رأت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أنه في خضم تصدر الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والصيني شي جين بينج لحرب تجارية، التي بدأت بدورها تُحدث شرخاً في العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم، متسائلة "من سيتراجع أولاً؟"
وذكرت الصحيفة - في سياق مقال تحليلي نشرته اليوم الجمعة - أن ترامب، الذي أطلق خطة مزعزعة لإعادة تشكيل النظام التجاري العالمي الحديث من خلال فرض التعريفات الجمركية؛ تراجع بعد ساعات من دخولها حيز التنفيذ، مجمداً الرسوم على جميع الدول، باستثناء الصين، التي يقودها - على الجانب الآخر - الزعيم "شي"، الذي يتمتع بسمعة راسخة في "رفض التنازل"؛ حيث تمسك بقيود "كوفيد" الصارمة في الصين رغم تجاوزها لنقطة الفعالية، كما مضى قدماً في هدفه بجعل الصين رائدة عالمياً في السيارات الكهربائية والألواح الشمسية، رغم قلق الشركاء التجاريين من تدفق الصادرات الرخيصة.
وأفادت الصحيفة الأمريكية بأنه في الوقت الذي يواجه فيه "شي" ما قد يكون أكبر اختبار لقيادته منذ الجائحة؛ فإنه يظل وفياً لنهجه، موضحة أن حكومته صعدت ردها على ترامب ورفعت الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية إلى 125 بالمئة، رغم المخاوف من أن تؤدي حرب تجارية مطولة إلى تعميق الركود الاقتصادي في الصين.
وقبل هذا الإعلان، تحدث "شي" - بنبرة واثقة - في أول تعليق علني له بشأن المواجهة التجارية، وقال - أثناء استضافته رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز في بكين، دون أن يذكر ترامب أو الولايات المتحدة صراحة - "لن يكون هناك منتصرون في حرب التعريفات الجمركية، ومعارضة العالم لن تؤدي إلا إلى العزلة".
وتوقعت "نيويورك تايمز" أن يكون "شي" أكثر "عناداً" من نظيره الأمريكي، في ضوء الحسابات الانتخابية؛ لاسيما بعدما جرى إلغاء التقيد بمدد رئاسية في الصين.. أما ترامب، فعليه مغادرة منصبه بحلول عام 2029، رغم أنه ألمح إلى إمكانية الترشح للمرة الثالثة "متحدياً الدستور".
وأشارت الصحيفة إلى "احتشاد" الصحافة الصينية وراء الدولة في "معركة طويلة الأمد"؛ حيث نشرت صحيفة الشعب، المتحدثة باسم الحزب الشيوعي الحاكم، افتتاحية شبّهت فيها واشنطن بـ"عصابة من القراصنة".. مشيرة إلى أن الدبلوماسيين الصينيين "يوحدون الصفوف".
واختتمت الصحيفة الأمريكية بالقول إن "شي" قد يقبل "مخرجاً" من "المواجهة الجمركية"؛ إذا عرض عليه ترامب ذلك، بحسب المحللين؛ في ضوء إعلان الصين أنها لا تريد حرباً تجارية، لكنها شددت على أن أي اتفاق سيتوقف على معاملة الولايات المتحدة للصين على قدم المساواة.