كشفت التحقيقات الجارية في واقعة افتراس نمر أبيض لعامل داخل أحد عروض السيرك بمدينة طنطا، تفاصيل جديدة مثيرة، حيث اتضحت ملامح إهمال جسيم داخل السيرك، وسط اتهامات متبادلة بين الضحية ومدربة الأسود أنوسة كوتة.
وأوضح محامي أنوسة كوتة أن الضحية محمد البسطويسي، والذي بُترت ذراعه نتيجة الهجوم، لم يوجه في بداية الواقعة أي اتهامات مباشرة للمدربة أو للعاملين بالسيرك، إلا أنه غيّر أقواله لاحقاً وألقى بالاتهام صوب أنوسة كوتة.
وأشار المحامي إلى أن البسطويسي أقر خلال التحقيقات بأنه يعمل مساعداً لدى أنوسة، مدعيًا أن النمر المعتدي "ذكر"، فيما أثبتت التقارير البيطرية الرسمية أن الحيوان أنثى وتُدعى "بوكا" وتبلغ من العمر 5 سنوات.
وفي سياق متصل، كشفت لجنة مشكلة من عدة جهات رسمية لفحص اشتراطات السلامة داخل السيرك عن وجود مخالفات وصفت بـ«الجسيمة»؛ من بينها عدم وجود سجل تطعيمات خاص بالحيوانات المفترسة، وعدم توفير زي السلامة ومهمات الأمان للعاملين، بجانب غياب سيارة إسعاف مخصصة للطوارئ، فضلاً عن عدم توفر مسدس تخدير للتعامل مع مواقف الخطر.
المصادر أكدت أيضاً أن "الشوكة" — الأداة الدفاعية المخصصة لمثل هذه المواقف — لم تكن بحوزة أنوسة كوتة أثناء العرض، واضطر أحد العاملين لإحضارها بعد أن كان النمر قد التهم ذراع العامل بالفعل، في وقت غاب فيه استخدام أي وسائل تقليدية للطوارئ كـ«خرطوم المياه»، حيث لم يكن متاحًا أيضًا وقت وقوع الحادث.
من جانبها، اعترفت أنوسة كوتة خلال التحقيقات بأن البسطويسي يعمل معها كمساعد مدرب منذ أكثر من خمس سنوات، بينما جاءت شهادات سبعة شهود تؤكد عدم وجود أي مهام أو دور رسمي له خلال العرض.
وفي تطور لافت، قامت أنوسة كوتة بإغلاق السيرك بعد زيارة اللجنة المكلفة بالفحص، مما أثار تساؤلات حول ظروف التشغيل الحقيقية، ومدى التزام السيرك بمعايير الأمان التي وضعتها الجهات المختصة، خاصة مع استمرار مراجعة تراخيص النشاط من قبل السلطات المعنية.
ولا تزال النيابة العامة تواصل تحقيقاتها الموسعة في الواقعة، للوقوف على كافة ملابسات الحادث وتحديد المسؤوليات القانونية تجاه الواقعة التي أثارت جدلاً واسعاً، وطرحت علامات استفهام حول مستوى الأمان داخل العروض المفتوحة للجمهور.