يحل اليوم الأربعاء، ذكرى ميلاد الموسيقار عمار الشريعي، أحد أبرز أعمدة الموسيقى في مصر والعالم العربي، وقدم العديد من الأعمال الفنية، حيث قدم الراحل العديد من تترات المسلسلات المميزة بجانب اعماله السينمائية والتلفزيونية وفوازير نيللي والتى تركت جميعها بصمة كبيرة فى أذهان جمهوره فى الوطن العربي.
ولد الشريعي في 16 أبريل 1948 بمدينة سمالوط بمحافظة المنيا، لأسرة تنتمي إلى أصول هوارية في صعيد مصر، ورغم فقدانه للبصر منذ الولادة.
ربطت صداقة قوية الموسيقار الراحل بالفنان الكبير عبد المنعم مدبولي، الذي يصادف ذكرى ميلاده يوم 28 ديسمبر. وامتدت هذه العلاقة إلى التعاون الفني، حيث لحن الشريعي تتر مسلسل "أبنائي الأعزاء... شكرا" من بطولة مدبولي، وهو المسلسل الذي اشتهر جماهيريا باسم "بابا عبده"، وترك أثرا بالغا لدى الشريعي، حتى أنه صرح بأن والدته بكت حين شاهدته.
وكشف الشريعي، خلال إحدى حلقات برنامجه "سهرة شريعي"، عن تفاصيل أول لقاء جمعه بمدبولي، والذي تم بترتيب من المخرج محمد فاضل، من هذه اللحظة، نشأت علاقة خاصة بينهما وصفها الشريعي بأنها علاقة "أب بابنه، وتلميذ بأستاذه".
كان عبد المنعم مدبولي معروفا بحبه الشديد للأطفال، ما دفعه لتقديم مجموعة من أشهر أغاني الأطفال في تاريخ التلفزيون المصري، مثل: توت توت، كان في واد اسمه الشاطر عمرو، جدو عبده زارع أرضه، الشمس البرتقالي، وغيرها من الأغاني التي ظلت محفورة في وجدان أجيال متعاقبة.
وفي ألبومه "أغاني أطفال - توت توت"، تعاون مدبولي مع الشريعي في عدد من الأغاني المميزة مثل "توت توت" و"عم أمين"، وهو ما أضفى على هذه الأعمال طابعا موسيقيا فريدا، عزز من حضورها في ذاكرة الطفولة المصرية.
شكلت العلاقة بين الشريعي ومدبولي مثالا نادرا على التكامل الفني والإنساني، إذ جمعتهما روح محبة صادقة وفهم عميق للفن ودوره في حياة الناس، ولعل رحيل الشريعي في ديسمبر، شهر ميلاد مدبولي، كان رمزا لعلاقة لم تنقطع حتى بعد الموت، جمعت بين فنانين كبار، كل في مجاله، خلدا اسميهما في الوجدان المصري والعربي.