السبت 12 ابريل 2025

مقالات

احتفالات قبائل مطروح بين حضور التراث وتراث الحضور

  • 10-4-2025 | 14:12
طباعة

كان لحياة الصحراء المليئة بالتقشف أكبر الأثر في بحث البدو المستمر عن الاحتفالات واختلاق المناسبات الاحتفالية تلك المناسبات التي ارتبطت بكافة مناحي الحياة، فعلاوة على الاحتفالات الخاصة بالمناسبات الاجتماعية والدينية وجدنا احتفالات خاصة بالأحوال الاقتصادية والبيئية.

الجلامة احتفالية بيئية اقتصادية

ارتبطت حياة البدو بالأغنام فكانت سبب حلهم وترحالهم واحتفالهم  وتعد تربية الغنم والماعز لدى البدو من النشاطات القديمة لديهم والتي يمارسونها من آلاف العصور، فهم لا يعتمدون على رعي الغنم فقط بل يحصلون على صوفها ولحمها، ويعتبرونها أهم جزء في حياتهم الثقافية والحضارية وكان من أشكال الحفاظ على ثروة البدو من الغنم عادة الجلامة ويقصد بالجلامة جز صوف الأغنام وهي طقس تراثي تتخلله  احتفالات وولائم ويحرص مربي  الأغنام على قص صوف الأغنام قبل بداية الصيف أو "الجلامة" باللهجة البدوية، كل عام، لتخفيف الحرارة ومساعدتها لكى تسمن. وتكتسب هذه العملية طابعا خاصا ومميزا يتوارثه البدو، ويعتبرونه من أيام الفرح والاحتفال، الذى يحرص عليه كبار وصغار المربين، ويحرص البدو على ممارسة الطقوس التراثية خلال"الجلامة"، ويحول  مربو الأغنام هذه المناسبة لاحتفالية كبيرة ينصبون خلالها "بيوت العرب" أو الخيام الكبيرة، لاستقبال الضيوف الذين يتوافدون من المناطق المختلفة ليشهدوا الحدث، وتنحر لهم الذبائح.  ويجرى الإعداد ليوم "الجلامة" أو جز صوف الغنم قبله بأيام، بإعداد العدة والتجهيزات اللازمة.

طقوس احتفالات الجلامة الكرامة

تبدأ الطقوس بـ"الكِرامة" وهى ذبح الخراف فى الصباح الباكر، لإطعام المشاركين فى عملية جز الصوف والمعاونون لهم من الرعاة وأصحاب الغنم والجيران والأقارب الذين يساعدون فى هذه العملية متطوعين بدون مقابل مادي، إضافة إلى الضيوف الذين يتوافدون من المناطق المختلفة وداخل الخيمة نجد الأقارب والجيران قد أشعلوا النار لإعداد الشاي ووجبة الإفطار.. وأمام الخيمة توجد الأغنام وسط سلك شائك أعد لجمعها. وعلى مقربة من المكان يخصص مكان للجلامة، به سقف من الخوص لحمايتها من حرارة الشمس المباشرة. يذكر أن الإعداد ليوم المجلم، يبدأ قبل 5 أيام تقريبًا بداية من الاتفاق مع "الجلامة" المتخصصون في جز صوف الأغنام..

إضافه إلى تجهيز المكان وبناء الخيمة، وشراء الأطعمة.. على أن يكون كل شيء جاهز ليلة المجلم، كما تُمنع الأغنام من المياه لكي لا تتضرر أثناء الإمساك بها وتقييدها. في صباح يوم المجلم، يجري الإعداد لوجبة الإفطار.. بينما الجلامة يبدأون في جز الصوف، وكانت الجلامة في البادية قديمًا دون أجر أو مقابل، ويكونون من الجيران والأقارب وأهل المناطق القريبة، وهم يساعدون فى هذا ويطلق على هذا (فَزْعة الجلامة) وهى عملية تحدث خلال الحصاد وحفر الآبار وغيرها من الأعمال التى تتطلّب العمل الجماعي، إذ كان العمل فيها تعاوني بين الجيران والأقارب.. ويطلقون على المساعده اسم "الرغاطة".

