أو الانسجام».
وقالت سانام إن ما يميز تعاونها مع فؤاد خان هو الثقة المتبادلة بينهما، والقدرة على الارتجال بحرية واقتراح أفكار جديدة أثناء التصوير، دون أن يمس ذلك غرور أى منهما، وأكدت أن كليهما يقدر ملاحظات الآخر، مما يخلق بيئة عمل مريحة ومثمرة، وهو ما انعكس بشكل واضح فى العملين الجديدين، معبرة عن سعادتها بالعودة للعمل معه مرة أخرى.
أما عن مشاركتها فى مسلسل «Jo Bachay Hain Sang Samait Lo»، فأعربت عن حماسها قائلة: «هذا العمل حظى باهتمام الجميع، خاصة أنه يضم مجموعة من أبرز النجوم الباكستانيين، فنحن عشرة ممثلين، ونقدم 5 قصص مترابطة، المسلسل مستوحى من رواية فرحات إشتياق المحبوبة، والمعروفة بأسلوبها الفريد فى السرد، وقد انبهر الجمهور بما شاهده».
وتحدثت سانام عن ابتعادها فى بعض أعمالها عن الأدوار الرومانسية، موضحة أن ذلك لم يكن قراراً واعياً بقدر ما كان انعكاساً طبيعياً لتنوع الأدوار التى قُدمت لها، وقالت: من المهم أن يتعرف الجمهور علينا كممثلين قادرين على تجسيد شخصيات مختلفة، وليس فقط كأزواج رومانسيين على الشاشة. لم أتعمد الابتعاد عن الرومانسية، بل جاءت هذه الفرص بشكل تلقائى، بالطبع هناك مشاريع تلبى توقعات المعجبين من حيث الكيمياء والديناميكية، لكننى لم أسعَ لكسر هذه الصورة بوعى، ربما فى مرحلة ما بعد نجاح «Kashaf» حاولت أن أخرج من إطار تلك الشخصية التى ظلت مرتبطة بى لفترة، لكن ذلك كان منذ أكثر من عقد، والآن تجاوزت ذلك تماماً.
أما عن النمطية فى تقديم الشخصيات النسائية بجنوب آسيا، فعلّقت سانام: المرأة بطبيعتها مليئة بالقصص، والكثير منهن يحملن داخل أنفسهن رغبات للتعبير عن ذواتهن، لكنهن يجدن صعوبة أحياناً فى ذلك لأسباب عديدة، وهنا يأتى دور التليفزيون وهذه الشخصيات، لأنها تمنحهن الإلهام والدعم، وتشجعهن على الحلم والتفكير، مضيفة: أريد أن أفعل هذا، فكرت فى القيام بهذا، وأستطيع تحقيقه.
وعن حبها للسينما الهندية، أكدت أنها تنجذب أكثر للأفلام المستقلة مقارنة بالأعمال التجارية، قائلة: «أستمتع حقاً بالأفلام التى تُعرَض على المنصات الرقمية، والتى كانت تُعرَض سابقاً فى المهرجانات. دائماً ما أُعجبت بأعمال أنوراج كاشياب وامتياز على، وهناك الكثير من الممثلين الهنود الذين أود العمل معهم، كنت أقول دائماً عامر خان، لكن بعد انتشار المنصات الرقمية، ظهرت أسماء جديدة أثارت إعجابى، مثل فيكرانت ماسى، وجاديب أهلاوات، وتابو، وجميعهم يحققون نجاحاً ملحوظاً فى الأفلام المستقلة».
أما عن كيفية تعاملها مع النجاح والإخفاق فى عالم الفن، قالت سانام: تعلمت مع الوقت أن أكون أكثر صبراً. أن تكون ممثلاً يعنى أن تعرض نفسك لآراء الآخرين، سواء كانت إيجابية أو سلبية، حيث يحكمون عليك ويقررون إن كنت جيداً بما فيه الكفاية أم لا، ما أدركته هو أنك لا تستطيع وضع سعادتك ونجاحاتك أو حتى إخفاقاتك بين يدى أحد، يجب أن تخوض هذه المعارك بنفسك، لأنها معاركك الشخصية، وبعد سنوات فى هذه الصناعة، تعلمت أنك لن تستطيع إرضاء الجميع، لذا الأهم هو أن تبقى صادقاً مع نفسك، وتعمل بنزاهة، وأن تتحلى باللطف والاحترام دائماً.