الأربعاء 9 ابريل 2025

تحقيقات

زيارة الرئيس الفرنسي لمصر.. خبراء: تعكس قوة العلاقات الثنائية ورسالة بأمن واستقرار القاهرة

  • 7-4-2025 | 12:40

الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي في خان الخليلي

طباعة
  • أماني محمد

حملت زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر، التي بدأت مساء أمس، العديد من الرسائل والدلالات المهمة، من حيث التوقيت والملفات المطروحة وكذلك أجندة الزيارة والتي تضمنت زيارة منطقة خان الخليلي مساء أمس، وما شهدته من حفاوة شعبية لاستقبال المواطنين للرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي.

واستقبل السيد الرئيس السيسي، اليوم بقصر الاتحادية، الرئيس الفرنسي، حيث عقد الرئيسان لقاءً ثنائيًا تعقبه جلسة مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، وتم توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، كما عقد الرئيسان مؤتمرًا صحفيًا مشترك، حيث رحب الرئيس السيسي، بنظيره الرئيس الفرنسي، والوفد المرافق له في زيارته رفيعة المستوى لمصر، لافتا إلى أن هذه الزيارة تجسد بجلاء مسيرة طويلة من التعاون الثنائي في مختلف المجالات بين مصر وفرنسا.

وأضاف السيد الرئيس السيسي، أن مسيرة التعاون بين البلدين توجت اليوم بإعلان توقيع ترفيع العلاقات بين البلدين للشراكة الاستراتيجية وهو أمر مهم لتعزيز التعاون المشترك بين البلدين الصديقين.

ومن المقرر عقب القمة المصرية-الفرنسية، أن تُعقد قمة ثلاثية مصرية أردنية فرنسية، بمشاركة الرئيس والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث تهدف القمة الثلاثية إلى مناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية، بما في ذلك الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية.

دلالة على قوة واستقرار مصر

أكد الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تعكس عمق العلاقات القوية والراسخة بين البلدين، والتي تمتد بجذورها إلى أبعاد تاريخية وحضارية وثقافية، موضحا أن الزيارة تأتي في إطار ما يُعرف بـ"دبلوماسية القمة" أو الدبلوماسية الرئاسية، وهي التي تلعب دوراً بارزاً في السياسة الخارجية المصرية خلال السنوات الأخيرة.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن اللقاء الثنائي بين الرئيس السيسي والرئيس الفرنسي ماكرون، وكذلك الجولة التي قام بها الزعيمان في منطقة القاهرة التاريخية وخان الخليلي مساء أمس، لا تعكس فقط قوة العلاقات بين البلدين، بل تحمل أيضاً رسائل واضحة حول ما تتمتع به مصر من أمن واستقرار، حتى في ظل التحديات الإقليمية المتعددة، مشيرا إلى أن التجاوب الشعبي الكبير مع هذه الزيارة يعكس مدى تماسك الشعب المصري حول قيادته.

وأكد أن الزيارة تحمل كذلك بُعداً سياحياً مهماً، كونها تسلط الضوء على المواقع الأثرية والسياحية المصرية، وترسل رسالة إيجابية للعالم بشأن جاذبية مصر كوجهة آمنة ومستقرة للسياحة، حيث زار ماكرون بخلاف منطقة خان الخليلي، المتحف المصري الكبير، وذلك قبل افتتاحه رسميا.

ولفت إلى أنه على المستوى السياسي، فإن الزيارة تتناول في المباحثات الثنائية سبل تعزيز التعاون بين مصر وفرنسا في مجالات الاقتصاد، والتجارة، والاستثمار، والتنمية، بالإضافة إلى التعاون الدفاعي والأمني الذي شهد تطوراً ملحوظاً في السنوات الماضية، وكذلك التطرق إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصة تطورات الأوضاع في غزة، وسوريا، ولبنان، والسودان.

