يعتبر الشاعر والكاتب والسياسي الفرنسي إيمي سيزير الذي تحل ذكرى وفاته اليوم 17 أبريل والذي توفى في 2008 أحد أبرز رموز الحركة المناهضة للاستعمار، وأشهر وجوه تيار الزنجية في الشعر الفرنكوفوني.
ولد سيزير في 1913 ضمن عائلة كبيرة وفقيرة شمال جزيرة المارتينيك في فرنسا، ودرس في مرحلة الثانوي بأرقى المدارس الثانوية الفرنسية، وأدرك خلال هذه المرحلة تهميش سكان الجزر الفرنسية والأفارقة، فاستخدم قلمه للدفاع عن المضطهدين والمستعمرين.
وأنشأ إيمي سيزير في 1934، مع سينغور وعدد من الأصدقاء الأفارقة صحيفة «الطالب الأسود» فظهر للمرة الأولى مصطلح "الزنجية" وكانت حركة تهدف إلى التغيير من صورة الرجل الأسود المتواني غير القادر على الأخذ بزمام أموره بنفسه وبناء مستقبله، لينجح في اجتياز مناظرة مدرسة الأساتذة العليا أحد أرقى المدارس الفرنسية والتي يدرس فيها إلا نخبة من الطلبة النابغين.
يأتي ضمن أهم أعماله الأدبية في 1935 نشر "مذكرات العودة إلى الوطن الأم"، ألف سيزير عددًا من المسرحيات مثل "تراجيديا الملك كريستوف" و"موسم في الكونغو"، وفي الشعر ألف "الأسلحة العجائبية" و"الشمس المقطوعة العنق" كما كتب نثرا ونشرت له عدة كتب أبرزها "خطاب عن الاستعمار" الذي كان صرخة تمرد في وجه الغرب القابع على "أعلى كومة من جثث الإنسانية" و"رسالة إلى موريس توريز" الأمين العام للحزب الشيوعي الفرنسي سابقًا.
وحول مشاركته في الحياة السياسية فكان من أهم مشاريعه محاربة الاستعمار والعنصرية، وكان من أبرز المطالبين بالحكم الذاتي للمارتينيك وليس باستقلالها كما ساند الحركات الاستقلالية في دول المغرب العربي والهند، وغادر الساحة السياسية في 2005 بسبب مشاكل صحية بعد أن شغل منصب عمدة مدينة فور دو فرانس طوال 56 سنة.
وفي 9 أبريل 2008 نقل إيمي سيزير إلى المستشفى إثر تعرضه لمشاكل في القلب، ونظمت له جنازة وطنية شارك فيها الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي اعتبر إيمي رمز الأمل لكافة الشعوب المضطهدة عبر نضاله من أجل الاعتراف بهويته وغنى جذوره الأفريقية كما أعرب أمين عام الفرنكوفونية السنغالي عبدو ضيوف عن الحزن الكبير الذي تشعر به العائلة الفرنكوفونية، ووفق طلبه رمي رماده في حديقة ماجوريل بمدينة مراكش المغربية.