في خطوة جديدة نحو دعم الصناعات الوطنية وفتح آفاق تصديرية جديدة أمام الأثاث المصري، نظم المجلس التصديري للأثاث، برئاسة إيهاب درياس، بالتعاون مع الغرفة التجارية الإيطالية في مصر، ورشة عمل موسعة هدفت إلى مناقشة آليات تعزيز التعاون التجاري بين الجانبين، وبحث فرص مشاركة الشركات المصرية في كبرى المعارض الدولية، خاصة تلك المقامة في إيطاليا، إحدى أهم أسواق الأثاث في العالم.
حضر الورشة كل من مؤمن عرفات، المدير التنفيذي للمجلس، والمهندسة ريم عصام، مدير العلاقات والاتصالات الدولية، ومحمد علاء، مدير خدمات التصدير والمعلومات، إلى جانب ألبرتو بوركليني، رئيس الغرفة التجارية الإيطالية بالقاهرة، و كيرلس أنور، السكرتير العام للغرفة، بالإضافة إلى ممثلين عن أكثر من 40 شركة مصرية مهتمة بالتوسع في السوق الأوروبي.
وفي كلمته، أكد مؤمن عرفات أن المجلس يسعى من خلال هذه الورشة إلى إعادة تفعيل المشاركة المصرية في المعارض المتخصصة، وعلى رأسها معرض "صالون دي موبيل" العالمي في ميلانو، والذي سبق أن شهد تمثيلًا مصريًا ناجحًا بجناح متميز.
وأشار إلى أن هذه الفعاليات الدولية تمثل فرصًا حقيقية لزيادة صادرات الأثاث المصري، لاسيما في ظل التحولات الجاذبة بالأسواق الخارجية.
من جهته، أوضح كيرلس أنور أن إيطاليا تأتي في المرتبة الثالثة عالميًا بين الدول المستوردة للأثاث المصري بعد ألمانيا والمجر، بإجمالي صادرات بلغ نحو 3.2 مليون دولار، مشيرًا إلى أن الغرفة الإيطالية تُقدّم خدماتها لكافة الشركات المصرية دون اشتراط عضوية، دعمًا لجهود التصدير والتوسع التجاري.
وسلطت الورشة الضوء على التوجهات الحديثة في السوق الأوروبي، وعلى رأسها الطلب المتزايد على المنتجات المستدامة بيئيًا، ما يتطلب من المصنعين المصريين التركيز على إنتاج أثاث صديق للبيئة، يواكب المعايير الأوروبية ويجذب المستهلك الإيطالي، المعروف بذوقه الرفيع وتقديره للتفاصيل الدقيقة.
وشهدت الفعالية استعراضًا شاملًا لأهم المعارض الإيطالية المتخصصة، منها معرض "ميلانو هوم"، ومعرض "MADE EXPO"، ومعرض "هوست" المتخصص في تجهيزات الضيافة، بالإضافة إلى معرض "إكسيل إكسبو" لماكينات تصنيع الأثاث، وغيرها من المنصات التي تُعد بوابة مباشرة للأسواق الأوروبية والعالمية.
وأكد محمد علاء، مدير خدمات التصدير، أن مصر تتمتع باتفاقيات تجارة حرة مع الاتحاد الأوروبي، ما يسمح بتصدير الأثاث إلى تلك الأسواق دون رسوم جمركية، وهي ميزة كبيرة تفتح الباب أمام نمو الصادرات بشكل تنافسي، خاصة بعد انخفاض قيمة الجنيه، ما يعزز من جاذبية الأسعار.
كما عبّر بعض المشاركين عن تفاؤلهم بنتائج الورشة، حيث أشار أكرم برسوم، ممثل إحدى الشركات، إلى أن المرحلة الراهنة تمثل "فرصة ذهبية" للمنتج المصري، داعيًا إلى دراسة احتياجات الأسواق الأوروبية بدقة، والعمل على تقديم تصميمات تتماشى مع الذوق الإيطالي الرفيع.
واختتمت الورشة بتأكيد مشترك من المجلس والغرفة الإيطالية على أهمية مواصلة التنسيق والتعاون، بما يُسهم في تعزيز مكانة الأثاث المصري كصناعة ذات جودة عالمية، ورفع نسب التصدير، وزيادة مساهمة هذا القطاع الحيوي في دعم الاقتصاد القومي.