الثلاثاء 8 ابريل 2025

تحقيقات

جرائم الاحتلال تجاوز المدى في غزة.. إسرائيل تواصل ارتكاب المجازر ضد الفلسطينيين وسط صمت دولي ودعم أمريكي

  • 4-4-2025 | 19:26

تحركات إسرائيل في غزة

طباعة
  • محمود غانم

لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن تصعيد عملياته البرية في قطاع غزة، في أعقاب انقلابه على اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في شهر يناير الماضي، في إطار ما يقول خبراء إنه يستهدف من خلاله الإجهاز على المقاومة الفلسطينية، كأحد أهداف حربه التي عجز عن تحقيقها.

  توسيع الإبادة

وسع جيش الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، عمليته البرية شمال قطاع غزة لتشمل حي الشجاعية، وسط تغطية نارية كثيفة، وذلك ضمن حرب الإبادة المستمرة منذ 18 شهرًا.  

ولا يقتصر التصعيد الإسرائيلي على شمال القطاع الفلسطيني، بل يصاحبه تصعيد مماثل في مناطق الجنوب، لا سيما رفح، حيث أنذر كامل قاطنيها بإخلاء منازلهم قبل مهاجمتها.  

وتعقيبًا على ذلك، قالت القناة 14 الإسرائيلية عن مصدر إسرائيلي إن العمليات العسكرية في غزة ستتوسع وتتعمق تدريجيًا، حيث إن كل مكان يتم منه إطلاق صواريخ أو تنفيذ عمليات سيتم تدميره، مؤكدة أن الطريق الوحيد لوقف الحرب هو إطلاق سراح جميع المحتجزين، وإنهاء حكم حماس.

وتأتي التحركات الإسرائيلية في مختلف نواحي قطاع غزة تحت مزاعم القضاء على البنية التحتية للمقاومة الفلسطينية، وهي نفس الذريعة التي لم تتغير منذ بدء العملية البرية نهاية أكتوبر 2023، غير أن الحقيقة لا تتعدى كونها تستهدف الأحياء السكنية والمدنيين العزل. 

ويتماشى الواقع الحاصل مع رغبة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي توعد بتصعيد حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة، وتنفيذ مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير المواطنين الفلسطينيين منه.  

ويرى خبراء أن التصعيد الإسرائيلي الحاصل في مختلف أرجاء قطاع غزة يأتي ضمن مساعي القضاء على المقاومة الفلسطينية، ورغبتهم في تحرير المحتجزين لدى حركة حماس، دون أن يقدم أي مقابل.  

سياسة الأرض المحروقة

وبدوره، قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية الفلسطيني، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل شن هجماته "الشرسة" ضد قطاع غزة، وعلى وجه الأخص في رفح جنوبًا، حيث هدم جزء كبير من المنازل، فضلًا عن استخدام سياسة "الأرض المحروقة"، حيث نسف أحياء سكنية بشكل كامل، وكأنها ستتحول إلى معتقل كبير أو منطقة عزل، التي تحدث عنها الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق.

وأضاف الدكتور أيمن الرقب، في حديث لـ"دار الهلال"، أن من الواضح أن الاحتلال يتجهز لتحويل رفح إلى هذا الشكل بشكل كبير جدًا، حيث يتضح ذلك من خلال العمليات الإسرائيلية "الوحشية" هناك.

أما عن الشمال، يوضح الرقب، أن الاحتلال يواصل استخدام نفس الصيغة، حيث إن هناك خرائط نشرت أمس تشير إلى رغبته في تقسيم قطاع غزة إلى خمسة مناطق، تكون فيها رفح لوحدها، خان يونس لوحدها، المعسكرات الوسطى لوحدها، ومدينة غزة لوحدها، والشمال يتحول إلى منطقة صغيرة جدًا، كذلك، نشرت خريطة تتحدث عن إعادة الاستيطان في قطاع غزة.

ويؤكد السياسي الفلسطيني، أنه بات من الواضح أن الاحتلال مُصر على الضغط لتحرير أسراه في قطاع غزة، دون أن يقدم أي مقابل، وبالتأكيد، فإن فصائل المقاومة الفلسطينية ترفض التوقيع على أي اتفاق دون تحقيق وقف الحرب بشكل تام ضد غزة. 

وأشار إلى أنه بين موقف الاحتلال الإسرائيلي حول غزة وموقف المقاومة الفلسطينية، فإن هناك جهودًا مستمرة للتوصل إلى اتفاق. 

وكشف أن القاهرة بدورها تبذل جهودًا كبيرة جدًا عسى أن تفضي إلى التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار أو هدنة، موضحًا أنه حتى الآن ما تزال الجهود مبذولة في هذا الأمر، ورغم أنها لم تصل إلى حد النضوج، فإن القاهرة لم تدخر جهدًا في هذا الصدد. 

واختتم الرقب، الذي يتمنى أن تكلل جهود القاهرة بالنجاح، بأن من المتوقع أن نشاهد انفراجة في الوضع الراهن الأسبوع المقبل.

 

 تفريغ القطاع من المقاومة

من جانبه، يؤكد اللواء محمد الغباري، مدير كلية الدفاع الوطني الأسبق والخبير الاستراتيجي، أن التحركات الإسرائيلية البرية، سواء في شمال قطاع غزة أو في جنوبه، تستهدف بالدرجة الأولى الإجهاز على ما تبقى من المقاومة الفلسطينية، يتقدمها حركة حماس.  

وأوضح اللواء محمد الغباري، في حديث لـ"دار الهلال"، أن مساعي إسرائيل من تحركاتها في قطاع غزة تهدف إلى تفريغها بشكل تام من المقاومة، وهو أمر ليس بالهين، حيث إنها تتحصن في الأنفاق، ما يعني أن هدفها هذا لن يتحقق بين عشية وضحاها، خصوصًا أيضًا أن لديها محتجزين تريد تحريرهم.  

وأشار إلى أن إسرائيل، إن نجحت في تحرير أسراها الباقيين لدى حركة حماس دون أي اتفاق، سيظهرها بشكل قوي، أما إن حصل العكس، فهذا يعكس ضعفًا.  

وقال الغباري، إن حركة حماس أظهرت نفسها بشكل قوي خلال فترة وقف إطلاق النار، فضلًا عن أنها أظهرت نفسها على شكل منتصر، وأنها مستمرة، وهذا جعل إسرائيل تُصر أكثر على استكمال الحرب في قطاع غزة، في إطار مواصلة القضاء عليها.

وسلط الخبير العسكري والاستراتيجي الضوء على أن موضوع استمرار حماس في قطاع غزة أصبح هاجسًا بالنسبة لإسرائيل، خصوصًا في ضوء رسائلها التي تشير إلى أنها ستستمر في التجديد جيلًا تلو الآخر. 

وأشار إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وجيشه، يعتقدون أن كبرياءهم رهين تحقيق النصر على حماس عبر القضاء عليها، وهم بذلك يردون على إدعاء أنها هي القوة، وأن المفاوضات كانت هزيمة لإسرائيل.

الاكثر قراءة