من "جزيرة الفردوس" الأجمل في البحر الأبيض المتوسط، ، إلى منطقة كارثية مليئة بالفئران والقمامة، هكذا تحوّلت جزيرة "كمونة" الشهيرة في فترة وجيزة، بسبب العدد الكبير من السياح الذين ترددوا عليها بشكل غير مُنظم بسبب عمليات الترويج العشوائية لها على إنستغرام.
وبحسب صحيفة تليجراف، فإن "كمونة" هي نتوء صغير من الحجر الجيري قبالة سواحل مالطا، إذ تشتهر بمياهها الفيروزية ورمالها البيضاء، لهذا فهي مكان مثالي للسباحة تّعرف باسم البحيرة الزرقاء.
وخلال الفترة الماضية، زادت شعبية الجزيرة بفضل وسائل التواصل الاجتماعي، وبخاصة رواد إنستجرام، كما تعززت مكانتها بفضل ظهورها في أفلام هوليوود الناجحة، بما في ذلك فيلم طروادة بطولة براد بيت وإريك بانا، وفيلم الكونت مونت كريستو عام 2002 بطولة غاي بيرس وريتشارد هاريس.
خلال أشهر الصيف، تقوم قوارب ضخمة بإنزال ما يصل إلى 10 آلاف سائح يوميًا على الجزيرة، والتي من المفترض أن تكون محمية طبيعية وملجأ للطيور.
ويغطي المشغلون غير النظاميين شاطئ الجزيرة بالكراسي الطويلة والمظلات، بينما يشغلون الموسيقى الصاخبة من الحانات المؤقتة.
ووفق ما نشرته صحيفة "التليغراف" البريطانية فإن الجزيرة تقع تحت سيطرة مصالح تجارية مُتشددة، حيث تضم 11 كشكًا لبيع الطعام والشراب، رغم صغر مساحتها، من أجل جني أكبر قدر ممكن من الأرباح.
بدورها، نظمت حركة "غرافيتي" احتجاجًا عام 2022، أزالوا فيه كراسي الاستلقاء والمظلات بالقوة، وقد حظيت المظاهرة باهتمام واسع، لكنها لم تُحدث تأثيرًا يُذكر على الاستغلال المفرط للجزيرة.
وقال مارك سلطانة، الرئيس التنفيذي لمنظمة بيردلايف مالطا للحفاظ على البيئة: "إنها كارثة، عندما يكون هناك 10.000 شخص على الجزيرة، تحدث اضطرابات ضوضائية، وتُداس النباتات، وتُنتج كميات هائلة من النفايات، وهي مشكلة كبيرة جدًا".
وأضاف سلطانة: "هناك الآن غزو للقوارض، تنزل الجرذان إلى جحور الطيور، مثل طيور القطرس، وتأكل بيضها، كما أنها تتغذى على السحالي أيضًا".