تحل اليوم ذكرى ميلاد شيموس هيني، شاعر ومترجم وكاتب مسرحي إيرلندي، يُعدّ من أعظم شعراء القرن العشرين، حاز على جائزة نوبل في الأدب عام 1995 لأعماله الشعرية التي تجمع بين الجمال اللغوي والعمق التأملي، مع تركيز على الطبيعة، الهوية الإيرلندية، والذاكرة الشخصية والجماعية.
وُلد هيني 13 أبريل 1939 في مزرعة عائلية في مقاطعة ديري بشمال إيرلندا، وكان الأكبر بين تسعة أخوة، نشأ في بيئة ريفية كاثوليكية، مما شكّل رؤيته الشعرية التي تجذرت في الأرض والتقاليد.
درس هيني اللغة الإنجليزية في جامعة كوينز ببلفاست، وتخرج عام 1961، عمل مدرسًا قبل أن يتفرغ للكتابة، بدأ نشر قصائده في الستينيات، وأصدر مجموعته الشعرية الأولى "موت عالم طبيعة" عام 1966، التي لاقت ترحيبًا نقديًا، تتسم أشعاره باللغة الغنية والصور الحية التي تستحضر الحياة الريفية، الصراعات السياسية في إيرلندا الشمالية (المعروفة بـ"الاضطرابات")، والتأملات الفلسفية.
من أبرز مجموعاته الشعرية: "نور الباب"، "الشتاء"، "شمال"، و"مستوى الروح"، كما كتب هيني أيضًا مسرحيات مثل "علاج تروي"، وترجم أعمالاً كلاسيكية، أبرزها ترجمته لملحمة "بيوولف" الإنجليزية القديمة عام 1999، التي نالت إشادة واسعة، عُرف بقدرته على ربط التاريخ بالحاضر، مستخدمًا لغة دقيقة تعكس صوت إيرلندا وإنسانيتها.
حصل هيني على جائزة نوبل في الأدب عام 1995 لـ"أعماله الشعرية ذات الجمال الغنائي والعمق الأخلاقي، التي ترفع من شأن المعجزات اليومية وحياة الماضي"، بحسب لجنة نوبل، كما فاز بجوائز عديدة مثل جائزة تي. إس. إليوت، وجائزة ديفيد كوهين، ووسام شون أو كاسي، شغل منصب أستاذ الشعر في جامعة أكسفورد (1989-1994) وكان محاضرًا بارزًا في هارفارد.
توفي في دبلن 30 أغسطس 2013 بعد صراع قصير مع المرض، وكانت آخر كلماته المرسلة لزوجته باللاتينية: "Noli timere" (لا تخافي).