تحل اليوم ذكرى ميلاد توماس لورنس أحد أبرز رسامي الصور الشخصية في إنجلترا خلال العصرين الجورجي والرومانسي، اشتهر بأسلوبه الحيوي وألوانه المتألقة التي جسدت النخبة الأوروبية، شغل منصب رئيس الأكاديمية الملكية للفنون بلندن، ويُعد رائدًا في المدرسة الرومانسية التي ركزت على الخيال والعاطفة.
وُلد لورنس 13 أبريل 1769 كأصغر أبناء موظف ضرائب فقير، توماس لورنس الأب، وزوجته لوسي ريد، ابنة رجل دين، من أصل 16 طفلًا، نجا خمسة فقط، وأظهر توماس موهبة مبكرة في الرسم، بعد إفلاس والده، انتقلت العائلة إلى باث، حيث بدأ لورنس البالغ من العمر عشر سنوات في دعم أسرته ببيع لوحات بالفحم، سحرت شخصيته المتواضعة وموهبته النبلاء، مما ساعده على بناء شهرة مبكرة.
في سن 18، انتقل لورنس إلى لندن ودرس في الأكاديمية الملكية للفنون، سرعان ما برز كرسام زيتي موهوب، وحصل على أول تكليف ملكي برسم الملكة شارلوت عام 1789، بحلول عام 1791، أصبح عضوًا مشاركًا في الأكاديمية، ثم عضوًا كامل العضوية عام 1794، وتولى رئاستها عام 1820 حتى وفاته، اشتهرت لوحاته بدقة التفاصيل والقدرة على التقاط شخصية الموضوع، مما جعله مفضلًا لدى الملوك والأرستقراطيين.
من أبرز أعماله لوحات مثل "إليزابيث فارن" و"سارة باريت مولتون" (المعروفة بـ"الأميرة الوردية")، التي تُظهر أسلوبه النابض بالحياة، رسم شخصيات بارزة مثل الملك جورج الرابع والبابا بيوس السابع، وسافر إلى أوروبا لرسم قادة الحلفاء بعد هزيمة نابليون.
كان لورنس ذاتي التعليم إلى حد كبير، مما منحه حرية في تطوير أسلوب فريد يمزج بين الواقعية والرومانسية، استخدم ألوانًا زاهية وإضاءة دراماتيكية لإبراز جمال وكرامة شخصياته، تأثر بالرسامين الكلاسيكيين مثل رافائيل، لكنه أضاف لمسة عاطفية جعلت لوحاته تعبر عن روح العصر.
لم يتزوج لورنس، لكنه ارتبط عاطفيًا بأخوات سيدون، سالي وسارة، في علاقات معقدة أثارت الجدل، عاش حياة اجتماعية نشطة، لكنه عانى من ديون مزمنة بسبب إنفاقه الباذخ، كان ساحرًا ومتواضعًا، مما جعله محبوبًا بين زبائنه، لكنه كان أيضًا عرضة لنوبات اكتئاب.
بعد وفاته المفاجئة عام 1830، تراجعت سمعته خلال العصر الفيكتوري بسبب تغير الأذواق الفنية، لكن في القرن العشرين، أعاد الناقد روجر فراي إحياء تقدير أعماله، مشيدًا بإتقانه الفني، لوحاته محفوظة اليوم في متاحف مثل المتحف الوطني بلندن ومتحف المتروبوليتان بنيويورك، كان لورنس أكثر شعبية في فرنسا والولايات المتحدة من بريطانيا في بعض الفترات، مما يعكس جاذبيته العالمية.
توفي لورنس فجأة في 7 يناير 1830 عن عمر 60 عامًا، تاركًا إرثًا من اللوحات التي لا تزال تُعجب بجمالها وحيويتها، يُذكر كفنان جسد عصره بأناقة، لكنه ظل لغزًا بسبب حياته الشخصية المضطربة.