وتعرف الجلامة  بالرغاطة ويشترك فيها  كل من له القدرة والمعرفة بالتعامل مع الأغنام.. إذ توزع الأعمال بين الجلامة، فمنهم من يحضر الماشية لمكان المجلم ويطلقون عليه اسم "العضروط".. وهو الذي يتولى الإمساك بالماشية وتقييدها للجلام.

عندما ينتهي الجلام من جز صوف الشاة، يحررها من قيودها.. قائلاً "يا رحام"، بينما يرد من بجواره قائلًا “يرحمك مولاك وسلم يمناك”.. أي يرحمك مولاك داعيًا المولى أن يرحم الشاة، وسلم يمناك مخاطبة الجلام بقولة تسلم يداك.. كما يتولى آخر جمع الصوف ويطلقون عليه اسم “الضمام”.

وفي وسط هذه الأجواء يعد بعض الجيران والأقارب وجبة الغداء.. وتكون عبارة عن أرز أصفر ولحم ضأن، ويجلس الجميع لتناول وجبة الغداء.. ثم يعودون مرة أخرى للجلامة، التي تستمر حتى وقت صلاة العصر ويتركون الأغنام إلى المراعي.

ويذكر إنه في الماضي كانت البنات تخرج للغنم عندما تأتي من المراعي ومعهن حبل طويل- به حوالي 50 عقدة دائرية بمقاس رأس الضأن- لكي يتمكنّ من السيطرة على القطيع أثناء حلبه.

ويرد عليه الآخر فيقول: “بنات قبل وين يا غلم يغسلن في صوفك اللي عالبير”، وهُنا صاحب “الغناوة” يسأل الغنم عن بنات البادية قديمًا عندما كن يغسلن صوف الأغنام قرب الآبار.

في صباح يوم المجلم تُدخَل الأغنام إلي "بيت العرب" من المقدمة حيث تتم عملية التجليم أو جز الصوف.. وتخرج بعد الانتهاء من مؤخرة البيت. لكل شخص مهمة في هذا اليوم حيث يقوم شخص يربط في وسطه مجموعة من الحبال القصيرة و يسمي هذا الشخص بـ (العضروط) ومهمته تقتصر على توثيق ثلاثة أرجل من كل شاة (الأماميتين وواحدة خلفية) ثم يتحول مسمى هذا الشخص إلى (رحّام ) وتتحول مهمته إلى فك هذه القيود بعد تمام عملية التجليم.

وصاحب المهمة الأساسية في هذا اليوم شخص يسمى (الجلام ) وهو المختص بجز الصوف بواسطة "الجلم" وهو أداة تشبه إلى حد ما المقص ولكنها أكبر بكثير ... ويوجد أيضا (القروي) وهو أداة تشبه الجلم ولكنه صغير بعض الشيء.

ويوجد شخص أخر يسمى (السنّان) ومهمته سن (الجلامة) بواسطة (المسن) وهو عبارة عن قطعة حجر صوّان خاصة بسن الأدوات الحادة كي لا (تدثر) أي لا تبرد.
الأهازيج أو القذاذير

يردد الجلامة  الأهازيج من “غناوي علم وقذاذير”.. وهي أغان تحفيزية، تشجع الجلامة على العمل بطرب وبسرعة، ويطلقون عليها “ترزز” وترفع عنهم مشقة العمل وكلها تتعلق بالأغنام، كما تحمل غناوي العلم والقذاذير، الدعاء للماشية بأن يكون العام المقبل فيه خير وفير سقوط أمطار غزير.. لينبت العشب وتخضر المراعي لتكون الماشيه في غِنىً عن الأعلاف قائلين “أبعوده يا ضان”. وغالباً ما يبدأ الجلام بالغناء، ويردد خلفه أبناء القبيلة تلك الأهازيج الجميلة التي تستمر طوال اليوم. 

وهناك أهازيج بدء العمل وأخرى أثناء العمل طوال اليوم وهناك "قذاذير" نهاية العمل.

