الخميس 8 مايو 2025

تحقيقات

اتفاق إسرائيلي بضمانات أمريكية.. آخر كواليس مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة

  • 15-4-2025 | 10:27

غزة

طباعة
  • محمود غانم

لا يقابل التفاؤل السائد عند الحكومة الإسرائيلية بشأن قرب التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين في قطاع غزة نظيره في الأوساط الفلسطينية، بل إن ما تتحدث عنه إسرائيل لا يزال يفتقر إلى ضمانات جدية لإنهاء حرب الإبادة التي جاوزت عامًا ونصف.

ولا تمانع حركة حماس الإفراج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين لديها، مقابل إنهاء الحرب على قطاع غزة من خلال تحقيق وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية، غير أن الحكومة الإسرائيلية لا تزال ترفض ذلك.

المفاوضات مستمرة

زعمت إسرائيل أن هناك مفاوضات مكثفة تجرى هذه الأيام مع حركة حماس لإعادة الأسرى الإسرائيليين لديها، وذلك في الوقت الذي يتزايد فيه الضغط الخارجي والداخلي عليها جراء تواصل حرب الإبادة في قطاع غزة، بعد تنصله من اتفاق وقف إطلاق النار، الذي دخل حيز التنفيذ في يناير الماضي.

وجاء في بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن الأخير أجرى مكالمات هاتفية مع أمهات ثلاثة أسرى محتجزين في غزة، وهم: تمير نمرودي، وأفيناتان أور، وإيتان هورن.

وكشف البيان -الذي أوردته صحيفة "معاريف" العبرية- أن رئيس الوزراء شرح خلال المكالمات الجهود المبذولة لإعادة المحتجزين في قطاع غزة، كما أنه أطلعهم على وجود مفاوضات مكثفة تجري في هذه الأيام، مؤكدًا التزامه بإعادة جميع الأسرى سواءً الأحياء أو الأموات.

وتطالب عائلات الأسرى الإسرائيليين، رئيس الوزراء، بوقف الحرب على قطاع غزة، لإعادة جميع المحتجزين من هناك دفعة واحدة فورًا، محذرة من أن الإطلاق الجزئي لهم يعرضهم للخطر، وفق ما جاء في بيان صادر عنهم، الاثنين.

وزاد البيان:"يواصل كبار المسؤولين الحكوميين الحديث عن زيادة الضغوط العسكرية من أجل إطلاق سراح جميع المحتجزين، بينما في الواقع المفاوضات متوقفة، والمحتجزين خطر الموت".

وفي المقابل، أكدت حركة حماس، على موقفها الثابت بضرورة أن يحقّق أيّ اتفاقٍ قادم: وقفًا دائمًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا لقوات الاحتلال من قطاع غزة، والتوصّل إلى صفقة تبادل حقيقية، وبدء مسار جاد لإعادة إعمار ما دمّره الاحتلال، ورفع الحصار الظالم عن الشعب الفلسطيني.

وفي هذا الصدد، قالت حماس، إنها تدرس بمسؤولية وطنية عالية، المقترح الذي تسلّمته من الوسطاء، موضحة أنها ستقدّم ردّها عليه في أقرب وقت، وذلك فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بخصوصه.

وجاء حديث حماس ذلك، في أعقاب إفادة قناة "القاهرة الإخبارية"، بأن مصر تسلّمت مقترحًا إسرائيليًا بوقف مؤقت لإطلاق النار في غزة، وبدء مفاوضات تقود لوقف دائم لإطلاق النار، قبل أن تسلّمه بدورها إلى حركة حماس، حيث تنتظر ردها في أقرب فرصة.

بدوره، أكد القيادي في حماس، طاهر النونو، أن الحركة مستعدة لإطلاق سراح كل الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها، مقابل صفقة تبادل جادة ووقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي من القطاع، حسب ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية.

واتهم القيادي في حماس، إسرائيل بتعطيل الاتفاق، مؤكدًا أن "المشكلة ليست في أعداد الأسرى، لكن المشكلة أن الاحتلال يتنصل من التزاماته ويعطل تنفيذ اتفاق وقف النار ويواصل الحرب".

ومن جانبهم، أكد الوسطاء (مصر وقطر)، الاثنين، مواصلة الجهود الرامية إلى التوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة، الذي يشهد حرب إبادة إسرائيلية منذ أكثر من عام ونصف.

ضمانات أمريكية

وفي غضون ذلك، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن المسؤولين الإسرائيليين يرون أن هناك تقدمًا ملموسًا أحرز في مفاوضات الأسرى، وأن هناك تحوّلًا محتملًا في موقف حماس، على حد زعمها.

ورجحت الصحيفة العبرية، أن الاقتراح الحالي يتضمن إطلاق سراح ما بين تسعة إلى 10 محتجزين أحياء، وهو ما يتطابق تقريبًا مع الخطة الأصلية التي اقترحها المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، التي دعت إلى إطلاق سراح 11 محتجزًا، بمن فيهم الأمريكي الإسرائيلي عيدان ألكسندر، كما تطالب إسرائيل بإعادة رفات ما يقرب من 10 محتجزين.

وعرضت الولايات المتحدة الأمريكية، التزامًا بدخول إسرائيل بمفاوضات المرحلة الثانية، التي تتمحور حول وقف إطلاق النار بغزة (وهو ما تتنصل منه)، إذا قبلت حركة حماس إطلاق سراح أكثر من ثمان محتجزين أحياء، فضلًا عن عدد من الأموات، حسب ما أوردته "يديعوت أحرونوت" عن مصادر إسرائيلية.

وفي ذات الإطار، أكدت القناة الـ12 الإسرائيلية، أن إسرائيل تضغط بشكل أساسي من أجل إطلاق سراح أكثر من ثمان محتجزين أحياء في صفقة سيتم تنفيذها.

وأكدت القناة على نفس ما أشارت إليه صحيفة "يديعوت أحرونوت"، حيث قالت إن الولايات المتحدة نقلت عبر الوسطاء من أجل إقناع حركة حماس بالموافقة، رسالة تفيد بأنه في حال تم إطلاق سراح أكثر من ثمان محتجزين أحياء في الصفقة المقبلة، فإن إدارة الرئيس دونالد ترامب ستضمن أن يكون هناك نقاش جاد حول المرحلة التالية من الصفقة، وهي نهاية الحرب.

ويرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إنهاء الحرب على غزة عبر تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، حفاظًا على مصالحه الشخصية، وفي مقدمتها بقاء حكومته، حيث يهدد وزراء متطرفون بالانسحاب منها حال حصول ذلك.

وفي الـ18 من مارس 2025، تنصلت إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، المبرم مع حركة حماس، بواسطة مصرية قطرية أمريكية، حيث أعلنت عن إطلاق عملية عسكرية هناك تأتي في سياق استكمال مسلسل إبادة الشعب الفلسطيني، الذي بدأ في السابع من أكتوبر 2023.

وأسفرت الهجمات الإسرائيلية ضد قطاع غزة، منذ استئنافها الحرب في التاريخ المُشار إليه عن استشهاد 1.613 فلسطينيًا، فضلًا عن إصابة 4.233 آخرين.

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 50.983 شهيدًا، و116.274 مصابًا، حسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

الاكثر قراءة