أكد الدكتور خالد حنفي، أمين عام اتحاد الغرف العربية، أن المنطقة العربية تمضي بخطى واثقة نحو التحول إلى قوة لوجستية عالمية، مستفيدة من موقعها الجغرافي الاستراتيجي، ومشروعات البنية التحتية الضخمة، واستثمارات تُقدّر بتريليون دولار حتى عام 2030.
وجاءت تصريحات حنفي خلال إدارته لجلسة "جسر القارات: المنطقة العربية كقوة لوجستية عالمية"، ضمن فعاليات المنتدى الإقليمي العربي المنعقد على هامش ملتقى الاستثمار السنوي AIM Congress 2025 في العاصمة الإماراتية أبوظبي، وذلك بحضور عدد من رؤساء الدول والحكومات ووزراء وأمين عام جامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إلى جانب نخبة من قيادات القطاعين العام والخاص، وصناع القرار، والمستثمرين، والخبراء من مختلف أنحاء العالم.
وقال حنفي إن "المنطقة العربية تشهد تحولًا اقتصاديًا ديناميكيًا، حيث أصبحت اللوجستيات ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة"، مشيرًا إلى أن المنطقة تمثل اليوم نحو 10% من حجم التجارة العالمية، وفقًا لتقرير البنك الدولي لعام 2023.
كما أشار إلى أن التجارة البينية العربية نمت بنسبة 15% خلال السنوات الخمس الماضية، في مؤشر واضح على تعزز التعاون الاقتصادي الإقليمي.
وفي استعراضه للفرص المستقبلية، توقع أمين عام الاتحاد نمو سوق التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بنسبة 20% سنويًا خلال السنوات الخمس المقبلة، ما سيؤدي إلى ازدياد الطلب على الخدمات اللوجستية الحديثة والمتطورة.
وسلط الضوء على عدد من المشاريع الكبرى التي تعزز هذا التوجه، من أبرزها توسعة قناة السويس، التي زادت قدرتها الاستيعابية بنسبة 50% لتصل إلى 97 سفينة يوميًا، ما ساهم في رفع إيرادات القناة إلى 7 مليارات دولار سنويًا.
كما جذبت المنطقة الاقتصادية المحيطة بالقناة استثمارات بقيمة 15 مليار دولار في قطاعات متنوعة، أبرزها الطاقة والصناعة واللوجستيات.
وأشار إلى أن ميناء طنجة المتوسط في المغرب أصبح من أكبر الموانئ في إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، ويساهم بـ7% من الناتج المحلي الإجمالي المغربي.
كما ساهم مركز العقبة اللوجستي في الأردن بزيادة التجارة الخارجية بنسبة 20%، في حين عزز مشروع السكك الحديدية العراقية التجارة الخارجية للعراق بنسبة 10%، وخفض تكاليف النقل بنسبة 20% بعد تطوير أكثر من 2000 كيلومتر من خطوط السكك الحديدية.
وأضاف حنفي أن التكنولوجيا تمثل عنصراً جوهريًا في بناء القدرات اللوجستية الحديثة، لافتًا إلى أن تقنيات الذكاء الاصطناعي المطبقة في موانئ دبي قللت من وقت تفريغ السفن بنسبة 20%.
كما أشار إلى مشروع سكة حديد مجلس التعاون الخليجي، المتوقع أن يخفض تكاليف النقل البري بنسبة 30% وفق هيئة النقل الخليجية.
وشدد حنفي على أن المنطقة تمتلك المقومات كافة للتحول إلى مركز لوجستي عالمي، لكن ذلك يتطلب تعزيز التعاون الإقليمي والدولي، واستثمارات استراتيجية في التكنولوجيا والابتكار والبنية التحتية.
وقال: "نطمح بحلول عام 2030 إلى أن تصبح المنطقة العربية واحدة من أهم المراكز اللوجستية في العالم، وهو ما يتطلب ضخ استثمارات تُقدّر بتريليون دولار، إضافة إلى تنشيط مبادرات مثل منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التي قد ترفع التجارة البينية بنسبة 50% بحلول الموعد المستهدف".
واختتم بالقول: "اتحاد الغرف العربية ملتزم بقيادة هذه الرؤية والعمل مع كافة الشركاء من الحكومات والقطاع الخاص والمنظمات الدولية، من أجل تحويل الطموحات إلى واقع ملموس يعزز مكانة المنطقة على خارطة الاقتصاد العالمي".