ويبدأ العمل عقب تقديم وجبة الإفطار فى الصباح الباكر ويشارك  الجميع في الغناء بدءاً من الجلام وليس انتهاء بمن يحضر عملية الجز، وتبدأ بالتفاؤل ومدح الجَلامة ل"سيد الضأن" كأن يقول الجلام: "يرعاهم الله يا ضان أَسْيادِك" أو "الضان كل يوم تزيد ع الراعي غلا"، وكأن يقول الشخص الذي يأتي لبيت العرب في تحية أهله والجلام: "النور يا جلامة النور" فيرد الجلام بالغناء: "النور ولا ظلام القبور"،  لا يكف الجلامة عن الغناء أثناء جز الصوف، بل إنهم يطلبون الطعام أيضاً بالغناء اذا ما تأخر أصحاب الأغنام في إحضاره، كأن يصدح الجلام مغنياً: "يا رحام نريد طعام.. يا رحام نريد طعام".

القذير والترجيز

القذير  والمفرد (قذّارة).. وهو عبارة عن تحدى قوي بين (جلامين) بعبارت تحمل أفكار بليغة ومركزة للغاية في معانيها ولها إسقاطات جميلة. فيتخذ كل منهما رمز يدافع عنه بالقذّاره. أما (الذيب) أو(الراعي) وتنظم كقصيدة في بيت واحد.. تشبه إلي حد كبير في الشكل.

الضحوية

يتوقف المشاركون في الجلامة لتناول وجبة "الضحوية" وتكون وقت الضحى بين وجبتى الإفطار والغداء، مع تناول الشاى بشكل متكرر على مدار الساعة.

جدير بالذكر، أن يوم جز صوف الأغنام هو من الأيام المميزة لدى البدو لإحيائه الطقوس التراثية الأصيلة، ويكون موسمه فى فصل الربيع، وعادةً ما يكون في إبريل من كل عام ويسمى هذا الوقت من العام باللهجة البدوية "وقت اللوايا" وهو وقت تمنع فيه المياه عن الأغنام، ويتم صباح يوم المجلم إدخال الأغنام إلى خيمة كبيرة "بيت العرب" من المقدمة حيث تتم عملية جز الصوف وتخرج بعد الانتهاء من مؤخرة البيت.

المفروكة

وهي وجبة مكونة من خبز يقدم قطعاً صغيرة في إناء، ويصب عليه الزبد وبعض التمر والبيض المسلوق، ويقدم اللبن مع المفروكة، وغالباً ما يقدم أصحاب الضأن بعد هذه الوجبة للجلامة وجبة خفيفة، مكونة من كبد وكلاوي الضأن المقلية، ويطلق عليها "القلايا".

وجبة الغداء

تأتى فى نهاية العمل وهى "الرز المرجع" وهو الأرز بلبن والسمن مع لحم الضأن، والتى تقدم فى وليمة كبيرة، تضم كل المشاركين والضيوف الذين يتوافدون من مناطق المحافظة المختلفة لحضور هذا الحدث، الذى يشبه الفرح.

المنايح

من العادات الحميده والتي ارتبطت باحتفالات الجلامة المنيحة وجمعها منايح و التي تعتبر نوع من التكافل الإجتماعي.وهي   نعجه..أو  عنز حلوب يمنحها  من يمتلكها لمن لايمتلكها  مع بداية موسم الحليب لينتفع بها ويطعم أولاده من لبنها وعند إنتهاء الموسم يعيدها لصاحبها.وهي عاده عربيه إسلاميه قديمه …قال النبي صلى الله عليه و سلّم وخير القول قوله: (أربعون خصله أعلاهن منيحة العنز، ما من عامل يعمل بخصلة منها رجاء ثوابها وتصديق موعودها ، إلا أدخله الله بها الجنة) وقال أيضاً : (أفضل الصدقه المنيحة تغدو بعساء وتروح بعساء)والعساء (القدح الكبير) وهذا دلاله على وجوب أن تكون (المنوحة) من أطيب الحلال بحيث تحلب في الصباح قدح كبير وفي المساء مثله وشعراء الباديه شبّهوا الرجل الكريم  المعطاء بها.

يقول أحدهم:

شيخ الشيوخ اللي لربعه منوحة

ماهو من اللي منحته بس للروح

بعض مظاهر احتفالات العرس في مطروح 

تبدأ الاحتفالات قبل ليلة الزفاف بعدة أيام حيث يتم إلقاء العروض الارتجالية أمام بيت العرب  كل ليلة، ويستمر إيقاع تصفيق الايادي حتى وقت متأخر ليلا، وفي ليلة الزفاف.  يغتسل الجميع بعد انتهاء العمل. و يرتدوا بعد ذلك أحسن الملابس البيضاء ويتم إطلاق البارود ويقيم الرجال صلاتهم  أمام الخيام. وتظهر القدور وهي تغلي أمام خيمة العريس، يتم بها ويجلس العريس، في حلته اللطيفة على بساطه، يشعر كأنه مركز كل شيء، ويعتبر الاحتفال الكبير الأول هو ذبح الغنم. حيث يجلس الرجال في دائرة واسعة حول الشيخ، الذي ذبح الغنم باسم الله، على مهل. ويعتبر أولاد على الذبح السريع علامة على القلب الشجاع، ويجب ألا تنفصل رأس الاضحية بالكامل عن الجسد. يجب بعد أن يفقد الحيوان كل دمه. يغمس أحد الشباب يده في الدم، ويذهب إلى خيمة العريس ويلطخ وتد خيمته بها أو منزله حاليا .  ثم يتم تجهيز القافلة لجلب العروس. ويتم تزيين كل الخيول والابل ويحمل  على ظهر أحد الجمال المميزة(الهودج) يسمونه كرمود مصنوع من أوتاد الخيام، ومن فوقه تدلت الابسطة، كخيمة مصغرة جميلة. هذا هو المكان الذي  ستحمل فوقه العروس.

تجلس النساء الأقارب  في هذه المناسبة على الجمال الأخرى المغطاة بسجاد ذو لون أحادي. يطلقن الزغاريد كل حين وتكون بصوت أعلى عندما يطلق الرجال النار، ويتوقفن فقط عندما تدخل العروس خيمة زوجها المستقبلي. ينطلق الموكب  إلى خيمة والد العروس بصحبة البدو على ظهور الخيل وعلى أرجلهم. بدون أية احتفالات ويتم اصطحاب العروس في حلتها الجميلة إلى الهودج، وتجلس إلى جانبها على الجمل قريبة لها أكبر سنا. في النهاية، وتعود القافلة بعدها إلى مضارب العريس حيث التصفيق ورقص الشباب والأولاد الذين جلسوا بالخلف أمام خيمة العريس، وتلف العروس سبع مرات حول الخيمة وسط الزغاريد وصيحات البهجة. وبعد ذلك ركع الجمل، وتدخل الفتاة الخيمة مع أقاربها، ويتم غلق الخيمة .في تلك الأثناء يستمر الشباب بالخارج في الغناء والرقص، وفي اللحظة التي يخرج فيها العريس من خيمته، تطلق النيران، وتعلو الصيحات، ويصيح كبار السن متمنيين لهم الأمنيات السعيدة، والتي تكررت فيها باستمرار كلمات "الله جميل". وتختتم الاحتفالات  بوليمة كبيرة.

احتفالات رمضان عند بدو مطروح

يتميز  شهر رمضان المبارك عند بدو مطروح بالعديد من العادات الاحتفالية الموروثة ورغم بساطتها إلا أنها عادات ميزت ذلك المجتمع فمع الليالي الأخيرة في شهر شعبان يتصدر المشهد انتشار عراجين البلح إذا صادف شهر رمضان موسم البلح لزوم تعليقها على المنازل كنوع من أنواع الزينة وتتولى النساء مهمة تنظيف الأحواش  وانتشرت في الماضي فكرة الناظور في مطروح لمراقبة الطرق وكان مكان عمله أعلى قمة جبل وهو ما كان يحول مهامه إلى استطلاع هلال الشهر الفضيل من أعلى قمة جبل  حيث كان يضع "قصعة" إناء كبيرة به ماء لتكون بمثابة مرآة عاكسة للنجوم والهلال،  وعندما يشاهد الهلال منعكساً على سطح الماء، يقرع الطبل بطريقة معينة، معلناً عن رؤية الهلال، ومع التطور أصبح الإعلان عن رؤية الهلال بإطلاق أعيرة نارية، وكل من يسمعها يطلق أعيرة نارية في منطقته، ليعرف أهالى المناطق البعيدة، وعرفت بعض مناطق مطروح  المسحراتى منذ القدم، حيث كان يقوم شخص يطوف في الشوارع والحارات، وهو يمتطي حمار، والمناداة على البيوت وإيقاظهم، لتناول السحور وما زالت هذه العادة موجودة حتى الآن لم يتم وتختفي المعازف والآلات الموسيقية مثل المجرونة في شهر رمضان.

