سجلت أسعار الذهب في مصر ارتفاعًا حادًا خلال تعاملات الأسبوع المنتهي مساء الجمعة، بقيمة بلغت نحو 315 جنيهًا للجرام، بنسبة زيادة بلغت 7.3%، مدفوعة بصعود الأوقية عالميًا إلى أعلى مستوياتها التاريخية، فضلًا عن تراجع سعر صرف الجنيه أمام الدولار، وزيادة الإقبال المحلي، بحسب تقرير صادر عن منصة «آي صاغة» لتداول الذهب والمجوهرات عبر الإنترنت.
أسعار الذهب في مصر
وقال سعيد إمبابي، المدير التنفيذي لمنصة «آي صاغة»، إن جرام الذهب عيار 21 – وهو الأكثر تداولًا في السوق المحلي – افتتح تعاملات الأسبوع الماضي عند 4350 جنيهًا، ولامس مستوى 4710 جنيهات، قبل أن يختتم التعاملات عند 4665 جنيهًا، بزيادة إجمالية قدرها 315 جنيهًا.
وأضاف أن الأوقية ارتفعت بقيمة 200 دولار، من مستوى 3038 دولارًا إلى 3238 دولارًا، بعد أن لامست مستوى 3248 دولارًا خلال تداولات الجمعة 11 أبريل، وهو أعلى مستوى تاريخي لها على الإطلاق.
أسعار الأعيرة الأخرى والجنيه الذهب
وأشار إمبابي إلى أن سعر جرام الذهب عيار 24 سجل 5331 جنيهًا، وعيار 18 بلغ 3999 جنيهًا، في حين سجل عيار 14 نحو 3110 جنيهات، وسجل الجنيه الذهب مستوى 37320 جنيهًا.
تراجع طفيف السبت وسط عطلة البورصات
وأوضح التقرير اليومي للمنصة أن أسعار الذهب المحلية تراجعت بنحو 35 جنيهًا خلال تعاملات أمس السبت، حيث افتتح عيار 21 التعاملات عند 4700 جنيه، وسجل في نهاية اليوم 4665 جنيهًا، متأثرًا بالعطلة الأسبوعية للبورصة العالمية.
رفع المحروقات ينعكس على مصنعية الذهب
وفي سياق متصل، حذر إمبابي من أن قرار الحكومة الأخير برفع أسعار المحروقات – للمرة الثانية في أقل من 6 أشهر – سينعكس على زيادة أجور مصنعية الذهب، نتيجة ارتفاع تكلفة التشغيل في المصانع، والتي تشمل الكهرباء، والغاز، ورواتب العمال، والنقل، والتأمين.
وأشار إلى أن المصنعية تتأثر بعدة عوامل، من بينها عيار الذهب، ونوع المشغولة، والخسيات الناتجة عن التصنيع، موضحًا أن العيارات الأقل تحتمل فاقدًا أكبر في الإنتاج، ما يرفع من تكلفة التصنيع.
وأضاف أن الشق التجاري من المصنعية يتأثر أيضًا بارتفاع تكاليف الإيجارات، والأجور، والتسويق، وهوامش أرباح التجار، مما سيؤدي إلى زيادات مرتقبة في أسعار المشغولات الذهبية خلال الفترة المقبلة.
الذهب عالميًا.. الملاذ الآمن في وجه الأزمات
أرجع إمبابي القفزات المتتالية في أسعار الذهب عالميًا إلى تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مع توجه الصين إلى فرض رسوم جمركية جديدة بنسبة 125% على السلع الأمريكية، ورد واشنطن بفرض رسوم جديدة، ما أدى إلى تزايد المخاوف بشأن ركود عالمي محتمل.
ولفت إلى أن رهانات الأسواق على خفض الفيدرالي الأمريكي لأسعار الفائدة زادت من جاذبية الذهب كملاذ آمن، في ظل تراجع مؤشرات ثقة المستهلك الأمريكي، وتباطؤ مؤشرات التضخم.
كما حذر من أن استمرار حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي في الولايات المتحدة، والتوقعات المتزايدة بانهيار الدولار، تدفع المستثمرين إلى التخلي عن العملة الأمريكية واللجوء إلى الذهب لحماية قيمة أصولهم.
توقعات باستمرار الصعود
ووفقًا لتقديرات بنك UBS، من المتوقع أن يواصل الذهب ارتفاعه خلال الأشهر المقبلة، مستهدفًا مستويات تتراوح بين 3400 و3500 دولار للأوقية، طالما استمرت الضغوط الجيوسياسية والاقتصادية الحالية، مما يعزز الطلب على المعدن الأصفر عالميًا ومحليًا.