الثلاثاء 8 ابريل 2025

ثقافة

سول بيلو.. عبقري الأدب الأمريكي الذي مزج الفلسفة بالفكاهة

  • 5-4-2025 | 08:50

سول بيلو

طباعة
  • بيمن خليل

تصادف اليوم ذكرى وفاة سول بيلو  هو كاتب أمريكي من أصل كندي، يُعتبر أحد أبرز الكتاب الأمريكيين في القرن العشرين، وحائز على جائزة نوبل في الأدب عام 1976 "لتفهمه الإنساني العميق والتحليل الدقيق للثقافة المعاصرة في أعماله"، اشتهر بأسلوبه الأدبي الغني الذي يمزج بين الفكاهة، الفلسفة، والواقعية، مع التركيز على تجارب المهاجرين في أمريكا وصراعات الإنسان الحديث.

وُلد سول في 10 يونيو 1915 في لاشين، كيبيك، كندا، لأبوين مهاجرين من روسيا (سانت بطرسبرغ) عام 1913، انتقلت عائلته إلى شيكاغو عندما كان في التاسعة من عمره، وهي المدينة التي شكلت خلفية للعديد من أعماله.

نشأ في بيئة متدينة، وتأثر باللغة اليديشية التي أثرت على أسلوبه الأدبي، درس في جامعة شيكاغو ثم انتقل إلى جامعة نورث وسترن، حيث تخرج عام 1937 بدرجة البكالوريوس في الأنثروبولوجيا والسوسيولوجيا.

بدأ بيلو مسيرته الأدبية برواية "الرجل المعلق" عام 1944، التي عكست تجربة شاب ينتظر التجنيد في الحرب العالمية الثانية، تبعتها رواية "الضحية" عام 1947، التي تناولت العلاقات بين اليهود والغرباء، لكن شهرته الحقيقية بدأت مع "مغامرات أوجي مارش" عام 1953، التي فازت بجائزة الكتاب الوطني واعتُبرت نقطة تحول في الأدب الأمريكي بسبب أسلوبها الحر والمفعم بالحياة.

من أبرز أعماله الأخرى:

- "هيرزوغ" عام 1964، التي فازت بجائزة الكتاب الوطني الثانية له، وتتناول أزمة أستاذ جامعي يكتب رسائل لم يرسلها.

- "هدية هومبولت"عام 1975، التي حصل من خلالها على جائزة بوليتزر، وتستكشف العلاقة بين الفن والمادية.

- "كوكب السيد ساملر" عام 1970، التي فازت بجائزة الكتاب الوطني الثالثة.

- "رافلشتاين" عام 2000، وهي آخر رواياته الكبرى، مستوحاة من صديقه الفيلسوف آلان بلوم.

تميز بيلو بقدرته على تصوير الشخصيات الفكرية التي تتصارع مع الواقع الحديث، مع مزج بين التأملات الفلسفية العميقة والفكاهة الساخرة. تناول قضايا مثل الهوية، الاغتراب، والسعي وراء المعنى في عالم مادي، تأثر بالأدب الروسي (مثل دوستويفسكي وتولستوي) والشعر الإنجليزي (شكسبير)، بالإضافة إلى تراثه اليهودي.

عمل بيلو أستاذًا في عدة جامعات، منها شيكاغو، مينيسوتا، وبرينستون، وكان عضوًا في لجنة الفكر الاجتماعي بجامعة شيكاغو لسنوات طويلة، تزوج خمس مرات وأنجب أربعة أبناء، آخرها ابنته نعومي روز التي وُلدت عام 1999 عندما كان في الـ84 من عمره، أثر بيلو على كتاب مثل فيليب روث وجون أبدايك، ويُعتبر رمزًا للأدب الأمريكي.

حصل على جائزة الكتاب الوطني ثلاث مرات (1954، 1965، 1971)ـ جائزة بوليتزر (1976)، جائزة نوبل في الأدب (1976)، وسام الفنون الوطني الأمريكي (1988).

توفي سول بيلو في 5 أبريل 2005 عن عمر 89 عامًا، تاركًا إرثًا أدبيًا غنيًا يُعد من أهم ما أنتجته الولايات المتحدة في القرن العشرين.

الاكثر قراءة