استهدف الاحتلال الإسرائيلي خلال الساعات الماضية مناطق في درعا بالأراضي السورية، من خلال التوغل البري، فضلا عن الغارات المكثفة على خمس مناطق مختلفة في أنحاء سوريا، أسفرت عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري، وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين.
العدوان الإسرائيلي على سوريا
واستهدفت الضربات الإسرائيلية حرش سد تسيل ومحيط تل الجموع بين نوى وتسيل في ريف درعا الغربي، وفقا لما أفاد به المرصد السوري لحقوق الإنسان، ما أسفر عن مقتل 9 مسلحين محليين حاولوا التصدي للقوات الإسرائيلية وسط أنباء عن سقوط قتلى آخرين وإصابات خطيرة مرشحة للارتفاع.
كذلك توغلت قوة إسرائيلية مدعومة بعشرات العربات العسكرية قبل القصف في حرش سد الجبيلية قرب مدينة نوى، وتمركزت هناك، وسط ترقب حول تحركاتها التالية وما إذا كانت بصدد إنشاء نقطة عسكرية جديدة في المنطقة.
كذلك استهدفت الغارات الإسرائيلية مطار حماة العسكري بـ18 غارة تركزت على ما تبقى من الطائرات والمدارج والأبراج، مما أدى إلى خروج المطار عن الخدمة بشكل كامل.
كما شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي 3 غارات على مطار T4 ومحيطها الواقع شرق مدينة تدمر في محافظة حمص السورية، فضلا عن استهداف بعدة غارات جوية مركز البحوث العلمية في منطقة برزة في العاصمة دمشق، وسط تصاعد لأعمدة الدخان في المنطقة.
وقالت محافظة درعا، في منشور على تليجرام، إن عربات عسكرية للجيش الإسرائيلي توغلت في حرش سد الجبلية قرب مدينة نوى غربي درعا، مشيرة إلى أن ذلك تزامن مع تحليق لطيران الاستطلاع في المنطقة، بالإضافة إلى استهداف الجيش الإسرائيلي لسفح تل الجموع قرب مدينة نوى بريف درعا الغربي بثلاث قذائف مدفعية.
الخارجية السورية تعلق
وقالت وزارة الخارجية السورية، إنه "في انتهاك سافر للقانون الدولي ولسيادة الجمهورية العربية السورية، شنت القوات الإسرائيلية غارات جوية على خمس مناطق مختلفة في أنحاء البلاد خلال 30 دقيقة، مما أسفر عن تدمير شبه كامل لمطار حماة العسكري وإصابة عشرات المدنيين والعسكريين، ويشكل هذا التصعيد غير المبرر محاولة متعمدة لزعزعة استقرار سوريا وإطالة معاناة شعبها".
وتابعت في بيان لها اليوم،: "أوضحت الخارجية أنه في الوقت الذي تسعى فيه سوريا لإعادة الإعمار بعد 14 عاماً من الحرب، تأتي هذه الاعتداءات المتكررة في سياق محاولة إسرائيلية واضحة لتطبيع العنف مجدداً داخل البلاد، مما يقوض جهود التعافي ويكرس سياسة الإفلات من العقاب".
وأضافت الخارجية: "تدعو الجمهورية العربية السورية المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم والضغط على إسرائيل لوقف عدوانها، والالتزام بالقانون الدولي وتعهداتها بموجب اتفاقية فصل القوات لعام 1974، كما نحث الأمم المتحدة وجميع الجهات الدولية المعنية على اتخاذ إجراءات فورية لوقف هذا التصعيد ومنع المزيد من الانتهاكات".
ما علاقة تركيا؟
ونقلت وسائل إعلام عبرية، عن مسؤول إسرائيلي، تأكيده أن هذه الغارات هدفها إيصال رسالة إلى تركيا بأن "لا تقيموا قاعدة عسكرية في سوريا ولا تتدخلوا في النشاط الإسرائيلي في سماء البلاد"، وفقا لما نقلته صحيفة "جيروساليم بوست".
جاء ذلك بعد أن أعلنت وسائل إعلام تركية عن اتخاذ أنقرة لخطوات رسمية للسيطرة على قاعدة مطار T4 الواقعة شرق مدينة تدمر في محافظة حمص، خلال الشهر الجاري، للبدء في أعمال إعادة تأهيل القاعدة وتوسيعها فور تركيب المنظومة الدفاعية، لتشمل مرافق متكاملة تدعم العمليات العسكرية والاستخبارية.
وأوضحت وسائل إعلام أجنبية، أن قوات تركية وصلت إلى قاعدة T4 الجوية ومطار "تدمر" العسكري في محافظة حمص السورية، حيث سيتم إنشاء شبكة دفاع جوي متعددة الطبقات تضم أنظمة تركية محلية الصنع، إضافة إلى طائرات استطلاع ومسيرات مسلحة، حيث سيتم نشر نظام الدفاع الجوي "حصار" في القاعدة لتوفير الحماية الجوية، وإعادة تأهيل القاعدة وتوسيعها بالمرافق اللازمة، ونشر طائرات مسيّرة استطلاعية وهجومية، بما في ذلك طائرات ذات قدرات هجومية موسعة.
الغارات الإسرائيلية على سوريا
ووفقا لما أعلنه المرصد السوري لحقوق الإنسان، فمنذ مطلع العام 2025، شن الاحتلال الإسرائيلي 44 استهدافا للأراضي السورية، 37 منها جوية و7 برية، أسفرت تلك الضربات عن إصابة وتدمير نحو 51 هدفا ما بين ومستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات.
وتسببت تلك الضربات بمقتل 29 سوريًا، منهم 14 من إدارة العلميات العسكرية وإصابة 13 بجروح، بالإضافة إلى 13 من المدنيين، و2 مجهولي الهوية من الجنسية اللبنانية.
وشنت طائرات إسرائيلية نحو 500 غارة جوية على مواقع عسكرية سورية منذ سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر الماضي وحتى نهاية العام 2024، دمرت خلالها ترسانة سلاح سورية بالكامل.