تتنوع أصناف الإبادة التي تتعمد إسرائيل إيقاعها بأهالي قطاع غزة، في خضم عدوانها المستمر عليهم منذ أكثر من 18 شهرًا، ما بين قتلٍ عبر القصف الذي لا يترك حتى الجرحى في المشافي، أو عبر الموت جوعًا جراء قطع دخول الإمدادات الإنسانية والغذائية.
العدوان على غزة
في اليوم الـ27 من استئناف حرب الإبادة على قطاع غزة، وصل إلى المستشفيات 11 شهيدًا، إلى جانب 111 مصابًا، بينما ما زال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف الدفاع المدني الوصول إليهم.
وبذلك، ترتفع حصيلة ضحايا المجازر الإسرائيلية، منذ الـ18 من مارس الماضي، إلى 1.574 شهيدًا، إلى جانب 4.115 مصابًا، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة.
وعليه، ترتفع حصيلة ضحايا حرب الإبادة الإسرائيلية ضد قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 50.944 شهيدًا، و116.156 مصابًا، حسب المصدر ذاته.
وفجرًا، قصف الطيران الحربي الإسرائيلي، المستشفى المعمداني وسط مدينة غزة، ما أدى إلى تدمير أحد مبانيه، وافتراش الجرحى والمرضى الشوارع المحيطة به.
وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أن الاحتلال استهدف المبنى المركزي بالمستشفى، والذي يضم الصيدلية والمختبرات ومكان الاستقبال للشهداء والجرحى، كما طال كذلك، الكنيسة المجاورة للمستشفى والتي كان يتواجد فيها مرضى، في استهداف مباشر للمؤسسات والكوادر الصحية.
وأقر جيش الاحتلال الإسرائيلي، بقصف المشفى، زاعمًا أنه يستخدم من قبل حركة حماس للتخطيط لهجمات ضد إسرائيل، وهي حجته الثابتة التي لا تتغير ولا تتبدل، في خضم حرب الإبادة المستمرة منذ أكثر من 18 شهرًا.
وفي المقابل، اعتبرت حركة حماس، المزاعم الإسرائيلية بشأن قصف المستشفى المعمداني، تكرار مفضوح لأكاذيبها لتبرير جرائمها ضد مراكز الإيواء والمدنيين الأبرياء والمستشفيات بقطاع غزة، وفق قولها.
وأكدت حركة حماس، أن "هذا السلوك الوحشي يمثّل استخفافًا وقحًا بالرأي العام العالمي، وأدوات العدالة الدولية، ويستدعي موقفًا جادًا من المجتمع الدولي"، على حد وصفها.
وفي هذا السياق، طالبت حماس، بتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة "لتفنيد ادعاءات إسرائيل الكاذبة"، وكشف حقيقة ما ترتكبه في قطاع غزة من انتهاكات غير مسبوقة في سياق حرب الإبادة والانتقام المستمرة، حسبما قالت.
حماس شددت على أن إسرائيل تواصل استهتارها بكافة القوانين، وانتهاكها لحرمة المستشفيات، وإيغالها في دماء المدنيين بقطاع غزة، وتقدم بعد كل جريمة رواية تبرير كاذبة لا تستند إلى أي دليل، كما جاء في بيان صادر عنها.
الأوضاع الإنسانية
إنسانيًا، أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أن جميع الإمدادات الأساسية تنفد في غزة، "ما يعني أن الأطفال الرضع سيذهبون إلى النوم جائعين"، داعية إلى اتخاذ إجراءات فورية لمنع الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة.
وقالت الأونروا، إنه بعد ستة أسابيع من الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع، والذي يمنع دخول المساعدات والإمدادات التجارية، فإن "المخزونات الغذائية كادت أن تختفي، والمخابز أغلقت، والجوع ينتشر".
وأكد مكتب الإعلام الحكومي بغزة، أن إسرائيل تواصل تعمدها حرمان أهالي القطاع من الحد الأدنى من المياه اللازمة للبقاء على قيد الحياة، عبر استهداف البنية التحتية المائية بشكل ممنهج، ووقف خطوط الإمداد، وتدمير محطات وآبار المياه، وقطع الكهرباء والوقود اللازم لتشغيل مرافق المياه والصرف الصحي.
وأكد المكتب، في بيان أمس السبت، أن إسرائيل عطلت مؤخرًا خطي مياه شركة "ميكروت" الواصلين إلى شرق مدينة غزة والمحافظة الوسطى، واللذين يوفران أكثر من 35 ألف متر مكعب من المياه يوميًا لما يزيد على 700 ألف فلسطيني.
وأشار إلى أن إسرائيل سبق أن أوقفت مطلع مارس الماضي خط الكهرباء الذي يغذي محطة تحلية المياه في منطقة دير البلح بالوسطى، ما أدى لتوقفها بالكامل عن إنتاج المياه المحلاة، حيث عرضت حياة 800 ألف مواطن في محافظتي الوسطى وخان يونس لخطر العطش الشديد.
وكشف أن الجهات المختصة سجلت منذ بدء الإبادة أكثر من 1.7 مليون حالة مرضية مرتبطة بالمياه من بينها حالات إسهال والالتهاب المعوي الحاد والتهاب الكبد الوبائي، فضلًا عن أكثر من 50 حالة وفاة غالبيتهم أطفال جراء الجفاف وسوء التغذية.
وحذر من كارثة إنسانية وبيئية كبرى تهدد قطاع غزة المحاصر منذ 18 عامًا، مع تصعيد إسرائيل للإبادة وتفاقم جريمة تعطيش الفلسطينيين، مطالبًا المجتمع الدولي وهيئات الأمم المتحدة بضرورة التحرك الفوري والفاعل لوقف جريمة التعطيش، وفرض دخول الوقود والمعدات وفرق الإصلاح للمرافق المائية.
التطورات الميدانية
ميدانيًا، أعلن جيش الاحتلال الإسرئيلي، أمس السبت، أن قواته أكملت تطويق رفح، وإنشاء محور "موراج" الذي يقطع جنوب قطاع غزة بين رفح وخان يونس.
وكشفت إعلام عبري، أن إسرائيل تستهدف من وراء هذه الخطوة ضم منطقة رفح التي تشكل خمس أراضي قطاع غزة إلى المنطقة العازلة التي تحظر إسرائيل على الفلسطينيين الوصول إليها.
وزعم وزير الحرب الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أن الوصول إلى هذه المرحلة بشأن غزة ومحور "موراج" بمثابة اللحظة الأخيرة للقضاء حركة حماس، وإطلاق سراح جميع المحتجزين وإنهاء الحرب، على حد زعمه في تصريحات صحفية.