الإثنين 7 ابريل 2025

فن

ابنته فنانة ووالده عمدة ورحل بالسرطان.. مواقف من حياة الفنان الراحل محمد السبع

  • 6-4-2025 | 02:37

محمد السبع

طباعة
  • نوران الرجال

 لم ينل الفنان محمد السبع شهرةً طاغية بين الجمهور، لكن صوته العميق والرنان يحظى بتقدير ومكانة خاصة لدى المصريين، خصوصًا في أعماله المميزة مثل مسلسل "قصص الأنبياء" (الصلصال) وتقديم الأحاديث النبوية بعد الأذان.

وتحل اليوم ذكرى وفاة السبع، أحد خريجي أول دفعة من معهد التمثيل عام 1947،  سماته الشخصية المتدينة انعكست بوضوح على اختياراته الفنية، إذ كان يميل إلى تقديم الأدوار التي تحمل القيم الأخلاقية والروحية. 

ووفقًا لابنته سهير، فإن نصيحته المستمرة لأبنائه كانت الالتزام الديني والأخلاقي. وقد عبّر في أحد تصريحاته عن أمنيته بأن يرزقه الله حسن الخاتمة ويكون راضيًا عنه.

وراء صوته القوي وشخصيته الجادة، كانت هناك طيبة وحنان كبير تجسدا في حياته وأعماله، ولعل أبرز مثال على ذلك دوره في مسلسل "أبناء ولكن"، أحد أنجح مسلسلات التسعينيات.

وُلد السبع في إحدى قرى محافظة الدقهلية، وكان والده عمدة القرية، وهي مكانة استمرت في العائلة عبر الأجيال،  تحدّث السبع بفخر عن والده قائلاً: "كان شخصًا عادلًا وبهيبة كبيرة، حتى الخارجين عن القانون كانوا يحترمونه بسبب كرمه وعدله". وقد ورث السبع هذه الشخصية القوية، حيث وصفت ابنته نظراته بأنها كانت تكفي لإشعارهم بالهيبة، لكنه في الوقت نفسه كان أبًا حنونًا يهتم بسعادة أسرته.

لم تكن طفولة السبع عادية مقارنة بأقرانه؛ فقد كان ممنوعًا من اللعب في الشارع بحكم كونه ابن العمدة. أمضى معظم وقته في المنزل متهيئًا للعام الدراسي الجديد. ورغم أن أشقاءه تلقوا تعليمًا عالياً، حيث أصبح أحدهم وكيل نيابة وآخر مهندسًا درس في إيطاليا وفرنسا، إلا أن السبع التحق بمدرسة الصنايع في الدقهلية، ولم يعرف سبب هذا القرار الذي اتخذه شقيقه الأكبر بعد وفاة والدهما حين كان عمره 5 سنوات.

ورغم ذلك، كانت مدرسة الصنايع نقطة تحول في حياته، إذ انضم إلى فريق التمثيل وشارك بدور بسيط في مسرحية "أحمس والهكسوس". رغم أنه لم يكن مهووسًا بالتمثيل ولا يطمح ليصبح ممثلًا، إلا أنه أحب السينما وشاهد معظم الأفلام الجديدة آنذاك.

انتقل السبع لاحقًا إلى القاهرة للبحث عن فرصة أفضل. وذات يوم سمع إعلانًا عن افتتاح معهد التمثيل، فقرر التقدم للاختبار الذي شارك فيه حوالي 2250 شخصًا. ورغم أنه شعر بالإحباط بعد لقائه الأول مع زكي طليمات الذي قال له ببساطة "روح روح"، إلا أنه فوجئ بعدها بشهر باتصال من المعهد لحضور التصفيات الثانية. أمام لجنة ضمّت أسماء بارزة مثل نجيب الريحاني وحلمي رفلة، مثّل مشهدًا من مسرحية مدرسية ونجح أخيرًا في الانضمام إلى المعهد.

تخرج السبع من المعهد عام 1947 ضمن دفعة استثنائية درست لمدة ثلاث سنوات بدلًا من أربع، وواصل العمل في وظيفته الحكومية كمصدر دخل أساسي حتى انضم لاحقًا إلى فرقة "ملك". ومع بداياته في المسرح القومي الذي يُعرف حاليًا بـ"المسرح القومي"، بدأت ملامح الشهرة تقترب منه، ليترك وظيفته وينطلق في عالم الفن الذي استمر فيه حتى عام 2007.

رغم نجاحاته المسرحية والدرامية، ظل السبع غير راضٍ عن أدواره السينمائية الأولى التي لم تعبر عن إمكانياته، مقارنة بزملائه من نفس دفعته مثل فريد شوقي وشكري سرحان وعمر الحريري. ومع ذلك، حافظ على صداقات قوية مع بعضهم، وخصوصًا شكري سرحان وصلاح منصور،  أما الفنان حسين رياض فقد اعتبره قدوة ومثلًا أعلى على المستوى الفني والإنساني.

وقدم محمد السبع خلال مسيرته حوالي 150 عملًا متنوعًا بين الدراما والمسرح والسينما. من أبرز أفلامه ومسلسلاته "أيام السادات"، "المواطن مصري"، "زمن حاتم زهران"، "القضاء في الإسلام"، و"أريد حلًا".

أخبار الساعة

الاكثر قراءة