الإثنين 28 ابريل 2025

ثقافة

بداية خروج الكلمة إلى النور.. دخول المطبعة لمصر على يد الحملة الفرنسية

  • 7-4-2025 | 13:34

الحملة الفرنسية

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

للحملة الفرنسية على مصر أثرا كبيرا على تطور الحياة الثقافية والعلمية، وظهر ذلك من خلال اصطحابهم عقب دخولهم إلى مصر "المطبعة"، حيث سجلت تلك الآلة تطور كبير في وعي الشعب وإثراء عقولهم، وتفتح أفاق تفكيرهم، حيث ساعدت على نشر العلم والفكر الأوروبي، كما أتاحت فرصة لتوثيق الآثار والتاريخ المصري القديم، ورغُم أن الفرنسيين لم يظلوا في مصر لفترة طويلة، إلا أن المطبعة كانت واحدة من أكثر الإنجازات التي تركوها وراءهم، والتي كان لها تأثير طويل المدى على تطور الصحافة والتعليم والثقافة في مصر والعالم العربي.

دخول المطبعة لمصر على يد الحملة الفرنسية

في عام 1798، وصل نابليون بونابرت وقواته الفرنسية إلى مصر، وكان لهذه الحملة أثرًا كبيرًا أيضًا على الحياة الثقافية والعلمية في مصر، من أبرز نتائج هذه الحملة هو إدخال المطبعة الحديثة إلى مصر، لما لها من دور كبير في نشر أفكارهم وثقافتهم في مصر، وكذلك توثيق الحضارة المصرية القديمة، التي طالما أثارت اهتمامهم.

في 16 مارس 1798 اتخذ بونابرت قرارا بتعبئة كل ما تحتاج إليه الحملة، بما في ذلك تزويد المطبعة التي سيحملها معه بالحروف العربية والتركية والفرنسية واليونانية الموجودة في مطبعة الجمهورية، إضافة لاهتمامه برجال المطبعة الجديدة ومعداتها، مما نتج عنه طباعة العديد من الكتب باللغة العربية والفرنسية، ومن أبرزها "وصف مصر"، وهو كتاب موسوعي يتناول تفاصيل واسعة عن آثار مصر وعادات أهلها وحياتهم اليومية.

ساهمت تلك الآلة الفرنسية في نشر العديد من المؤلفات العلمية والفكرية، في مجالات عديدة مثل الرياضيات والفلك والطب، حيث كانت وسيلة فعالة لنقل المعلومات والمعرفة التي جلبها العلماء الفرنسيون، وهو ما دفع العديد من المفكرين إلى تبني أفكار جديدة بعيدًا عن الفهم التقليدي للأمور.

أسهمت الحملة الفرنسية في طباعة العديد من المطبوعات ومنها بالحروف العربية والتركية والفارسية التي تستعملها "المطبعة الشرقية الفرنسية"، تمارين في المطالعة العربية، «البريد المصري Le Courier de l'Egypte» وهي جريدة سياسية فرنسية في أربع صفحات تظهر كل خمسة أيام من مطبعة مارك أوريل، بيان الأحداث التي حدثت في أوروبا أثناء الأشهر الأربعة الأولى للحملة بالفرنسية، «العشرية المصرية La Decade Egyptienne» وهي صحيفة للآداب والاقتصاد السياسي معدة للظهور كل عشرة أيام، «التقويم السنوي للجمهورية الفرنسية، وإلى جانب المنشورات والأوامر العسكرية طبعت أمثال لقمان الحكيم وبعض رسائل في النصائح الطبية، طبعت بالعربية والفرنسية والتركية محاكمة سليمان الحلبي.

بجانب الإثراء العلمي التي أحدثته المطبعة في ظل وقت كان يعاني فيه المجتمع من ركود ثقافي وعلمي بسبب قلة الكتب والمطبوعات باللغة العربية، وكانت المعرفة مقيدة بالخطوط التقليدية والمنهجيات القديمة، ولكن بدأ يحدث تغيير تدريجي، حيث ظهرت أولى الصحف والمجلات باللغة العربية، وبدأت تنشر الأفكار الجديدة، رغُم من أن الفرنسيين لم يبقوا طويلًا في مصر، إلا أن تأثيرهم الثقافي كان عميقًا، فقد ساعدوا على فتح الأفق أمام فكرة الطباعة والصحافة.

استمر تأثير المطبعة على المجتمع المصري، بعد مغادرة الفرنسيين لمصر عام 1801،  فقد بدأت الحكومة المصرية في استخدام الطباعة لتوزيع الكتب والمطبوعات التعليمية والثقافية. ومع مرور الوقت، بدأت العديد من المؤسسات التعليمية في مصر تعتمد على الطباعة لنشر المعرفة في مختلف المجالات، كما ساهمت المطبعة في تأسيس نهضة ثقافية وعلمية في مصر والعالم العربي، حيث أصبحت الطباعة جزءًا أساسيًا من الثقافة الحديثة حتى يومنا هذا.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة