الجمعة 18 ابريل 2025

تحقيقات

إنذار أمريكي جديد لـ طهران.. إلى ماذا ستؤول مفاوضات الملف النووي؟

  • 15-4-2025 | 14:10

طهران

طباعة
  • محمود غانم

ما يزال من الصعب توقع ما ستسفر عنه المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن برنامج طهران النووي، فبدايةً، تردد حديث الأطراف عن إيجابية خيمت على الجولة الأولى من المحادثات، وذلك قبل أن تنتقل الولايات المتحدة الأمريكية مرة أخرى إلى لغة التهديد، وهو الأمر الذي لا يقبله الطرف الآخر.

تهديد أمريكي

خيمت أجواء من الإيجابية على مفاوضات الملف النووي الإيراني التي استضافتها سلطنة عُمان، السبت الماضي، بين طهران من ناحية، وواشنطن من ناحية أخرى. 

وفي أعقاب هذه المحادثات، أكدت الولايات المتحدة أنها كانت "إيجابية للغاية وبناءة"، وأنها نقلت إلى إيران عبرها "تعليمات" الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ"حل القضايا بين البلدين عبر الحوار والدبلوماسية". 

وفي المقابل، أكدت إيران أن المحادثات دامت لأكثر من ساعتين ونصف، موضحة أنها شهدت تبادلًا للآراء بين وزير الخارجية عباس عراقجي والمبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، وذلك من خلال وزير الخارجية العُماني، في إشارة إلى أن المفاوضات كانت غير مباشرة رغم أن الولايات المتحدة أرادت العكس.

وفي هذا الخصوص، صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس، بأن طهران تريد إبرام صفقة مع بلاده بشأن برنامجها النووي، لكنها لا تعرف كيف. 

وعند إشارته إلى الاجتماع المقرر عقده بين البلدين السبت القادم، قال دونالد ترامب، إن النقطة الأساسية في المحادثات هي أنه لا يمكن لإيران امتلاك أسلحة نووية أبدًا، زاعمًا أنها تعرضت للإفلاس جراء سياسة "الضغط القصوى" التي طبقها عليها خلال ولايته الرئاسية الأولى (2017-2021). 

وأكد الرئيس الأمريكي أن على إيران التحرك بسرعة في مسار المفاوضات لأنها تقترب من الحصول على سلاح نووي، وهذا لن يحدث، وفق قوله. 

وشدد ترامب في ذات الوقت على أن إيران لا بد أن تتخلى عن السعي لامتلاك سلاح نووي، وإلا ستواجه عواقب قاسية قد تشمل توجيه ضربة عسكرية لمنشآتها النووية.

وسبق أن حدد ترامب مهلة شهرين للمفاوضات المتعلقة بالتوصل إلى اتفاق نووي مع طهران، وفي ذات الوقت، وجه بتعزيز القوات العسكرية الأمريكية في المنطقة كخيار آخر إذا فشلت الدبلوماسية.

وتؤكد الولايات المتحدة، أن أي اتفاق دبلوماسي مع إيران بشأن برنامجها النووي سيعتمد على وضع تفاصيل التحقق من تخصيب اليورانيوم وبرامج الأسلحة النووية في البلاد.

وكما صرح المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، فإن أي اتفاق مع طهران سيتعلق بالأساس بالتحقق من برنامج التخصيب، ثم التحقق في نهاية المطاف من التسلح، بما في ذلك الصواريخ، ونوع الصواريخ التي خزنوها هناك.

البحث عن ضمانات

وتؤكد طهران أنه لا يمكن لواشنطن أن تدعي سعيها للحوار، في حين أنها تواصل الضغوط والتهديدات، وعلى إثر هذه اللغة، فإنها ترفض عقد محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة.

واستباقًا للجولة الثانية من المفاوضات المقرر لها يوم السبت المقبل، أكدت على ضرورة أن يكون هناك ضمانات للوفاء بالالتزامات، حيث يكتسب هذا الأمر أهمية خاصة بالنظر إلى تاريخ الوعود المنقوصة في الماضي، في إشارة إلى تنصل الولايات المتحدة من الاتفاق المبرم في عام 2015.

وما يزال حتى الآن هناك تباين حول مكان عقد جولة التفاوض الثانية بين الولايات المتحدة وإيران، حيث يتردد حديث الأطراف حول العاصمة العمانية مسقط والعاصمة الإيطالية روما.

ورغم أن وزير الخارجية الإيراني قال، أمس الاثنين، إن الجولة الثانية لمباحثات بلاده مع الولايات المتحدة ستعقد في العاصمة الإيطالية روما برعاية من سلطنة عمان، فإنها عادت بعد ذلك لتؤكد أنها ستعقد في عاصمة الأخيرة.

وفي المقابل، أشارت وسائل إعلام أمريكية إلى أن المحادثات من المتوقع أن تعقد في روما، كما أكد وزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني أن المحادثات ستعقد هناك.

وتعتبر هذه المحادثات، هي الأعلى مستوى بين البلدين، منذ أن انسحب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني في عام 2018، أثناء فترة ولايته الأولى.

وبينما تدفع الولايات المتحدة طهران من خلال هذه المفاوضات إلى تفكيك برنامجها النووي، فإن الأخيرة تؤكد أنها قد تنخرط  في خطوات لخفض برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات، ولكن ليس تفكيكه تمامًا، كما تأمل الولايات المتحدة.

الاكثر قراءة