أفضت قمة مصرية أردنية فرنسية، برئاسة زعماء هذه الدول الثالثة، إلى التأكيد على ضرورة العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في يناير الماضي بخصوص قطاع غزة، بما يضمن أمن الجميع، وإطلاق سراح جميع المحتجزين، فضلًا عن ضرورة حماية المدنيين، وعمال الإغاثة الإنسانية، وضمان إمكانية إيصال المساعدات بالكامل، باعتبار أن هذه التزامات يجب تنفيذها بموجب القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.
وفي الـ18 من مارس 2025، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة المُبرم مع حركة حماس، بواسطة مصرية قطرية أمريكية، حيث أعلنت عن إطلاق عملية عسكرية هناك تأتي في سياق استكمال مسلسل إبادة الشعب الفلسطيني، الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023.
وعبّرت القمة عن قلقها البالغ بشأن تردي الوضع الإنساني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، داعية إلى وقف كل الإجراءات الأحادية التي تقوض إمكانية تحقيق حل الدولتين وتزيد التوترات، مشددة على ضرورة احترام الوضع التاريخي القائم للأماكن المقدسة في القدس.
رفض التهجير
وفي ذات الإطار، شددت القمة على رفض تهجير الفلسطينيين من أرضهم وأية محاولة لضم الأراضي الفلسطينية، حيث يأتي ذلك بتزامن مع محاولات إسرائيلية مبيتة لدفع الفلسطينيين نحو ذلك.
ولمواجهة ذلك، دعت القمة إلى الدعم الدولي لخطة إعادة إعمار غزة التي اعتمدتها القمة العربية التي عقدت في القاهرة في الرابع من مارس الماضي، واعتمدتها منظمة التعاون الإسلامي في السابع من مارس الماضي، وناقشوا آليات التنفيذ الفاعل لها فيما يتعلق بالأمن والحوكمة.
وفي غضون ذلك، أكدت القمة، أن الحوكمة والحفاظ على النظام والأمن في غزة، وكذلك في جميع الأراضي الفلسطينية، يجب أن يكونا بشكل حصري تحت مظلة السلطة الوطنية الفلسطينية الممكّنة، بدعم إقليمي ودولي قوي، معربة عن استعدادها للمساعدة في هذا الاتجاه بالتنسيق مع الشركاء.
وأعادت القمة التأكيد على ضرورة بلورة هذه الجهود في مؤتمر يونيو القادم، الذي ستترأسه فرنسا والمملكة العربية السعودية من أجل بناء أفق سياسي واضح لتنفيذ حل الدولتين، كما أعربت القمة كذلك عن دعمهما لمؤتمر إعادة إعمار غزة، الذي سيعقد بالقاهرة في المستقبل القريب.
مكالمة مع الرئيس الأمريكي
في سياق متصل، أجرى قادة الدول الثلاثة مكالمة هاتفية مشتركة مع الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وذلك على هامش القمة، حيث ناقشوا سبل ضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل في قطاع غزة، مشددين على ضرورة استئناف الوصول الكامل لتقديم المساعدات الإنسانية وإطلاق سراح جميع الرهائن والمحتجزين على الفور.
القادة الثلاثة شددوا -في حديثهم مع الرئيس الأمريكي- على أهمية تهيئة الظروف المناسبة لتحقيق أفق سياسي حقيقي وتعبئة الجهود الدولية لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني، واستعادة الأمن والسلام للجميع، وتنفيذ حل الدولتين، واتفقوا على البقاء على اتصال وثيق مع الرئيس الأمريكي.
في سياق متصل، أكد القادة على أهمية الإسراع بتحقيق السلام في أوكرانيا، بما يتماشى مع القانون الدولي والحاجة المشتركة للأمن والاستقرار الدوليين.