مما لا شك فيه أن الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة تستمر بدوافع شخصية من رئيس الوزراء الإسرائيلي، تتعلق بمستقبله السياسي، وهو أمر ليس معلومًا فقط على الصعيد الإقليمي والعالمي، بل في الداخل العبري كذلك، إذ يتأكد لهم يومًا بعد يوم أن بلادهم تقاتل دون استراتيجية واضحة أو لأهداف لا يمكن تحقيقها.
أزمة في الجيش
وإدراكًا لما سبق، وقع مئات من جنود الاحتياط في جيش الاحتلال الإسرائيلي على رسائل تدعو لوقف الحرب في قطاع غزة من أجل إعادة الأسرى الإسرائيليين هناك، لدى حركة حماس.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وهو مجرم حرب بموجب حكم صادر عن المحكمة الجنائية الدولية، هدد بـ"فصل فوري" لهؤلاء العسكريين الداعين لوقف الحرب في غزة.
ورغم تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي، تلاحقت العرائض المطالبة باستعادة الأسرى في قطاع غزة عبر وقف الحرب هناك، وذلك من عسكريين في الجيش الإسرائيلي، يتنوعون بين قوات احتياط يمكن استدعاؤهم للخدمة وآخرين متقاعدين، من ضمنهم قيادات بارزة سابقة.
وفي غضون ذلك، أكدت هيئة البث الإسرائيلية، أن العدد الإجمالي لهؤلاء الموقعين على عرائض تطالب بوقف الحرب في ازدياد مستمر، وذلك في وقت تتصاعد فيه الأصوات المطالبة بمراجعة سياسة الحرب ومآلاتها.
ويؤكد الموقعون، أن استمرار الحرب في قطاع غزة، يخدم بالدرجة الأولى، مصالح سياسية وشخصية، وليس مصالح أمنية، في إشارة إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يحاول إطالة الحرب لأسباب شخصية.
وفي أكثر من مرة، تبين أن رئيس الوزراء يتمسك بمواصلة الحرب ضد قطاع غزة، تخوفًا من انهيار حكومته، حيث يهدد وزراء متطرفون بالانسحاب منها حال اتخاذ قرار وقف الحرب.
وحظيت دعوات العسكريون بإنهاء الحرب مقابل تحرير الأسرى بدعم شعبي على نطاق واسع في إسرائيل، ما يعني أن اتهمامات "نتنياهو" لهم لم تلقى رواجًا في الأوساط العبرية.
ويأتي ذلك إدراكًا منهم أن رئيس الوزراء ترك الأسرى يواجهون مصير القتلى في قطاع غزة إما عبر القصف العشوائي الذي ينفذ من الجيش أو جوعًا جراء قطع الإمدادات الإنسانية والغذائية عن هناك، رغم أنه يزعم أن الحرب مستمرة لتحريرهم.
من جانبها، أكدت حركة حماس، أن تصاعد الدعوات داخل "الكيان المحتل" لوقف الحرب في غزة وتحرير الأسرى، يؤكد مسؤولية "نتنياهو" عن إدامة الحرب وعن معاناة أسراه والشعب الفلسطيني، وفق قولها.
وقالت حماس، إن "المعادلة واضحة: إطلاق الأسرى مقابل وقف الحرب.. العالم يقبلها ونتنياهو يرفضها"، محذرة من أن التأخير في ذلك يعتبر مصيرًا مجهولًا لأسرى الاحتلال لديها، كما يعد مزيدًا من القتل للمدنيين العزل من الشعب الفلسطيني.