الأربعاء 30 ابريل 2025

ثقافة

جبل الكريستال.. لوحة فنية من الطبيعة

  • 8-4-2025 | 03:57

جبل الكريستال

طباعة
  • فاطمة الزهراء حمدي

في عمق الصحراء الغربية، وتحديدًا داخل واحة الفرافرة بمحافظة الوادي الجديد، يقف جبل الكريستال شامخًا كلوحة فنية طبيعية، نحتتها عوامل الزمن والجيولوجيا، حيث يضم العديد من الأنواع من الحجارة المتلألئة التي تشبه الكريستال، متراصة بطريقة ساحرة تعكس أشعة الشمس كأنها تاج من الجواهر وسط الصحراء، مما يجعله من أندر التكوينات الصخرية في العالم.

يقع جبل الكريستال على بُعد نحو 170 كيلومترًا جنوب الواحات البحرية، و360 كيلومترًا جنوب غرب مرسى مطروح، ويبعد عن القاهرة حوالي 627 كيلومترًا، حيث اكتسب شهرة واسعة، ليس فقط لجماله الطبيعي الفريد، بل أيضًا لقيمته الجيولوجية والتاريخية والسياحية.

يتكون جبل الكريستال من تلال متوسطة الحجم منتشرة على مساحة واسعة، فهو عبارة عن مجموعة من التكوينات الصخرية التي تلمع تحت الشمس بألوانها البراقة.

 يعود أصل هذه التكوينات إلى كهوف جيولوجية قديمة مليئة بالصواعد والهوابط، ويقال أنها تشكلت بعد ارتطام نيزك بالأرض، أدى إلى انصهار الصخور وتحولها إلى بلورات كريستالية ثمينة.

تشير الوثائق المصرية القديمة، من فترة الأسرة العاشرة في القرن الحادي والعشرين قبل الميلاد، إلى أن الفرافرة كانت تُعرف باسم "تا أحت إي" أو "أرض البقرة"، نظرًا لوفرة المراعي والأبقار فيها، وفي العصر الروماني، أصبحت الواحات، ومنها الفرافرة، تُلقب بـ"أرض الغلال" لتزويدها الإمبراطورية الرومانية بالحبوب.

كما تضم الفرافرة بقايا أثرية مهمة، منها قصر الفرافرة المبني من الطوب اللبن، وقصر أبو منقار، وبقايا معبد روماني عند منطقة "عين بس"، أما في العصر الحديث، فقد أعاد الخديوي إسماعيل اكتشاف الفرافرة من خلال بعثة استكشافية قادها الرحالة الألماني غيرهارد رولفس عام 1874، والذي دوّن رحلته في كتابه الشهير "ثلاثة أشهر في الصحراء الغربية"، وقد اكتشف خلالها كهف "الجارة" القريب من واحة الفرافرة، والذي أضاف بعدًا علميًا آخر للمنطقة.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة