في العديد من الأسر، يظهر طفل مفضل عند الوالدين، ما يؤدي إلى تمييزه عن باقي إخوته، وهو أمر ليس نادرًا، وهذه الظاهرة، تترك تأثيرًا سلبيًا كبيرًا على باقي الأبناء، ولذلك نستعرض في السطور التالية مع استشارية تربوية، أهم التأثيرات الناتجة عن تلك الظاهرة على توازن العلاقة بين الأبناء، وكيف يمكن معالجتها؟
ومن جهتها، قالت الدكتورة وسام منير خبير الاستشارات النفسية والتربوية، ومدرس بكلية التربية بإحدى الجامعات الخاصة، في تصريح خاص لبوابة «دار الهلال»، تبدأ ظاهرة تفضيل أحد الأبناء عادة من أسباب قد تكون واضحة أو غير مرئية، والتي من أهمها ما يلي:
-يقوم الآباء بتفضيل طفل معين بناءً على ترتيب ولادته، فمثلاً قد يكون الأكبر أكثر عرضة للاهتمام بسبب المسؤوليات التي تقع على عاتقه، بينما قد يحظى الطفل الأصغر بعناية خاصة كونه "الطفل المدلل".
- قد يكون التفضيل ناتجًا عن الشبه الكبير بين الطفل وأحد الوالدين، ما يجعله يحظى بمشاعر ميل خاصة من الأم أو الأب.
-لا تقتصر هذه الظاهرة على الأطفال بناءً على ترتيبهم أو الشبه بالأم أو الأب، بل تمتد أيضًا إلى النجاح الأكاديمي، فقد يميل الآباء إلى تفضيل المتفوق دراسيًا، بينما يشعر باقي الأشقاء بالإهمال.
- قد تكون العوامل الصحية سببًا في التفضيل، فمثلًا في حال كان أحد الأطفال يعاني من إعاقة أو احتياجات خاصة، قد يحصل على اهتمام أكبر من الآخرين.
-يظهر التفضيل أيضًا بسبب الجنس، حيث قد يفضل البعض الأبناء الذكور أو الإناث بشكل غير مبرر، وهو ما يعمق الفجوة بين الأطفال.
وأضافت خبير الاستشارات النفسية، أن هناك آثار نفسية على الأشقاء ناتجة عن تفضيل أخيهم، والتي يمكن إجمالها في النقاط الاتية:
-ظهور مشاعر التمييز، وغالبًا ما يشعر الأطفال الذين لا يحظون بنفس القدر من الاهتمام بقلق داخلي.
-قد يعانون من تدني تقدير الذات.
- يمكن أن تؤثر هذه المشاعر على علاقتهم ببعضهم البعض، حيث ينشأ بينهم الحسد والغيرة، وقد يتسبب ذلك في توترات مستمرة داخل الأسرة.
وقدمت مجموعة النصائح التربوية، التي تمكن الوالدين من الوصول إلى مرحلة غلاوة جميع الأبناء بنفس القدر:
-يجب أن يسعى الوالدان إلى تقديم الاهتمام والحب لجميع الأبناء على حد سواء، مهما كانت الأسباب التي قد تدفع لتفضيل أحد الأطفال، من المهم أن يفهم الأولاد أن الجميع يحظون بنفس القدر من الحب والاحترام.
-إذا كان هناك سبب خاص يميز أحد الأبناء عن الآخرين، يجب على الوالدين أن يشرحوا ذلك بطريقة هادئة وواضحة، وأن يطمئنوا الأولاد أنهم غير مفضلين بسبب هذا التمييز.
-من المهم أن يقضي كل من الأب والأم وقتًا خاصًا مع كل طفل على حدة، بعيدًا عن التأثيرات العائلية الأخرى، مما يعزز من شعور الابن بالاهتمام والقبول.