شهدت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس السبت، احتجاجات غاضبة على سياسة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في التعامل مع القضايا الداخلية والخارجية، بما فيها الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، في مشهد يعكس حدة الغضب الشعبي على الرئيس، الذي لم يكمل ثلاثة أشهر في منصبه للمرة الثانية.
دعم غزة
وفي قلب العاصمة الأمريكية "واشنطن"، احتشد آلاف المتظاهرين في ساحة "ناشونال مول" المقابلة لمبنى الكونغرس، منددين بالهجمات الإسرائيلية ضد قطاع غزة، المستمرة منذ عام ونصف.
كما ندد المتظاهرون بدعم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإسرائيل في حربها، عبر ترديد هتافات "ترامب، لا يمكنك الاختباء من جرائم الإبادة في فلسطين".
ووسط هتافات تنادي بالحرية لفلسطين، ووقف حرب الإبادة التي يشهدها قطاع غزة، رفع المتظاهرون لافتات كُتب عليها "دعوا غزة تعيش" و"إذا ماتت غزة تموت الإنسانية" و"الصهيونية = الموت".
بينما رفعت بعض النساء من جانبهن لافتة ضخمة كُتب عليها "صرخات الأمهات الفلسطينيات لن تتركنا"، حاملات مجسمات لأطفال ملفوفين بأكفان ملطخة باللون الأحمر، للتأكيد على الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الأطفال في غزة، حسب ما رصدته وكالات الأنباء.
وشارك في المظاهرة التي دعمها نحو 300 منظمة مجتمع مدني العديد من الأشخاص الذين قدموا من ولايات أخرى، كما شارك فيها مجموعات من اليهود الأرثوذكس دعمًا لفلسطين.
ومنذ بدء إسرائيل عدوانها على قطاع غزة في أكتوبر 2023، قدمت الولايات المتحدة الأمريكية دعماً غير محدود لإسرائيل على كافة الأصعدة، ويُعتقد أنه السبب الأبرز لاستمرار هذه الإبادة التي خلفت أكثر من 160 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح.
وبينما دعمت إدارة الرئيس دونالد ترامب جهود التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس، والذي دخل حيز التنفيذ في يناير الماضي، إلا أنها سرعان ما دعمت إسرائيل لتنصلها منه في وقت سابق من الشهر الماضي.
ولا تتوقف الإجراءات الإسرائيلية عند هذا النحو، بل أُعلن كذلك على الصعيد الداخلي إلغاء أكثر من 300 تأشيرة طلابية، لأسباب مختلفة، أبرزها التضامن مع فلسطين، في إطار حملة تستهدف الطلاب المتضامنين مع حقوق الشعب الفلسطيني.
سياسات ترامب مرفوضة
وجاءت هذه المظاهرة كجزء من مئات مماثلة شهدتها ربوع البلاد احتاجًا على سياسات الرئيس الأمريكي بشكل عام، وحليفه الملياردير إيلون ماسك، لا سيما التغييرات الجذرية التي يجريها في السياسة الخارجية والداخلية للولايات المتحدة من خلال أوامره التنفيذية.

وأعرب المتظاهرون، في المظاهرات التي خرجت في مدن أخرى كـ"بوسطن" و"شيكاغو" و"لوس أنجلوس" و"نيويورك"، عن اعتراضهم على سياسات ترامب التي طالت مجالات متعددة، من القضايا الاجتماعية إلى الملفات الاقتصادي.