وأشار إلى أن هناك توافق مصري فرنسي حول ضرورة التهدئة في غزة واحتواء الأزمة، ورفض الانتهاكات الإسرائيلية، لما لها من تداعيات لا تقتصر على المنطقة بل تمتد لتشمل العالم، سياسيا واقتصاديا، كما ظهر في تداعيات أزمة البحر الأحمر، مشيرا إلى أن الزيارة ستشهد عقد قمة ثلاثية بين مصر و فرنسا والأردن، وستتناول القمة الملفات العاجلة فيما يخص التهدئة في غزة ووقف العدوان الإسرائيلي هناك.

وأوضح أن أهمية هذه الزيارة أيضاً تأتي من كون فرنسا ومصر دولتين محوريتين؛ فرنسا على مستوى الاتحاد الأوروبي، ومصر على مستوى الشرق الأوسط والقارة الإفريقية، موضحا أن نتائج هذه الزيارة سيكون لها انعكاسات إيجابية واسعة، ودعوة لتحرك دولي أكثر فاعلية تجاه إنهاء الأزمة، والعمل الجاد نحو إقامة الدولة الفلسطينية وفقاً للشرعية الدولية."

توافق مصري فرنسي

قال الدكتور رامي عاشور أستاذ العلاقات الدولية، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى مصر تأتي في توقيت بالغ الأهمية لمناقشة الملفات الثنائية والقضايا الإقليمية ، وستشهد أيضا انعقاد قمة ثلاثية مرتقبة تجمع بين مصر وفرنسا والأردن، لمناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية، بما في ذلك الوضع في قطاع غزة والضفة الغربية.

وأوضح في تصريح لبوابة "دار الهلال"، أن فرنسا اليوم تُعد قوة فاعلة داخل الاتحاد الأوروبي، وهي دولة ذات ثقل دولي بحكم عضويتها الدائمة في مجلس الأمن، موضحا أن الزيارة تُمثّل محاولة فرنسية لملء الفراغ الذي خلّفته السياسات الانعزالية للولايات المتحدة في عهد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي اتسم بدعم غير محدود لليمين المتطرف، وفرض تعريفات جمركية أثرت على علاقات واشنطن بحلفائها.

وأضاف أن فرنسا تسعى لطرح نفسها كبديل غربي في الشرق الأوسط، والقمة الثلاثية ليست الأولى من نوعها؛ فقد سبقتها قمة مماثلة جمعت فرنسا بسوريا ولبنان، في إطار تحركات باريس لتأكيد حضورها الإقليمي، لا سيما بعد تراجع نفوذها في غرب إفريقيا أمام تمدد الدور الروسي هناك.

وأشار إلى أنه على صعيد القضية الفلسطينية، فالزيارة تحمل دلالة خاصة، إذ تشارك فرنسا مصر في موقفها المبدئي من دعم حل الدولتين، ومعارضة الاستيطان، موضحا أن فرنسا حافظت على هذا الموقف منذ ستينيات القرن الماضي، ولها تأثير معتبر على إسرائيل، خصوصًا في ضوء وجود أكبر جالية يهودية في أوروبا على أراضيها، ما يمنحها أدوات تأثير إضافية في الملف الفلسطيني الإسرائيلي.

وأكد أن اللافت في زيارة الرئيس الفرنسي للقاهرة هو الرمزية التي حملها مروره بمنطقة خان الخليلي في قلب القاهرة التاريخية، حيث عبّر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن جذور التعايش بين المصريين من مختلف الديانات والثقافات، في رسالة تؤكد على رفض مصر لادعاءات بعض الأطراف التي تحاول احتكار مفاهيم التعايش.

ولفت إلى فإن الحفاوة الشعبية التي استقبل بها المصريون الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي تعكس طبيعة الشعب المصري المسالمة، وتؤكد أن موقف القيادة المصرية في رفض التهجير من غزة ليس موقفًا رسميًا فحسب، بل هو أيضًا موقف شعبي، تشهد عليه مواقف الشعب المصري وحشود المواطنين التي تخرج، وتعبر عن وحدة الرؤية بين الشعب المصري وقيادته في الدفاع عن القضايا العربية العادلة."

أخبار الساعة

الاكثر قراءة