احتفالات عيد الفطر 

 لبدو مطروح  عادات وتقاليد تميزهم في احتفالات عيد الفطر  حيث تجد شيوخ القبائل فى مقدمة من يتلقى التهنئة بالعيد والشباب والبنات لهم أماكن تجمع كلا منهما للاحتفال بفرحة العيد في بداية الاحتفال بعيد الفطر تخرج الأُسر البدوية لصلاة العيد فى الصحراء وبعد عودتهم تكون السيدات قد قمن  بإعداد وجبة الإفطار عند كبير العائلة أو العاقلة كما يطلق عليه لدى أبناء البادية وتُعد وجبة «العيش المقطع» فى البيت وجبة للإفطار فى أول أيام العيد ويسمى عيد الفطر فى البادية بــ«عيد العيش» نسبة إلى أكلهم العيش المقطع وهو شبيه للمكرونة «الأسباجيتي» أو «المخروطة» ولكن بسمك أكبر ويعد الوجبة الرئيسية لإفطار غالبية البدو ويقدم معه طبقان صغيران من العسل الأسود والسمن أو عسل التمر ومن  أبرز أكلات أهل البادية فى عيد الفطر «العصيدة» وكان يتم  تجهيزها بعد طحن الشعير أو الدقيق بالرحى وغربلته وتأتى سيدة المنزل بإناء كبير الحجم خاص بعمل العصيدة ويسمى «القدرة» وتضع فيها قليلا من الماء على النار حتى يغلي ثم تضيف بعض الملح وقليلا من الطحين وتبدأ بعجن الدقيق مع الماء بواسطة «المنشاز» وهو عبارة عن خشبة طويلة تستخدم فى عجن العصيدة وطول المنشاز ضرورى كى يقى ربة المنزل من النار ثم تضيف الطحين تدريجيا مع العجن المستمر فوق النار حتى تنضج العصيدة ثم تقلب فى «قصعة» وعند التقديم يضاف إليها «السمن» أو «الرُّب» أو «الرغيدة» وهى عبارة عن حليب مطبوخ مع قليل من الطحين كما يقدم البعض المكسرات المتنوعة التى ترش فوقها ويتم تقديمها ساخنة، أما  «المفروكة» فتعد من الوجبات الرئيسية خلال أيام العيد وتوضع المفروكة فى طبق ويقدم معها اللبن وهناك بعض النساء البدويات اللاتى يقمن بإعداد اللبن الذى يقدم مع المفروكة فى البيت من الماعز أو الأغنام ويعتبر  الحناء تعتبر من  العادات التى توارثتها الفتيات عن الأمهات والجدات منذ القدم وتبرز أهميتها فى المناسبات المختلفة كالأعياد الرسمية والأفراح  ومع قدوم عيد الفطر تجتمع فتيات القبيلة الواحدة فى منزل أكبرهن ويبدأن فى نقش الرسوم ذات الأشكال المختلفة على أيديهن وأرجلهن تعبيرًا عن فرحتهن بقدوم عيد الفطر ويطلق على  الحناء المُستعملة فى المناسبات المختلفة وأشهرها الأعياد والزواج  «الدامر» باللهجة البدوية ويتم عجنها مع الشاى الثقيل أو الكركديه الثقيل والليمون حتى تصبح عجينًا متماسكًا وذلك لزيادة اللون وكثافته أما في سيوة فتظهر الملابس المطرزة تتزين بها النساء والجلباب والسروال والصدرية  للرجال  كشيء أساسي أول أيام العيد وسط أجواء من الفرحة والبهجة للكبار والصغار ويؤدون الصلاة فى قلب ساحة جبل الدكرور المكان الشهير بقلب الواحة الفريدة . ولم تختلف طريقة الاحتفال لاستقبال العيد فى واحة سيوة كثيرا حيث مازال يستهل أهالى سيوة العيد بتجهيز الملابس التى تتمثل فى الجلابية والسروال والصديرى المطرز الجميل حيث تنتعش الأسواق قبيل العيد لتفصيل الملابس أو شراء الجاهز منها. 

احتفالات عيد الأضحى 

 يشتهر بدو  مطروح بطقوس خاصة بهم في عيد الأضحى فبعد فراغهم من صلاة العيد يقومون على الفور بالعودة إلى منازلهم، حيث ينتظرهم عادة ذبح الأضحية بأنفسهم، حيث يتوارثون فيما بينهم تعليم أطفالهم كيفية ذبح الخراف البرقى الخاصة بالأضحية، ويبدأ الأهالي على الفور في ذبح أضاحيهم وبمساعدة أطفال البيت لينتهوا من ذبح الخراف وسلخها وجمع كبدة الأضحية والرئة والقلب والكلوى وجمعها  لتنظيفها جيدا ليتم إعداد الفطور منها بعد تنظيفها جيدا ويسمى فطور قبائل مطروح بكبد الأغنام بـ«الجلايا»، وهى اسم مشهور لعملية قلى الكبدة مع بعض من شحوم الضأن معها ويضعون معها «الرية» باللهجة البدوية، وهى- الرئة والجهاز التنفسي للخروف البرقى ويتم وضعها على النار في إناء معد لطهوها بشكل جيد ليكون الإفطار قد أعد في الوقت الذي يتعلم فيه الصغار من الآباء والأعمام كيفية سلخ الأضحية وتقطيعها بما يسمى «الجسوم» وهي أقسام الأضحية وأولها «الجسم» وهو الخاص بالفقراء والمساكين وهو ثلث الأضحية، والقسم الثانى هو «جسم البيت» وهو ما يخص أهل البيت من الأضحية، وهو بمثابة الثلث الثاني من الأضحية، والقسم الثالث ويسمى «جسم الضيف»، وهي نصيب الضيوف الذين يتبارى أهل البيت خاصة في عيد الأضحى بعمل ولائم الغذاء للضيوف من لحم الضأن. ويجب أن يكون «جسم الضيف» كما أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم من الكتف، فيحفظ للضيوف دائمًا ومعه جزء «الساق» وهو يعنى حينما يقدم للضيف أن أهل المنزل يهتمون بالضيف ويقدمون له «الساق أو الكتف» ليعلم مدى كرم أهل الوليمة واهتمامهم بضيفهم. يتبع الطعام طقس اجتماعي  يعرف بزردة الشاي الأخضر وهو الشاى الأخضر الجبلي أو الصحراوي، كما يسمونه ويوضع معه السكر ويغلى داخل براد صاج أزرق، ويصب بعدها في «كبابى» كبايات زجاجية صغيرة.

وهناك نوع آخر من شاي الزردة يسمى الشاي الزردة الأحمر لمن لا يحب الشاي الأخضر، وعادة ما يتم تقديم النوعين على صينية واحدة ليختار الشخص النوع الذي يريده.

احتفالات وادي ماجد

وهي احتفالية بمناسبة  انتصارات أبناء مطروح على قوات الاحتلال الإنجليزي عام 1915 وتبدأ الاحتفالية بحضور فرسان القبائل بزيهم وخيولهم ويقوم أحد الفرسان  بتسليم شعلة بدء احتفال العيد القومي لمحافظ مطروح، وتبدأ احتفالات العيد القومي لمحافظة مطروح من أمام ديوان عام المحافظة بعزف لفرقة الموسيقى بأنغام مجموعة من الأغاني الوطنية والحماسية، وتتزين المحافظة بالأعلام، ويوقد محافظ مطروح شعلة الاحتفالات بالعيد القومي، والتي يتسلمها من قائد فرسان مطروح، الذي يحضر الشعلة، وهو يمتطي حصانا مزينا، رمزا لانتصارات معركة وادي ماجد، وذلك إيذانا ببدء الاحتفالات رسمياً، من أمام ديوان عام المحافظة، بحضور القيادات الشعبية والقبلية ثم يجوب الفرسان في موكب تراثي جميل شوارع مطروح.

أخبار الساعة

الاكثر قراءة